انجازات للاجهزة الامنية في حربها الاستباقية ضد الارهاب
اللواء ابراهيم تفقد جرحى التفجير الانتحاري في الروشة : لبنان كله مستهدف
لائحة بأسماء انتحاريين تملكها الاجهزة وزودتهم بها مخابرات اوروبية واميركية
الجهوزية الامنية للاجهزة اللبنانية نجحت في حربها الاستباقية ضد الارهابيين وتمكنت من احباط مخططاتهم وتوجيه ضربات لهم عبر اعتقال رموزهم من ماجد الماجد الى جمال دفتردار بالاضافة الى كشفها الشبكات الارهابية. حيث توالت الانجازات خلال الايام الماضية عبر اعتقال الارهابي الفرنسي في فندق نابوليون وافشال مخطط اغتيال مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم بالاضافة الى تمكن الشهيد في الامن العام اللبناني عبد الكريم حدرج وزميله علي جابر من انقاذ الضاحية من مجزرة، ولا شك ان هذه الانجازات ما كادت تتحقق لولا القرار السياسي الحازم بضرب هذه الخلايا وتعاون الاجهزة الامنية بين بعضها وهذا ما ترك ارتياحا لدى كل اللبنانيين خصوصا ان ما قام به الامن العام اللبناني امس يكشف عن الجهد الذي يبذله بتوجيهات مديره اللواء عباس ابراهيم لضرب هذه الشبكات واجتثاثها وهذا الجهد هو حماية للبنان بأكمله. كما قال اللواء ابراهيم بعد تفقده جرحى الامن العام في مستشفى الجامعة الاميركية «لبنان كله مستهدف وليس الامن العام فقط المستهدف». مضيفا ما قلناه في مأتم تشييع الشهيد عبد الكريم حدرج نكرره «لسنا بحاجة لاحد ليعلمنا ماذا نفعل وماذا نعمل، كل واحد يقوم بواجبه مستهدف».
ما جرى امس في الروشة يكشف حسب مصادر سياسية ان القوى الاصولية اخذت قرارها بتفجير الساحة اللبنانية وتحويل لبنان ساحة «جهاد وليس نصرة» وان تصدي القوى الامنية لهذه الشبكات سيؤدي الى تصاعد المواجهة بين القوى اللبنانية والارهابيين خصوصا ان الاجهزة الامنية الدولية وتحديدا الاميركية والالمانية والفرنسية والعربية ابلغت الاجهزة اللبنانية بضرورة اخذ اقصى درجات الحيطة والحذر بعد ان وصلت الى هذه الاجهزة وثائق عن استهداف الساحة اللبنانية، وان مصدر هذه الوثائق تعود لقيادات اصولية في العراق.
وتضيف المصادر «ان ما انجز في اوتيل «دي روي» في الروشة تم بالتعاون بين الاجهزة الاميركية والالمانية والامن العام اللبناني، حيث تلقى الامن العام اللبناني معلومات عن هذين الشخصين من الاجهزة الخارجية وانهما تابعين لتنظيم اصولي. وقد اخضع الامن العام اللبناني هذين الشخصين منذ وصولهما الى لبنان الى المتابعة الدقيقة، ومكان نزولهما في فندق «دي روي» في الروشة وكشف ان اقامتهما لفترة محدودة وبالتالي نفذ الامن العام ضربته الاستباقية، حيث توجهت قوة كبيرة من فرقة النخبة في الامن العام اللبناني الى الروشة وتوجه 6 عناصر بثياب مدنية بقيادة النقيب طارق الضيقة الى الفندق بينما بقيت قوة اخرى خارج الفندق للحماية، وطلب النقيب الضيقة من عامل الاستقبال ان يتوجه معهم الى مكان غرفة الانتحاريين واحضار المفتاح الالكتروني وتوجهوا الى الطابق الرابع وفور محاولة عامل الاستقبال فتح باب الغرفة الكترونيا فجر الانتحاري الحزام الناسف. وهناك معلومات تقول انه ربما كان هناك «رفيق» للانتحاريين خارج الفندق وابلغهما بوصول القوة الامنية وفور محاولة فتح الباب فجرا الحزام، وتشير المعلومات ان الانتحاريين هما من التابعية السعودية واحد الانتحاريين يدعى عبد الرحمن الحميقي وهو الذي فجر الحزام وقتل على الفور بينما الانتحاري الثاني هو عبد السويني الذي اصيب بجروح ونقل على اثرها الى منطقة امنية لمعالجته.
