«النصرة» و«داعش» يطالبان بالافراج عن عماد جمعه ونعيم عباس ودفتردار ورموز أخرى
الحكومة تواجه مأزقاً و«8 آذار» ترفض المبادلة والاهالي يصعّدون احتجاجاتهم
الجيش تسلّم جثة الشهيد علي السيد.. رصد مسلحين في جرود الضنية
عمت اجواء الحزن والاسى كل لبنان بعد تأكيد ذبح «داعش» الرقيب اللبناني علي السيد من بلدة فنيدق، فيما واصل اهالي المخطوفين العسكريين التحركات على الارض وقطع الطرقات في مختلف المناطق اللبنانية مطالبين بالضغط للافراج عن العسكريين المحتجزين. وقد حجبت قضية العسكريين دعوة الرئيس نبيه بري الى جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية اليوم التي لن يكون مصيرها افضل من مصير الجلسات الـ 11 السابقة، حيث سيدعو الى جلسة جديدة.
اما في ملف العسكريين المخطوفين، فقد اشارت المعلومات الى وجود اتصالات جدية لاجراء «مقايضة» بين السجناء الاسلاميين في سجن روميه وجنود الجيش اللبناني المخطوفين، وما عزز هذه المعلومات توزيع شريط فيديو ومكالمات هاتفية للسجناء الاسلاميين في روميه تبادلوا فيها التهاني بخروجهم من السجن خلال 48 ساعة مقابل الافراج عن المخطوفين العسكريين. وقال احد السجناء الاسلاميين في روميه ان عملية الافراج ستشمل سجناء في «فتح الاسلام» وكتائب عبدالله عزام و«النصرة»، علما ان مصادر متابعة للملف اكدت ان المفاوضات صعبة ومعقدة، لكن المصادر اكدت ان الصفقة ربما تمت رغم مخالفتها القانونية وانها تحتاج لنجاحها الى قرارين الاول من مجلس الوزراء والثاني قضائي.
واشارت المصادر الى «ان الافراج عن المحكومين في سجن روميه يحتاج الى عفو من رئيس الجمهورية وهذا ما سيعيد الملف الى مجلس الوزراء المنقسم حول القضية. فيما تجاوز بعض الامور القضائية والمحاكمات والقرارات الظنية امر يصعب حله، وهذا ما دعا النائب وليد جنبلاط الى المطالبة بالاسراع في المحاكمات. لكنه رفض المقايضة، وكذلك فان المجلس الامني الذي عقد في السراي ناقش امكانية التفاوض بالافراج عن الذين اوقفوا خلال معارك عرسال الاخيرة او الموقوفين الذين لم تصدر في حقهم احكام، وهؤلاء باستطاعة قاضي التحقيق الافراج عنهم، لكن القضاء لا يقبل الافراج عن موقوفين خطرين، علما ان «جبهة النصرة» كما ذكرت «الديار» امس الاول طالبت عبر مصطفى الحجيري «ابو طاقية» الذي كلفته «النصرة» بأن يكون صلة الوصل بينها وبين الحكومة اللبنانية، بالافراج عن عماد جمعة وجمانة حميد و15 سورياً من اخطر المطلوبين.
وحسب مصادر حكومية فان عملية التفاوض تجرى على «قدم وساق» وهناك ملفات مقفلة واخرى يمكن التفاوض عليها شرط الحفاظ على هيبة الدولة وكرامتها.
وليلا ذكرت مصادر نيابية ان المفاوضات مع «داعش» وعبر الوسطاء معقدة جداً لجهة المطالبة بالافراج عن رموز كبيرة من الارهابيين كجمال دفتردار ونعيم عباس وغيرهما وان يعلن «حزب الله» نيته الانسحاب من سوريا وتحديد موعد للانسحاب، وكذلك طالبوا بالحصول على اموال للافراج عن المخطوفين. واشارت المصادر النيابية الى ان وزراء 8 اذار ابلغوا رفضهم المبادلة وهذا مرفوض حتى من المراجع العليا في 8 اذار، لكنها لا تعترض على التعجيل بملف محاكمة الاسلاميين ليأخذ القضاء مجراه، وهذا هو موقف النائب وليد جنبلاط.
اما هيئة علماء المسلمين فأشارت الى وجود مرونة وليونة من جانب الحكومة اللبنانية في المفاوضات وهذا ما يبشر بوضع القضية على مسارها الصحيح.
