IMLebanon

اين اميركا والغرب من داعش»؟!

جاءت زيارة البطاركة المسيحيين الى منطقة اربيل في العراق، لتؤكد ان الكارثة التي استهدفت ابناء الطوائف المسيحية في العراق لم توفر طائفة واحدة من القتل والابادة على ايدي «جيش داعش» الذي قارب على افناء الالاف من المسيحيين وكل من طلع بوجهه من ابناء الطوائف التي يشكك في ايمانها الاسلامي، الى حد القول ان الذين طاولهم بالافناء  ينتمون الى مختلف الاديان زارعا الرعب في نفوس كل من سمع بداعش عن قرب او عن بعد، بما في ذلك قوى السلطة العراقية التي لم تقدر الى الان على ان تتصدى بنجاح للداعشيين، على رغم ما تبذله وما يصلها من دعم عربي واجنبي؟!

ان تركيز البطاركة المسيحيين على زيادة دعم المسيحيين في العراق قد لا تجدي نفعا في حال لم يستوعب اصحاب السيادة ان المشكلة تكمن في الدول العظمى التي لا تزال تتعاطى مع الكارثة في العراق وسوريا وكأنها مجرد منظر سياسي من الصعب مواجهته بالاسلحة التقليدية، لاسيما ان داعش قد وضعت يدها على منابع النفط ومراكز التكرير حيث تبيع انتاجها وكأنها دولة ضمن دولة، من غير ان تقول اميركا وغيرها لتجار النفط ما احلى الكوارث الحاصلة في نظرهم بدليل عدم تأثر سوق المحروقات بالاسعار التي استجدت على سوق النفط كما درجت العادة؟!

صحيح ان الاميركيين تحديدا ليسوا قادرين على فعل اي شيء لمواجهة داعش باستثناء بعض الطلعات الجوية على مراكز وتجمعات قوى الخوارج من الدولة  الاسلامية في العراق وسوريا، وهذا ما على الدول العظمى ان تجيب عليه، طالما ان الكارثة مستمرة، مع العلم ان ما فعلته اميركا في عراق صدام حسين لا يقاس بما اصبح عليه وضع الدولة التي تعاني اساسا الامرين جراء الخلافات التي تعصف بها من صراعات بين السنة والشيعة وهي ما ادت اليه النزعة المذهبية البربرية في طول العراق وعرضه؟!

والاصح من كل ما تقدم ان الطلعات الجوية الاميركية لا تفي بالغرض الى الان، لانها محصورة في اماكن من الصعب حصرها بين ما هو مرجو من الضربات العسكرية وبين ما يمكن ان تؤدي اليه في الاحوال العادية حيث لا بد من القول ان اية عملية غير برية لا يمكن ان تؤدي الى نتيجة تذكر لان تجمعات داعش متباعدة عن بعضها البعض ولا يعقل شن غارة جوية على الافراد بحسب المنطوق العسكري الذي يستبعد نجاح ذلك في حال استمرت المواجهة على ما هي عليه؟!

اضافة الى ما تقدم فان جيش داعش مهيأ لان يقاتل في الظروف الصعبة، حيث لا يحتاج الى لوجستية تنفيذية ودعم عسكري لانه يركز في عملياته على هجمات شبيهة بما كان يفعله الهنود الحمر من غارات على مواقع خصومهم من غير ان يعني لهم شيئا سقوط قتيل او جريح من بين قواهم بحسب ما افادت معلومات من الممكن اعتقالهم وهؤلاء قلة من جماعة داعش الذين يتركون في ارض المعركة من دون حاجة الى من يغيثهم او يسعفهم؟!

وفي معلومات الاستخبارات الاميركية والاوروبية الغربية ان عناصر داعش معبأون مذهبيا ضد خصومهم الى حد استعدادهم لارتكاب ابشع انواع الجرائم واشرسها في حق كل من يخالفهم الرأي، ومعظم هؤلاء ينتمون الى دول اوروبية غربية باستثناء قلة من القادة الذين ينتمون الى دول عربية واسلامية يكتفون باعطاء الاوامر والحكم بالموت على كل من  لا يعمل بموجبها؟!

السؤال المطروح بعد هذا التحليل عن واقع حال داعش في العراق وسوريا، كيف يجوز للبطاركة المسيحيين عدم مراجعة اميركا ودول اوروبا الغربية طلبا للمساعدة على رغم معرفتهم ان لدى الدول المشار اليها الامكانات والقدرات التي تساعد المعرضين للافناء على ايدي جيش داعش والتكفيريين الاخرين!

هذا السؤال سيظل مطروحا بحجم الكارثة التي تستهدف الاقليات المسيحية وغيرهم، حيث يقال ان اهلية داعش قادرة على ان تستمر في ما تقوم به من جرائم بحق الانسانية بدليل تركيز الاميركيين على الاهتمام بابقاء داعش ومن هو مثل داعش بعيدا عنهم، مع العلم ان الاوروبيين باتوا يشعرون اكثر من سواهم بان داعش لن تبقى بعيدة منهم في حال بسطت سيطرتها على العراق وسوريا، وليس ما يمنع وصول داعش الى دول الخليج العربي التي ستكون مضطرة لان يفر شعبها الى خارجها  اسوة بما حصل في العراق وسوريا، حيث لا مجال لقول عكس ذلك لان مناخاتها الداخلية تعزز «الفقر الوطني» الذي يسمح بافراغ تلك الدول باسرع مما حصل نتيجة ضربات داعش في كل من العراق وسوريا (…) والخير لقدام؟!