كشف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان «الرئيس الاميركي باراك اوباما حضر اللقاء الذي عقدناه في البيت الابيض وشرحت له هواجسنا وخوفنا في لبنان واستمعنا كلاماً جميلاً منه عن لبنان»، موضحا ان «اللقاء مع اوباما كان «جميلا» « وفاجأنا بحضوره واستمع للبطاركة وشعرنا بالتأثر في هذا اليوم في ذكرى 11 ايلول بأميركا».
واضاف الراعي في حديث تلفزيوني، «اننا شعرنا بأن لبنان حاضراً في ذهن وتفكير اوباما وهو يعي مشاكلنا وخطورة تنظيم «داعش» في المنطقة»، وقد طرحنا قضايا منها الرئاسة الاولى ودعم الجيش اللبناني مع اوباما»، لافتا الى ان «اوباما قد وعدنا بالسهر لحماية لبنان من كل تداعيات ما يجري في المنطقة، وقد شعرنا بأن اوباما يحمل همّ المنطقة وخطر داعش ويريد ان يدعم المنطقة والاقليات من خلال خطة تحرك يعمل عليها».
واشار الراعي الى ان «اوباما شدد على اهمية عودة المسيحيين الى بلداتهم وقراهم»، مضيفا «ان اوباما لم يدخل معهم بتفاصيل خطته لمواجهة داعش ولكنه يحمل المسؤولية في هذا الموضوع».
وكان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي دعا الدول العربية إلى التحرك قبل غيرها تجاه المآسي التي يتعرض لها المسيحيون في الشرق، كما دعا المجتمع الدولي إلى التحرك سريعاً لوقف المجازر التي ترتكب في حق المسيحيين.
الراعي، وخلال لقاء عقد في مبنى الكونغرس الأميركي بدعوة من جمعية حماية المسيحيين في الشرق، أشار إلى أن «اضطهاد المسيحيين في العالم اليوم حقيقة موثقة، وقد قال البابا فرنسيس اخيرا إنه في تاريخ المسيحية لم يكن المسيحيون مضطهدين مثل اليوم، كلنا نعلم كيف أن المسيحيين والأيزيديين وغيرهم في الموصل وسهل نينوى اضطهدوا من قبل «داعش» واضطروا إلى ترك بيوتهم، وأخذوا لهم أموالهم ومجوهراتهم وأوراقهم الثبوتية، ورأينا صور النساء والعجزة والصغار بلا طعام ولا شراب ولا مأوى».
وضع مؤلم
وأشار إلى أن هذا الوضع مؤلم، لكن ما يجعله مؤلماً أكثر هو سكوت العالم، شاكراً الولايات المتحدة وأوروبا على مساعدتهما ودعمهما، وقال: «أتوقع من الدول العربية المعنية التدخل مباشرة قبل أي دولة أخرى».
وطالب الراعي المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات التي تهدف إلى تحرير القرى المحتلة من قبل «الدولة الاسلامية» في سوريا والعراق، وتسهيل عودة النازحين الى قراهم وبيوتهم في الموصل وسهل نينوى، وايجاد منطقة آمنة وضمان سلامة هؤلاء الناس بالتنسيق مع الحكومة العراقية والكردستانية، لوقف تهجيرهم مجدداً والحؤول دون خسارة التراث الثقافي وإلغاء وجود المسيحيين من التاريخ، ودعوة المجتمع الدولي للبحث عن الدول التي تدعم الحركة الإرهابية إن كان على صعيد تدريبهم أو إعطائهم المال ومنع المدارس والجوامع من نشر الفكر «الجهادي».
وشدد الراعي على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة، «فالتهديد يطاول اليوم سوريا والعراق وغداً واشنطن ولندن وباريس».