وقد شبت النيران في الطابق الثالث وفرضت القوى الامنية نطاقا مشددا حول مكان الحادث بعد سيل من الشائعات عن انتحاري ثالث واحزمة ناسفة، ووجود حقيبة مفخخة من 7 كيلوغرام من المتفجرات تبين انها غير دقيقة فيما وضع مصدر امني هذه الشائعات بخانة الاخبار المفبركة وربما يقف وراءها المخططون للتفجير لتشتيت عمل الاجهزة وبث حالات الهلع بين المواطنين، في حين بذلت القوى الامنية جهوداً لابعاد المواطنين، وقامت بتفتيش دقيق للفندق والفنادق المجاورة وحماية النزلاء والسماح لهم بمغادرة الفندق، كما دققت القوى الامنية بهويات المارة.
واوضحت المعلومات ان الانتحاريين هما سعوديان من مواليد عام 1994 و1995، لكن سفارة المملكة العربية السعودية اشارت «الى انه يجري التأكد من هوية الانتحاري الذي فجر نفسه في الروشة، وان التنسيق قائم مع السلطات اللبنانية للتأكد من هوية الانتحاري واذا ما كانت الهوية مزورة.
واشارت معلومات ان هدف الانتحاريين كان الضاحية الجنوبية في بيروت لخلق اجواء فتنة طائفية بين الشيعة والسنة وتفجير الساحة اللبنانية طائفيا، وانهما كانا يستهدفان تجمعا سكنيا والاخر تجمعا للناس.
وقد اعلن لواء احرار السنة في تغريدة على حسابه على موقع تويتر مسؤوليته عن التفجير الانتحاري في فندق دي روي، مشيراً الى انه تم تنفيذه من قبل مجاهد من الاحرار ضد قوة امنية صليبية بعد محاولتها القبض عليه واكد البيان ان «مجاهدين اخرين اصبحوا بأمان خارج نقطة العملية الانتحارية».
وعلم ان الجيش اللبناني نفذ عملية مداهمة في احدى الشقق القريبة في المنطقة بعد معلومات عن وجود انتحاري تبين انها فارغة، كما نفذت سلسلة مداهمات، وقالت مصادر سياسية لـ«الديار» ان التنسيق الامني والكامل بين الجيش والمعلومات والامن العام ادى الى هذه الانجازات، ويجب هذا التعاون ان يتعزز خصوصا ان الهجمة على لبنان كبيرة والامور خطيرة.
حالة الجرحى مستقرة
وقد اصيب في التفجير الانتحاري 11 مواطنا ومن بينهم النقيب في الامن العام اللبناني طارق الضيقة والمؤهل اول اسامة حجازي.
وليلا عمت موجة من الشائعات في بيروت والمناطق عن سيارات مفخخة وحقائب تحوي عبوات وعُلم ان الجيش اللبناني قام بتفتيش دقيق لمطعم الساحة على طريق المطار واعتقل سوريين كما نفّذ الأمن العام اللبناني مداهمات شملت اوتيل «غولدن توليب» وتم اعتقال شخصين.
وقد ذكر مصدر قضائي ليلا «ان زنة الحزام الناسف يبلغ 2 كلغ وبأن لا حقائب مفخخة، وعلم ايضا ان التحقيق مع بعض نزلاء الفندق، من الجنسيات العربية استمر ليلا وكذلك مع بعض موظفي الفندق.
