تجاوبت الولايات المتحدة الاميركية مقدمة ما يحتاج اليه الجيش من اسلحة وعتاد بفضل السفير ديفيد هيل الذي ابلغ السلطات المختصة في بلاده بأهمية التعجيل في ارسالها الى بيروت نظراً الى الاخطار المحدقة بلبنان من التنظيمات الارهابية. وبعد مرور أسبوعين على ابلاغ هيل رئيس الحكومة تمام سلام بالأمر في حضور وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، يتسلم الجيش اليوم الدفعة الاولى، وهي عبارة عن “ذخيرة اضافية وعتاد لعمليات الجيش القتالية، الهجومية منها والدفاعية. وجاء في وعد هيل ان المساعدات ستصل خلال الاسابيع المقبلة وتستمر خلال الأشهر المقبلة، وفقاً لتعبيره.
وأوضح مصدر ديبلوماسي أميركي لـ”النهار” ان شحنة الاسلحة التي تصل اليوم الى بيروت لا تدخل ضمن السلاح الاميركي الجديد والذي سيشرى للجيش من مبلغ نصف مليار دولار من أصل مليار منحه العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز للقوات المسلحة اللبنانية لمكافحة الارهاب”. ويقول هيل عن هذه المساعدة الطارئة بأنها “مثلثة الأهداف، الهدف الأول منها تعزيز قدرة الجيش، الثاني محاربة الجماعات المتطرفة العنيفة، والثالث حماية الناس في لبنان”.
وقبل أن تصل أول دفعة من السلاح الاميركي بـ24 ساعة، فرض الاعتداء على مركز للجيش من عناصر ارهابية على وادي حميد في عرسال نفسه على مجلس الوزراء الذي كان منعقداً أمس في السرايا الحكومية. وتبلغ المجلس تباعاً المعلومات العسكرية الواردة الى اليرزة من الجبهة واولها ان اشتباكاً وقع في جرود عرسال بين الجيش ومسلحين مما ادى الى جرح جندي حالته حرجة، وفقدان آخر، وثانيها ان دورية تعرضت لكمين وتم انقاذ أربعة جنود كاد المسلحون ان يختطفوهم، بينما فقد جندي، والثالثة ان جندياً قد استشهد.
وعلمت “النهار” ان وزير العمل سجعان قزي سأل عن الوضع الطارئ في عرسال وجرودها، فكان شرح من مقبل ووزير الداخلية نهاد المشنوق فحواه ان الوضع على الحدود مع سوريا وتحديداً على جبهة عرسال “دقيق وليس بمزحة ويجب التحوط له”. عند ذلك اقترح اكثر من وزير اطلاع الرأي العام على حقيقة الوضع، فآثر سلام التكتم و”عدم تخويف الناس لأن الجيش ساهر على الوضع في الحدود ويقوم بواجباته”.
ووفقاً للمصدر الوزاري سأل قزي عن مصير الهبة السعودية بقيمة ثلاثة مليارات، فكان جواب مقبل أن “التأخير تقني”، وفهم ان المقصود بذلك ان العقود بين الرياض وباريس لم تنجز بعد، علماً ان قيادة الجيش أعدت لوائح بالاسلحة التي سيشتريها لبنان من الفرنسيين.
وسأل قزي عن الهبة الملكية بقيمة المليار دولار لمكافحة الارهاب، فكان الجواب ان المفاوضات بدأت في شأنها مع الجانب الاميركي وهناك اتصال بالروس لشراء قطع غيار للسلاح الروسي المستعمل في عدد من قطع الجيش، إلا أن الجواب لم يأت بعد، ومن غير المعروف ما اذا كانت المفاوضات ستبدأ في بيروت أو في موسكو.
ولدى الاستفسار عن المخطوفين أوضح سلام ان الحكومة لم تكلف اي جهة التفاوض مع الخاطفين، بل أن “هيئة علماء المسلمين” هي التي طلبت القيام بمبادرة، وهذا ما حصل. ونفى ان يكون المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم قد كلف بأي مهمة متصلة بهؤلاء.
إلا أن الكمين الذي تعرض له الجيش في وادي حميد استدعى اهتماماً ديبلوماسياً على الأخص من الدول التي سيطلب الجيش اسلحة منها، وقال مسؤول بارز ان تصرفات التنظيمات الارهابية في جرود عرسال مقلقة ولا يمكن إهمال نياتها بالاعتداء في أي وقت على الجيش.