حضروا اللقاء
حضر اللقاء وفد من كتلة المستقبل النيابية ضم النائبين جان اوغاسبيان وعاطف مجدلاني والمستشار السياسي للرئيس سعد الحريري غطاس خوري، النائب جوزف المعلوف ممثلا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، رئيس مجمع كنائس الشرق الكاردينال ليوناردو رئيس اساقفة واشنطن دونالد وارل ساندري، امين عام مجلس البطاركة الكاثوليك في العالم المونسينيور خليل علوان، الاباتي ايلي هاني، وفد المؤسسة المارونية للانتشار ضم شارل الحاج، نعمة افرام، فادي رومانوس وهيام البستاني، وفد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ضم روجيه هاني، توفيق بعقليني، فيكتوريا عبدالمسيح، السفير جيلبير شاغوري، عضو مجلس امناء المؤسسة البطريركية المارونية العالمية للانماء الشامل انطوان ازعور، وفد الرابطة المارونية برئاسة ندى عبد الساتر، رئيس المركز اللبناني للمعلومات في واشنطن الدكتور جوزف جبيلي وحشد من ابناء الطوائف المسيحية في بلاد الاغتراب.
بعد كلمة ترحيبية توالى على الكلام عدد من اعضاء الكونغرس الاميركي الذين اجمعوا على التأكيد «ان تنظيم داعش والمنظمات الارهابية يشكلون خطرا كبيرا على الشرق بأجمله خصوصا على المسيحيين»، وابدوا تخوفهم من وصول داعش الى الاردن والى بلدان اخرى في المنطقة. ودعوا الى ضرورة التحرك بسرعة لمكافحة الارهاب وحماية الحريات، كاشفين انه سيصار الى التحضير لوضع مشروع قانون في الكونغرس يتناول حماية الاقليات الدينية في الشرق الاوسط».
مآسي المنطقة
وتطرق المتحدثون الى المآسي التي شهدها الشرق الاوسط في الاشهر الماضية لا سيما الاقليات من قتل وتهجير. وشددوا على اهمية دعم المسيحيين في المنطقة، معتبرين ان ما قام به تنظيم داعش في سوريا والعراق أمر محزن ويجب التصدي له ولا يجوز ان يبقى الوضع على ما هو عليه، مستغربين سكوت المجتمع الدولي ازاء ما يحصل، وطالبوا بتدخل عسكري لضرب هذه المنظمات الارهابية والوحشية التي يتصرف بها تنظيم داعش، داعين المجتمع الدولي الى التحرك سريعا قبل فوات الاوان وتفاقم الوضع.
وشدد الجميع على ضرورة عودة المهجرين الى ديارهم والحفاظ على حياتهم وكرامتهم، لافتين الى «ان المسيحيين يتعرضون للخطر في الشرق الاوسط فيما المجتمع الدولي لا يتحرك، مشيرين الى ان لغة الحرب والحقد غلبت على لغة التسامح التي هي لغة المسيحيين».
مذكرة الى الكونغرس
وتقدم ابناء الجاليات المسيحية في الولايات الاميركية بمذكرة الى اعضاء الكونغرس تحثهم على وضع قانون للتحرك السريع لمواجهة المنظمات الارهابية والوقوف مع الاقليات المسيحية التي هي همزة وصل بين الشرق والغرب، فهم الذين بنوا هذا الشرق اقتصاديا واجتماعيا ودعوا الى السلام لا الى العنف. وأكدوا على تخصيص جزء من المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة الاميركية الى الدول العربية لهذه الاقليات المسيحية. وشددت الجاليات في المذكرة على ضرورة عودة الذين هجروا من ارضهم بالقوة والعنف الى ديارهم بكرامة وممارسة شعائرهم الدينية وبناء اماكن العبادة التي هدمت من قبل التنظيمات الارهابية.
وكان قد اقيم عشاء على شرف البطاركة والمشاركين في المؤتمر، شارك فيه مساعد وزير الخارجية الاميركي لورن سلفرمان وعدد من اعضاء الكونغرس الاميركي، النواب: جوزف المعلوف، عاطف مجدلاني وجان اوغاسبيان، مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري والنائب السابق غطاس خوري، الوزير الاميركي السابق من اصل لبناني راي لحود، سفير لبنان في واشنطن انطوان شديد واركان السفارة، السفيرة الاميركية السابقة في لبنان مورا كونيللي، مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، رئيس مجلس القضاء الاعلى جان فهد، رئيس منتدى الحوار الوطني فؤاد مخزومي، رجل الاعمال اللبناني المصرفي انطوان الصحناوي وحشد من الفاعليات ومدعوون.