IMLebanon

النقيب رياض طه في ذكرى استشهاده

في الذكرى الرابعة والثلاثين لاستشهاد نقيب الصحافة رياض طه عودة الى الوراء.. عودة الى تاريخ صحافي عاشه فقيدنا الكبير وكان محفوفا بالاخطار.

لقد استشهد وهو في اوج نشاطه الصحافي والادبي والسياسي. وكان شغفه بمهنة المتاعب باكرا. فكتب في العديد من الصحف منتقدا الذين زرعوا في البلاد بذور الشر والتفرقة بين الناس، ومطالبا باصلاح الاعوجاج السياسي، وتطهير الدوائر الحكومية من الفساد والمحسوبية، ومناديا بالمتعلمين يحتلون الوظائف محل الجهلة والأزلام.

عبر مقالاته التي تميزت بالنقد البناء حث الجيل الصاعد على التعلق بوطن سيد، مستقل. فالاستقلال الذي اخذناه بالدم، كما كان يردد، يجب ان نبذل الغالي في سبيل مناعته والحفاظ عليه. وتلك المقالات دفعت ابناء البقاع، وفي المقدمة ابناء مسقط الرأس الهرمل، على تأييده في المعركة الانتخابية التي خاض غمارها عام 1960 مترئسا «لائحة التحرر».

بسبب مقالاته النقدية في مجلته «اخبار العالم» التي اصدرها وهو في العشرين من عمره، تعرض لمحاولة اغتيال. على ان هذه المحاولة لم تثنه عن متابعة رسالته الاعلامية التي نذر لها النفس.

وفي مجلته «الاحد» التي انشأها اسبوعية عام 1950 كانت افتتاحياته سيفا مصلتا فوق رقاب منتهكي كرامة الانسان في وطنه الأغلى لبنان.

وفي جريدته اليومية «الكفاح» التي اصدرها عام 1958 كانت مقالات محرريها لاذعة بحق منتهكي الحريات الاعلامية. كانت معبرة عن تطلعات الشعب نحو غد مشرق.

لقد ناضل رياض طه – طيب الله مثواه – في سبيل المساواة بين جميع المواطنين على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم وعقائدهم.

وانتقد السياسيين الذين هضموا حقوق الشعب. فادخلوه السجن عام 1955.

على انه عاد، عندما خرج من السجن، وفتح النار من جديد على السلطة في «الكفاح».

لم تمنع صاحبة الجلالة فقيدنا رياض طه من الغوص في معترك الادب والفكر السياسي. نظم الشعر وكتب القصة وألف سبعة كتب منها: «شفتان بخيلتان»، «في طريق الكفاح»، «فلسطين اليوم وغدا». وفي هذا الكتاب دعا فلسطينيي الداخل الى التشبث بالأرض ومقارعة العدو الصهيوني. وكأني بالذين انتفضوا في غزة اليوم، قد قرأوا ما في جعبة رياض طه.

في ذكرى استشهادك ايها النقيب النصير لكل الصحافيين، تبقى كبيرا في مماتك كما كنت كبيرا في حياتك.