IMLebanon

اليوم الماراتوني الطويل انتهى منتصف الليل بحل جزئي: امتحانات “البريفيه” الى الجمعة والتصحيح والعلامات غير مضمونة

إلغاء امتحانات الشهادة المتوسطة ومنح التلامذة إفادات (…) كان الكلام الابرز الذي فرض نفسه في وقت متأخر من مساء أمس، لكن كلاماً آخر أعقبه عن تأجيل امتحانات الشهادة المتوسطة 24 ساعة أو أكثر، الخيار هو الذي تم اعتماده في  النهاية، اذ اعلن وزير التربية الياس بوصعب، منتصف ليل امس، تأجيل امتحانات البريفيه التي كانت مقررة غدا الخميس الى يوم الجمعة المقبل، موضحا ان امتحانات سائر الشهادات تظل مواعيدها على حالها،  هذا الكلام جاء بعد حوار صعب استؤنف بين وزير التربية الياس بوصعب وهيئة التنسيق، ما زاد منسوب الإلتباس بالنسبة للطلاب قبل ساعات من الموعد المفترض لانطلاقة الامتحانات الرسمية غداً الخميس.

وقد عقد الوزير وأركان «هيئة التنسيق» ليلاً إجتماعات ماراتونية شارك في جانب منها عضو «كتلة التنمية والتحرير» النائب علي بزي من دون ظهور نتائج إيجابية، وتردّد أنّ «هيئة التنسيق» اعتذرت من بو صعب على الهجوم الذي شنّه عليه بعض أعضائها، لكن نعمة محفوض قال  إنّ «هيئة التنسيق لم تخطئ لتعتذر بل أوضحت موقفها على لسان أحد أعضائها».

وعُلم أنّ وزير التربية تمسّك خلال الجلسة الاولى بإجراء الامتحانات اعتباراً من الخميس خلال الاجتماعات المسائية.

بدوره، أعلن عضو «هيئة التنسيق» حنا غريب أنّ «وزير التربية لم يطرح شيئاً ولا يزال على موقفه، ونحن على موقفنا أيضاً»، ودعا زملاءه في كل المناطق للنزول اعتباراً من السابعة من صباح اليوم للإعتصام في وزارة التربية، وأمام المناطق التربوية في المحافظات ومراكز الامتحانات لتنفيذ خطوة مقاطعة الامتحانات الرسمية.

من جهتهما، أكد عضوا «هيئة التنسيق» محمود حيدر ومحمد قاسم «اننا باقون هنا (أمام وزارة التربية) للإعتصام».

أما نقيب أصحاب المدارس الخاصة نعمة محفوض فأفاد بأنّ «الهيئة» اقترحت على الوزير تأجيل الامتحانات يومين لكنه أصرّ على موعدها المعلن.

وفي وقت متقدّم من مساء أمس استقبل وزير التربية طلاباً، وأكد أنّ القرار الذي سيتخذه سيكون نابعاً من قناعاته وسيقوم بما يمليه عليه ضميره.

وقال إنّه لا يفهم سبب طلب «هيئة التنسيق» تأجيل الامتحانات مدّة بسيطة من الزمن.

وفي وقت لاحق، عقد بوصعب إجتماعاً ثانياً مع هيئة التنسيق النقابية، تردد على أثره أنه تم الاتفاق على تأجيل امتحانات البريفيه يوماً واحداً، وقد انضم الى الاجتماع النائب علي بزي.

أما نهاراً، وبعد إخفاق مجلس النواب في عقد جلسته التي كانت مخصصة أمس لسلسلة الرتب والرواتب، أعلن وزير التربية من البرلمان أن «الإمتحانات ستجرى غداً من دون تأخير ولو لربع ساعة».

وفي الضفة المقابلة أكدت هيئة التنسيق النقابية، التي نفذت إعتصاماً داخل وزارة التربية، تمسكها بمقاطعة الإمتحانات منتقدة موقف بوصعب ومعلنة البقاء في الإعتصام مساء بعد تعزيز مدخل الوزارة بالمقاعد وبعض الحاجات اللازمة للمعتصمين.

وبعد الظهر وصل فوج من التلامذة للمشاركة في الاعتصام تحضيرا لتحرك أكبر خلال الساعات المقبلة.

