IMLebanon

انتحاري يفجّر نفسه وآخر قيد التحقيق .. والحريري يتضامن مع الأجهزة الأمنية في وجه الإرهابيين

انتحاري يفجّر نفسه وآخر قيد التحقيق .. والحريري يتضامن مع الأجهزة الأمنية في وجه الإرهابيين

الأمن يسابق الإرهاب

 

مرة جديدة نجا لبنان أمس من كارثة بفضل أمنه الوقائي الذي بات يُظهر مقدرة على استباق مخططات الإرهابيين، مربكاً العمليات الانتحارية وحاصراً الأضرار في أضيق نطاق ممكن، في عملية نوعية نفذّتها عناصر من الأمن العام في فندق «دو روي» في الروشة.

ومرّة جديدة يرتفع صوت الرئيس سعد الحريري ليعلن أن المسلمين في لبنان «براء من منتحلي الهوية الذين لا صفة ولا مذهب لهم سوى الإرهاب»، مؤكّداً في تغريدات على موقع «تويتر» تضامنه مع «الأجهزة الأمنية في الجيش والأمن العام وقوى الأمن الداخلي وأمن الدولة في مواجهة أوكار الإرهاب». ودعا هذه القوى إلى «أعلى درجات التنسيق وضرب جيوب الإرهاب أينما كانت».

إذاً، بعد نجاح شعبة المعلومات يوم الجمعة الفائت في اكتشاف شبكة الفرنسي من أصل عربي في فندق «نابليون»، ومن ثم منع انتحاري ضهر البيدر من تحقيق هدفه، نجح الأمن العام أمس في الإطباق على انتحاريين في فندق «دو روي» في الروشة، الأول فجّر نفسه ما أدى إلى جرح ضابط وعنصرين من الأمن العام، والثاني تمكّنوا من اعتقاله بعد إصابته بجروح وحروق ونقله إلى المستشفى حيث يخضع للتحقيق، بعد نجاحه أول من أمس في إحباط مخطط انتحاري لتفجير سيارة مفخخة، فانفجرت في الطيونة وأدت إلى استشهاد المفتش الثاني عبد الكريم حدرج.

قبيل الساعة الثامنة من مساء أمس دوى انفجار في الطابق الثالث من فندق «دو روي» في محلة الروشة تبيّن أنه ناتج عن تفجير انتحاري نفسه لحظة مداهمة الغرفة التي يقيم فيها من قبل وحدة من عناصر الأمن العام كانت تلقت معلومات حول احتمال وجود إرهابيين في الفندق.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أنه نتيجة التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية، تبيّن أن الانتحاري الذي قتل على الفور هو سعودي الجنسية من مواليد العام 1994 ويدعى عبد الرحمن الحميقي في حين تمكن الأمن العام من إلقاء القبض على سعودي ثانٍ من مواليد العام 1995 يدعى أحمد عبد الرحمن السويني أصيب بحروق نتيجة التفجير وهو شريك للانتحاري وقد ضبط معه حزام ناسف، فيما أكّدت السفارة السعودية في لبنان أن تحقيقات تجرى من أجل التأكد من هوية الانتحاريين.

وبعد أن ضربت القوى الأمنية طوقاً حول الفندق وطلبت من المواطنين الابتعاد عن المكان وبنتيجة عمليات التفتيش التي قامت بها، عثرت على حقيبة تحتوي على حوالى سبعة كيلوغرامات من المواد المتفجرة عمل الخبير العسكري على تفكيكها.

وتبنّى «لواء أحرار السنة بعلبك» في تغريدة على حسابه على موقع «تويتر» مسؤوليته «عن التفجير الانتحاري في فندق دو روي في منطقة الروشة» مشيراً إلى أنه «تم تنفيذه من قبل مجاهد من الأحرار بقوة صليبية بعد محاولتها القبض عليه»، لافتاً إلى أن «مجاهدين آخرين أصبحوا بأمان خارج منطقة العملية الانتحارية».

المشنوق

ومن موقع التفجير قال وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق إن «اللبنانيين سينتصرون على الإرهاب»، مشيراً الى أن «ما يحصل هو حرب بين كل اللبنانيين والإرهاب»، لافتاً إلى أن «الإجراءات الأمنية التي تُتخذ تمنع الانتحاريين من تنفيذ عملياتهم، وهذا أمر كبير يجب تقديره للأجهزة الأمنية اللبنانية كلها من دون استثناء»، كاشفاً أن «الانتحاري في الروشة كان ينوي تفجير نفسه في مكان آخر ولكن العملية التي قام بها الأمن العام كانت استباقية».

وعن تبني «لواء أحرار السنة» العملية قال «إن أحرار السنة هم أحرار الاستقرار والعدل والأمن»، وإن «السنة أهل اعتدال»، معتبراً أنه «ليس هناك من أحرار يقتلون الآخرين بواسطة الانتحار».

وأكد أن «التفجيرات الثلاثة التي حصلت في كل من ضهر البيدر والطيونة والروشة أثبتت جهوزية الأجهزة الأمنية التي حمت المدنيين من هذه التفجيرات» مشيراً إلى أن «هناك ثلاثة جرحى من الأمن العام في تفجير الروشة أصيبوا بجروح طفيفة، إضافة الى الانتحاري وجريح سعودي فقط حتى الآن».

وتفقّد مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر مكان التفجير وأكّد أن الانفجار ناجم عن انتحاري وأنه أصيب نتيجة التفجير ثلاثة عناصر من قوة الأمن العام التي كانت تنفّذ عملية مداهمة الفندق.

الأمن العام

وأعلنت مديرية الأمن العام في بيان مساء أمس أنها «وبالتنسيق مع الأجهزة العسكرية والأمنية، لن تتهاون في ملاحقة الإرهابيين، ولن تدخر جهداً في منعهم من تنفيذ مخططاتهم في ضرب استقرار لبنان وجره إلى الفتنة، وهذا ما لم يُسمح به إطلاقاً مهما بلغت التحديات والتضحيات».

وأشارت إلى أنه عند وصول عناصر المداهمة إلى «باب الغرفة حيث يقيم المشتبه بهما في داخلها، قام أحدهما بتفجير نفسه بحزام ناسف أدى إلى مصرعه وجرح ثلاثة عناصر من المجموعة نقلوا إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت وهم يخضعون للمعالجة، وتم توقيف المشتبه به الثاني حيث يتم التحقيق معه بإشراف القضاء المختص».