(ونصر الظالم بردعه عن ظلمه) كما قال الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم).
لا يمكن لأي مواطن لبناني شريف أن يكون وطنياً إلاّ ويكون مع الجيش اللبناني، هذا من حيث المبدأ.
فكيف إذا كان على رأس هذا الجيش قائد مثل العماد جان قهوجي، هذا الرجل الشريف الذي لم يستطع أحد أن يلوّثه بأي غلط أو خطأ من كبير أو صغير.
لا شك في أنّ العماد قهوجي قائد طاهر ذو أخلاق رفيعة.
ولكن ليست هنا المشكلة بل المشكلة في مكان آخر… كيف؟
نحن نعلم أنّ الجيش يضم في عديده عناصر من مختلف الطوائف اللبنانية: فهذا مسيحي وهذا مسلم، بل أكثر هذا سنّي وهذا شيعي وهذا أرثوذكسي وهذا ماروني وهذا درزي… أي من تركيبة البلد..
ومهما كان قائد الجيش على مسافة واحدة من الجميع فلا بد أن ينعكس واقع الجيش على الأوضاع، ولا بد أن يكون هناك تأثير عكسي مهما حاول البعض أن يقول عكس ذلك، لأنّ الجيش من البشر والناس يتأثرون بما يجري حولهم إيجاباً أو سلباً.
من هنا كنا ننادي، منذ اللحظة الأولى، إخواننا وشركاءنا في الوطن، في «حزب الله» قائلين إنّ الذهاب الى سوريا تحت أي ذريعة سيكون له تأثير سلبي مهما حاولت قيادة «حزب الله» التذرّع بحجج وأوهام.
وحتى كلام السيّد حسن نصرالله في خطابات متعدّدة لم يعد مقنعاً وليس منطقياً… وإثبات ذلك ما يجري اليوم في عرسال.
ومهما حاول السيّد أن يقول إنّه يحمي المقاومة والممانعة فهذا كلام ساقط…
كيف يذهب «حزب الله» الشيعي لنصرة النظام العلوي الذي بقي الشعب سنة كاملة يناديه بالحرية وبالإصلاح وبالديموقراطية؟!.
سنة كاملة والنظام العلوي مع أسياده الفرس وقائد «فيلق القدس» قاسم سليماني يستعملون جميع أنواع الاسلحة لقمع التظاهرات السلمية في سوريا ولكن من دون فائدة.
وها هي الحرب السورية في سنتها الرابعة، فأين أصبح نظام بشار الأسد والفرس؟
نعود الى مشكلة عرسال لنقول إنّ ما يجري في عرسال هو انعكاس لتدخل «حزب الله» في سوريا من دون أي تفسيرات أو تحليلات أو أي ادعاء.
الأخطر، وهذا ما نقوله لقائد الجيش الرجل الشريف: هل يعلم حضرة القائد أنّ الذي قتل النقيب سامر حنا في طائرته لأنّه كان يقودها فوق الأراضي اللبنانية، قُتل بدوره في سوريا؟
وهل يعلم حضرة القائد أنّ محمود حايك الذي خطط لاغتيال الوزير بطرس حرب في مكتبه في بدارو هو كادر في «حزب الله» وقد قُتل أيضاً في الحرب الدائرة في سوريا، كما أعلنت قيادة «حزب الله» ذاتها.
وهل يعلم حضرة القائد أنّ الذي أسر الجنديين الاسرائيليين في 2006 سقط في العراق في معركة الدفاع عن نظام المالكي بناءً لأوامر من قاسم سليماني واسمه ابراهيم محمود الحاج وقد شُيّع أخيراً في بلدته قليا في البقاع الغربي.