وقد بدأت الهيئة اعتصامها بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس النواب التي لم يكتمل نصابها، ورفع المشاركون لافتات تدعو الى «الإسراع في إقرار السلسلة ورفع الظلم اللاحق» بهم وأطلقوا الهتافات المنددة بالذين يرفضون إقرارها.

وألقى وليد الشعار كلمة رابطة موظفي الإدارة العامة وانتقد «أداء التفتيش التربوي الذي لم يقف الى جانب الموظفين والمدرسين بل هول عليهم».

ثم ألقى ايلي خليفة كلمة رابطة أساتذة التعليم المهني والتقني، فأكد «رفض متعاقدي التعليم المهني ملء جداول المراقبة في الإمتحانات الرسمية وان كرامتهم أملت عليهم رفض هذه المراقبة وان الجداول عادت فارغة».

وألقى صلاح نون كلمة المتعاقدين في التعليم المهني فأكد ان «ما قاله البعض بالأمس لجهة إن لجنة المتعاقدين في التعليم المهني ستشارك في الإمتحانات الرسمية هو كلام باطل لأن المتعاقدين في التعليم المهني لم ينتخبوا هذه اللجنة وهي لا تتكلم باسمهم، وبالتالي فإن المتعاقدين في التعليم المهني يلتزمون قرارات هيئة التنسيق».

وبعد كلمة لممثل رابطة التعليم الأساسي، تحدث نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض فاعتبر انه «بعد ورود خبر تأجيل الجلسة النيابية فإن ما يجري هو عبارة عن مسلسل مكسيكي عمره ثلاثة أعوام ليقول البعض مجددا إن السلسلة غير مدروسة، وإنهم في حاجة الى مزيد من الوقت لدرسها».

بدوره، شدد رئيس رابطة التعليم الثانوي حنا غريب على ان «هيئة التنسيق النقابية لن تخرج من المعركة إلا منتصرة وانها أجرت الإمتحان لكل البلد بطبقاته السياسية وتياراته، فهناك من نجح وهناك من رسب»، مشيرا الى «انعقاد 14 جمعية عمومية أمس الأول في مختلف المناطق للمراقبين العامين والمراقبين وانهم صوتوا جميعا من دون استثناء من الشمال الى الجنوب، فالبقاع وبيروت على مقاطعة الإمتحانات الرسمية»، مشددا على ان «لا امتحانات رسمية من دون إقرار السلسلة».

من جهة اخرى، نفى أساتذة التعليم المهني والتقني، في حضور ممثلين عن معظم المعاهد والمدارس الفنية الرسمية « وجود لجان عليا للمتعاقدين في التعليم المهني والتقني، وهؤلاء الذين ظهروا في المؤتمر الصحافي لا يمثلون الا أنفسهم وبعض الخائفين الذين تم التهويل عليهم من أجل مخالفة قرارات هيئة التنسيق النقابية، وعلى مدى عشرين عاما لم تقم أي لجنة رسمية للمتعاقدين بطرح نفسها علينا وانتخبناها رسميا، لذلك نعتبر هؤلاء منتحلي صفة غير قانونية

وأكد متعاقدو التعليم المهني والتقني في مجمع بئر حسن الفني في بيان أنهم «انطلاقا من تحسسنا بالمسؤولية الوطنية وثبات ووحدة العمل النقابي، نعلن بوضوح أننا لن نكون خنجرا في ظهر هيئة التنسيق النقابية. إننا إذ نتمسك، كمتعاقدين بحقنا في التثبيت بالملاك، فإننا ندعم كل التحركات والمطالب المحقة التي ترفعها هيئة التنسيق وتسعى لتحقيقها، ونلتزم بكل ما تقرره الهيئة، لاعتباره نابعا من حرصنا على مصلحة الطلاب والاساتذة معا. ونلفت إلى أننا 390 أستاذا من أصل 398 أستاذا رفضنا التوقيع على جداول مراقبة الامتحانات الرسمية المهنية».

وطالبت لجنة التربية في الرابطة المارونية بمتابعة الحوار بين وزير التربية وهيئة التنسيق ودعت بوصعب لمتابعة جهوده لإجراء الإمتحانات الرسمية على أن تكون جدية وعادلة وراقية.