ودانت السفارة الفرنسية عملية التفجير واعلنت عن دعمها للمؤسسات اللبنانية المسؤولة عن مكافحة الارهاب.
بيان للامن العام
صدر عن المديرية العامة للأمن العام البيان التالي: «في إطار الجهود التي تقوم بها المديرية العامة للأمن العام في مكافحة الإرهاب، وبعد عمليات استقصاء ومتابعة قام بها مكتب شؤون المعلومات في المديرية، اسفرت عن رصد شخصين موجودين في فندق «دو روي» في منطقة الروشة يشتبه في تحضيرهما لعمليات تفجير إرهابية. قامت مجموعة من قوات النخبة في المديرية العامة للأمن العام مساء يوم امس الأربعاء 25/06/2014 بمداهمة الفندق المذكور، وعند وصول عناصر المجموعة إلى باب الغرفة حيث يقيم المشتبه بهما في داخلها، قام احدهما بتفجير نفسه بحزام ناسف أدى إلى مصرعه وجرح ثلاثة عناصر من المجموعة نقلوا إلى مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت وهم يخضعون للمعالجة، وتم توقيف المشتبه به الثاني حيث يتم التحقيق معه بإشراف القضاء المختص.
إن المديرية العامة للأمن العام تؤكد مجددا انها، وبالتنسيق مع الاجهزة العسكرية والأمنية، لن تتهاون في ملاحقة الإرهابيين، ولن تدخر جهدا لمنعهم من تنفيذ مخططاتهم في ضرب إستقرار لبنان وجره إلى الفتنة، وهذا ما لم يسمح به إطلاقا مهما بلغت التحديات والتضحيات».
تطويع 5 الاف عسكري
على صعيد آخر، كشفت معلومات لـ«الديار» انه تم الاتفاق في ضوء الاتصالات التي جرت في الايام الاخيرة على تعزيز عديد الجيش والقوى الامنية كما دعا الرئيس نبيه بري لذلك، وتطويع 5 الاف عنصر موزعة على الجيش اللبناني 3000 والامن العام 1000، وقوى الامن الداخلي 1000.
وكان هذا الموضوع قد تم التوافق عليه باتصال بين الرئيسين بري وسلام وبالاجتماعين اللذين عقدهما بري مع وزيري الداخلية والدفاع نهاد المشنوق وسمير مقبل.
وعلمت «الديار» ان الوزيرنهاد المشنوق سيطرح هذا الموضوع اليوم على مجلس الوزراء من اجل الاسراع في تنفيذه كما تجري المشاورات ايضا لتعزيز الجيش والقوى الامنية بالعتاد وما تطلبه عمليات مكافحة الارهاب.
المقدم خطار نصر الدين هو المستهدف
اعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان له انه: في عملية امنية نوعية، اوقفت مديرية المخابرات في الجيش خلية ارهابية في منطقة القلمون كانت تخطط لاغتيال احد كبار الضباط الامنيين في الشمال. وأحالت الى القضاء المختص امس كلا من الموقوفين: وسيم احمد القص، وسام احمد القص، داني احمد القص، امجد نهاد الخطيب، نبيل كامل بيضا. وتستمر المديرية بأعمال الرصد والملاحقة والتحقيقات، لتوقيف باقي افراد الخلية وكشف ارتباطاتهم ومخططاتهم.
وعلم ان الضابط المستهدف هو المقدم في الامن العام خطار نصر الدين واشارت المعلومات «الى ان اعضاء الشبكة ينتمون الى كتائب عبدالله عزام وتدربوا على يد ارهابيين في سوريا، وكانوا يخططون ايضا لعمليات ارهابية في الشمال.
على صعيد آخر، اعتقلت مخابرات الجيش في صيدا عبد الرحيم الاسير ابن عم احمد الاسير بعدما تم استدعاؤه للتحقيق معه.