على صعيد اخر، يعقد مجلس الوزراء جلسة اليوم في السراي الحكومي مخصصة للاوضاع المالية، حيث سيستمع مجلس الوزراء الى عرض مفصل من وزير المال علي حسن خليل عن الاوضاع المالية في البلاد ودقتها، ومن المتوقع ان يناقش مجلس الوزراء اوضاع العسكريين المخطوفين والمفاوضات الجارية في هذا الملف الذي سيثير نقاشا حاميا في مجلس الوزراء لجهة كيفية سير المفاوضات وان وزراء 8 اذار ومعهم وزراء جنبلاط يرفضون المقايضة مع التأكيد على اطلاق سراح العسكريين لكن مع حفظ كرامة الدولة والقضاء وحتى لا تتعرض الدولة الى عمليات ابتزاز في هذا الملف مستقبلاً ولجوء «داعش» الى عمليات خطف جديدة والمطالبة بمقايضات جديدة.
نقولا لـ«الديار»: فلتستقبل الدول العربية الموقوفين في سجن روميه
في اتصال لـ«الديار» مع النائب نبيل نقولا حول جلسة مجلس الوزراء التي ستنعقد اليوم والتي قد تتناول موضوع المقايضة بين العسكريين المخطوفين من قبل «داعش» وبين الموقوفين في سجن روميه، قال نقولا: «في المطلق، لا يمكن المقايضة بين مجرم وقاتل وتكفيري وبين جنود شجعان يدافعون عن ارضهم وعن سيادة وطنهم». وتابع: «بعض الجهات السياسية في لبنان تخلت عن الجيش وتركته وعملت على تدمير هيبته وعلى التحريض عليه كما باع البعض ولاءه لـ«داعش» وأعد اغنية لهذا التنظيم التكفيري». وابدى النائب نبيل نقولا اسفه لعدم اخذ الدولة اللبنانية الاحتياطات اللازمة لدعم الجيش وتجهيزه بشكل جيد كي يقمع اي تمرد واي حركة اصولية قد تنشأ على الاراضي اللبنانية.
الا ان النائب نقولا رأى انه في حال جرت مقايضة، فيجب ان تحصل خارج الاراضي اللبنانية وفي دولة عربية مثل قطر او المملكة العربية السعودية او حتى في دولة غربية حيث يتم ارسال هؤلاء الموقوفين في سجن روميه الى هذه الدول ولا يعودون ابدا الى لبنان لان اطلاق سراحهم وابقاءهم في لبنان خطر كبير على سلامة وامن المواطنين اللبنانيين.
اما على صعيد دعم الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي من خلال هبة المليار دولار المقدمة من المملكة العربية السعودية فقد اشارت معلومات مؤكدة ان وزير الداخلية نهاد المشنوق سيتوجه الى موسكو ما بين 18 و20 الجاري لبحث شراء الاسلحة لقوى الامن الداخلي ومعدات للاجهزة من خلال هبة المليار دولار المقدمة من السعودية. فيما اشارت معلومات الى ان وفداً من قيادة الجيش برئاسة العماد جان قهوجي او من يكلفه سيتوجه الى موسكو للبحث بتسليح الجيش اللبناني، تنفيذا للاتفاق الذي وقعه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري مع السلطات الروسية في تشرين الثاني 2010 لتزويد الجيش بالسلاح. علما ان الاتفاقية الموقعة عام 2010 تتضمن تزويد الجيش بطائرات هليكوبتر و77 دبابة و39 مدفعاً.
مسلحون في جرود الضنية
وكشف احد القادة السياسيين انه بادر في احد اللقاءات الاخيرة بالاستفسار من مسؤول امني عن الاوضاع في عرسال فكان الجواب ان منطقة جرود الضنية توازي في خطورتها منطقة عرسال في ظل معلومات عن وجود مسلحين اجانب من جنسيات اسيوية في هذه الجرود ولديهم كل الاسلحة بالاضافة الى المخازن والتحصينات، وهؤلاء قادرون على الدخول الى هذه المنطقة من الحدود السورية، وهم يسعون الى وصل منطقة القلمون بعكار من اجل منفذ بحري قبل فصل الشتاء. وكذلك فان «داعش» تعزز قواتها بالمسلحين والعتاد والذخيرة، وان هؤلاء المسلحين ينتظرون اشارة للتحرك.
الاجتماع الامني في السراي الحكومي تطرق الى معلومات خطرة عن اوضاع المسلحين وانتشارهم والخلايا النائمة في كل لبنان وخطر النازحين السوريين، وهذا ما جعل المجتمعين يشيرون الى خطورة الاوضاع وضرورة معالجتها سريعاً.