IMLebanon

انقلاب أبيض .. على «الأسود»!

 

تعود الأمور إلى نصابها، يوماً بعد يوم.

الرئيس سعد الحريري عاد إلى لبنان، من دون أن يأخذ إذناً من أحد.

رئاسة مجلس الوزراء عادت إلى موقعها الوطني مع الرئيس تمام سلام، وتحررت من احتلال «القمصان السود«.

مع انتخاب الشيخ عبد اللطيف دريان مفتٍ جديد للجمهورية اللبنانية عاد دار الفتوى الى لعب دوره الديني والوطني.

عرسال المخطوفة والمحاصرة من شبيحة «حزب الله»، عادت إلى الدولة، مع نجاحها بالتكافل والتضامن مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية في التصدي للمسلحين.

ويبقى الأهم أن تتضافر كل الجهود اليوم كي يعود للبنان رئيس للجمهورية، مع رئيس يكون خير خلف لسلفه الرئيس ميشال سليمان الذي أعاد لرئاسة الجمهورية وهجها.

غني عن القول، إن ما يشهده لبنان، منذ أن بدأ «زمن العدالة» في لاهاي، أشبه ما يكون بـ»انقلاب أبيض» على «الانقلاب الأسود» لصاحبه «حزب الله»، الخاسر الأكبر من كل ما يحصل، بعدما بات واضحاً أنه يخسر بقتاله في سوريا كل ما جناه في لبنان، من رصيد «المقاومة» ضد العدو الإسرائيلي إلى مكاسب «الانقلاب» على الشركاء في الوطن، حتى أنه خسر الإتجار بـ»القضية الفلسطينية» بعدما فضحه العدوان الإسرائيلي على غزة، وما بينهم من «خسارة عظيمة» متمثلة بقوافل مقاتليه العائدة «نعوشاً» من الأراضي السورية إلى الأراضي اللبنانية، التي حولها إلى «مدفن مفتوح» لشبابه المقاومين، بعدما حولوها هم إلى «مقبرة» لجنود العدو الإسرائيلي.

ليس «حزب الله» هو الخاسر الوحيد، إنما الخسارة تجمع كل من ارتضى أن ينفذ أجندته الإيرانية الأسدية، طوال السنوات الثلاث الماضية، وما أكثرهم ممن يبكون اليوم على اطلال الضاحية ربما، ولم يحسبوا أنه في النهاية «ما بصح إلا الصحيح»، وأنه مهما صال الباطل وجال، فضربة الحق قاضية، وقد جاءت كذلك، ما دامت تستمد قوتها من «مكارم الخير» التي اعتاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن يقدمها دعماً للدولة اللبنانية، في وجه «مكارم الإرهاب» التي اعتاد الآخرون تقديمها، ومن ثبات الرئيس سعد الحريري على أجندة «لبنان أولاً»، بعكس من يتقلبون في مواقعهم وينتحرون دفاعاً عن أجندة «إيران أولاً«.

الواضح أن الحق يعود إلى أصحابه في لبنان، وأصحاب هذا الحق هم من يناديهم الرئيس الحريري بـ»أهل الدولة والعدل والاعتدال» ممن صبروا على ظلم السنوات الثلاث الماضية، ولم يسلموا لمنطق «حزب الله»، الذي يرونه يحترق في نيران سوريا والعراق، ويُحاكم في أرفع المحاكم الدولية على جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه.

لكن ما ينبغي التوقف عنده بتبصر، أن صاحب الحق سلطان، على عكس الباطل الذي لا صاحب له، وأن عودة الحق لم تكن يوماً مقرونة بأي تشف أو كيدية، بل مقرونة بكل الجهود المباركة التي عادت تحمل للبنان الأمل في زمن اليأس، وتدعو إلى تحصين وحدته الوطنية وعيشه المشترك، بالاعتدال أولاً وأخيراً، لأن من شأن الاعتدال أن ينقذ رسالة لبنان من السقوط في هاوية التطرف، على اختلاف مسمياته.