IMLebanon

“المونديال” و”داعش” يخطفان اللبنانيين

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم العشرين على التوالي..

“فخامة المونديال” احتل الشاشات وصار الحدث في لبنان والعالم، وصار البحث عن “كلام رئاسي” مهمة صعبة، في ظل هذا التسليم اللبناني بأن الفراغ مرشح لأن يستمر طويلا..

ومع “المونديال” وقبله بساعات، أصبح الحدث العراقي، حدثا لبنانيا بامتياز. الأسئلة اللبنانية تتمحور حول ما بعد هذا الانهيار الدراماتيكي لمؤسسات السلطة العراقية في مواجهة “داعش” والبيئة الحاضنة لها بكل تناقضاتها ومشاربها: هل أن هذا التمدد سيزيد الأزمة السورية احتداما وأي نصيب سيناله لبنان وخصوصا من جيش النازحين الذين بات عددهم يلامس عتبة المليونين.. إلى المخاطر الأمنية، من تفجيرات إلى إعادة نفخ الروح في صفوف بعض المجموعات التي أصابتها التطورات الميدانية السورية الأخيرة بالإحباط.

هذه المخاطر والاحتمالات توقف عندها مجلس الوزراء اللبناني الغارق منذ ثلاثة أسابيع في جنس ملائكة التكيف مع واقع الشغور الرئاسي، كما باتت الشغل الشاغل لمعظم المؤسسات العسكرية والأمنية اللبنانية التي بدأت بتكثيف حضورها المعلوماتي في بعض البيئات المحلية الحاضنة.

سلام لـ”السفير”: الاستقرار.. والتوافق

وقال رئيس الحكومة تمام سلام لـ”السفير” إن مجلس الوزراء عرض، أمس، للموضوع العراقي بشكل عام، ولم يدخل في تفاصيل اتخاذ إجراءات معينة “لكن الكل يعلم أن أي تطور إقليمي ينعكس على لبنان، فإذا كان ايجابيا ينعكس إيجابا على لبنان وإذا كان سلبيا ينعكس سلبا علينا”، وأضاف: “لقد خلصنا في مجلس الوزراء إلى أن مواجهة أي وضع إقليمي متوتر تكون بتحصين وضعنا الداخلي من خلال التوافق والتفاهم على معالجة كل المشكلات والأزمات، لذلك يجب ان نقدر وضعنا الداخلي بدقة وان نحافظ على الاستقرار وهذا يتطلب من الجميع التصرف بمسؤولية لمواجهة أية انعكاسات سلبية لأي وضع إقليمي متوتر”.

وأوضح انه كان خلال جلسة مجلس الوزراء، أمس، حريصا على تكريس أجواء التوافق حول موضوع منهجية عمل المجلس “لذلك تمت الموافقة على تأجيل البحث بجدول الأعمال إلى الجلسة المقبلة، لكننا ابلغنا الوزراء انه لا يمكننا الانتظار إلى ما لا نهاية”، وأوضح أن الإجماع على التأجيل للأسبوع المقبل هدفه اتخاذ القرار المناسب.

وتوقعت أوساط سلام التوصل الى مخرج في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء وبالتالي البدء بمناقشة جدول الأعمال مع استبعاد كل البنود الخلافية.

بري لـ”السفير”: التحصين تجاه العواصف

من جهته، حذر رئيس مجلس النواب نبيه بري من تداعيات المشهد العراقي الجديد وخطورته، وقال لـ”السفير”: “آمل أن يشكل ما يجرى هناك حافزاً لنا كلبنانيين من كل الاتجاهات من أجل لملمة أوضاعنا والتعاضد في ما بيننا لحماية لبنان وتحصينه تجاه عواصف المنطقة”.

وانطلاقاً من هذه المخاطر حذر بري، من خطورة تعطيل المؤسسات، مكرراً انتقاده لمن يصر على تعطيل مجلس النواب، في ظل الشغور الرئاسي. وذكّر أن تحديد جدول الأعمال هو صلاحية مكتب المجلس ومن البديهي ألا يعمد إلى طرح بنود عادية في ظل شغور موقع الرئاسة، وبالتالي فالأمر لا يحتاج إلى مقاطعة وتعطيل، أو فرض جدول أعمال يناقش خارج المجلس وتحويل المجلس إلى أداة للبصم.

أما في الشأن الوزاري، فأسف بري لاستمرار الجمود، داعياً إلى التقيد بالمادة 62 التي ترعى حالة خلو سدة رئاسة الجمهورية.

جنبلاط لـ”السفير”: كي لا نعود الى..

وقال رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط لـ”السفير”: المطلوب تحصين وضعنا الداخلي بالاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا هو الاهم، وايضا بالاسراع في محاولة تخفيف اضرار وارتدادات الموجات العراقية على لبنان، لانه حتما هناك تداعيات على لبنان بعد هذا الاجتياح المريب والمخيف لـ”داعش”، اذ لم تعد هناك أية حدود بين سوريا والعراق.

اضاف: نعول على انتخاب رئيس للبلاد والالتفاف حول الجيش والقوى الامنية كي لا نعود الى ظواهر قادة المحاور في طرابلس والحالات الاسيرية في صيدا.

وردا على سؤال قال جنبلاط لـ”السفير” انه اوفد وزير الصحة وائل ابو فاعور، أمس، الى المغرب للقاء رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري “وذلك تحضيرا لامكان عقد لقاء بيني وبينه في الايام المقبلة في باريس”، مشيرا الى أنه سيتوجه قريبا الى العاصمة الفرنسية للقاء الرئيس ميشال سليمان الموجود هناك.

المشنوق لـ”السفير”: مواجهة الارهاب والتعطيل

بدوره، قال وزير الداخلية نهاد المشنوق العائد من قطر لـ”السفير” ان “المنطقة تهتز بأسرها ولا يحق لنا كلبنانيين أن نغرق في ترف خلافاتنا”، وأضاف: “في مواجهة المشهد الاقليمي الخطير، لا بد من المزيد من المواجهة مع الارهاب وتحصين التماسك السياسي والوطني، واعتماد الحكومة قاعدة للعمل والانتاج وليس للخلاف السياسي، واعتماد المجلس النيابي مقرا للتشريع وليس منبرا للمواجهات من أي نوع كانت”.

وأكد المشنوق أن العمل من أجل انتخاب رئيس جمهورية لا يقود بالضرورة الى تعطيل المؤسسات الدستورية، وسأل: “هل نعطل الجمهورية من ألفها الى يائها اذا فشلنا في انتخاب رئيسها؟”.

الجامعة بعد “السلسلة”

من جهة ثانية، انتقلت عدوى الحلول المؤقتة من ملف سلسلة الرتب والرواتب للمعلمين والموظفين الى الملف الجامعي، حيث اعلن وزير التربية الياس بو صعب عن اتفاق على انهاء اضراب الاساتذة المتعاقدين بالساعة في الجامعة اللبنانية. ونص الاتفاق على استئناف الدروس في كل الكليات ابتداء من اليوم الجمعة والتعويض عن أيام الإضراب عند اللزوم ومشاركة الاساتذة المتعاقدين في كل أعمال الامتحانات الجامعية والأسئلة وإجراء الامتحانات وتعليق التصحيح وإصدار النتائج حتى يتم إقرار البت بملفي التفرغ والعمداء في مجلس الوزراء في غضون أسبوعين حسب بو صعب.

يذكر أن طلاب الشهادة المتوسطة (البريفيه) سيبدأون اليوم امتحاناتهم الرسمية، على أن تجمد أعمال تصحيح المسابقات في انتظار إقرار “السلسلة” في مجلس النواب.