IMLebanon

اين عون من رئاسة الجمهورية؟!

 

لماذا يطالب  «العونيون»  رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بالتراجع عن ترشحه لرئاسة الجمهورية؟ هل لان برنامجه الانتخابي لم يعجبهم او لان ما اورده في بيان ترشحه قد اغضب حزب الله «حليف العماد المتقاعد ميشال عون في السراء والضراء، بدليل مقاطعة نواب كتلة الوفاء للمقاومة جلسات الانتخاب مع عدد من النواب الحلفاء في قوى 8 اذار؟!

هذه التساؤلات ليس لها اول ولن يكون لها آخر طالما استمر الوضع على ما هو عليه، والقصد هناك انهاك عون وجعله يطلع بمقترحات من نوع الانتخاب الرئاسي بواسطة الشعب، بما في ذلك ايصال «العدو الحكيم» الى الكفر بالديموقراطية التي  لا بد وان تستهدف كل حر في هذا البلد، من غير حاجة الى تعليق من حزب الله ومن يسير في ركابه، خصوصا اولئك الذين ليسوا بالعير ولا بالنفير في حال غضب الحزب عليهم ولم يعد يمحضهم ثقته وثقله السياسي والشعبي اضافة الى الصوت الشيعي الانتخابي؟

ان الطريقة الهادئة التي يتكلم فيها جعجع تكاد توصل خصمه اللدود الى حال من الاستفزاز العصبي الشخصي الذي لا بد وان يعني كل شيء له علاقة بالعونية، فضلا عن ان عون كان ولا يزال يراهن على «دعسة ناقصة» من جانب جعجع الذي يعرف نقاط الضعف عند الاول، لعدة اعتبارات في مقدمها انه لا بد في النهاية من ان يعترف التيار العوني وزعيمه بخطأ وضع رأسهم برأس من جرب الاوقات الصعبة على مدى سنين طويلة، بعكس ما حصل مع عون الذي قضى سنوات ابتعاده عن لبنان في اروع حالات البذخ في العاصمة الفرنسية!

ساد الظن لبعض الوقت ان عون عندما زار جعجع في سجنه انه قد ادرك استحالة الحصول منه على «فرض ركوع» بقدر ما كان عليه ان يفهم ان صلابة جعجع تتطلب احتراما كليا لما صدر عنه وهو في سجنه الانفرادي، حيث وضع جميع خصومه، لاسيما النظام السوري ومخابراته الى جانب من دأب  على الركوع امام السوريين قبل ان تفلت منهم اوراق السيطرة على كل شيء في لبنان، طالما ان الحق هو المنتصر في نهاية المطاف!

ان المواجهة الحاصلة بين عون وجعجع لها علاقة مباشرة بشعور الاول بأن الرئاسة التي ابعد عنها بالقوة من خلال الانقلاب العسكري اللبناني – السوري لا تزال في متناول يديه، فيما يعرف الجميع ان من ابعده، بالقوة عن قصر بعبدا هو العسكري السوري الذي يعتقد الى الان ان بوسعه التحكم في المسار الرئاسي بوجه غير حق، لاسيما ان عون قد تجاهل ما اصابه من ذل ومهانة على يد السوريين الذين لم يعد بوسعهم المناداة به رئيسا للجمهورية بعد طول انتهاك المؤسسات الرسمية الذي تسبب به «الجنرال» جراء فراره من ارض المعركة وترك ضباطه وجنوده من غير توجيه رسمي ومن دون غرفة عمليات تشرف على تحركهم بما في ذلك اضطرارهم للتسليم للعدو الذي كان عون يعتزم «تكسير رأسه»!

صحيح ان العدو السوري لم يكن يتوقع ان يزحف عون طلبا لمهادنته والتحالف معه، بمستوى تحالفه مع حزب الله، فيما زاد السوريون من اندفاعهم تجاهه الى حد تبني ترشحه للرئاسة بعدما كانوا قد اقصوه واذلوا العسكر الذين كانوا معه الى حد ارتكاب فظائع في حقهم؟!

ان اللعبة السياسية التي وقع الجنرال في حبائلها  تكاد تجعله «مشروع سلطة» ليس من يؤمن بها بعكس حلفاء السوري الذي لا يزال يتمتع بثقل بين عدد من السياسيين المستعدين لان يعملوا السبعة وذمتها شرط حيازتهم على رضا المخابرات ومعها رضا حزب الله الذي بدا في الاونة الاخيرة وكأنه  على استعداد لان ينفذ رغبات الجنرال على امل وصوله الى الرئاسة الاولى. وفي الحالين لن يصل عون الى بعبدا، حتى وان ادت المخابرات السورية دورا بارزا يكفل له التحكم بقرار عدد  لا بأس به من النواب اللبنانيين؟!

المشكلة ليس في ان لا يصل الى بعبدا، بل ان يفهم ان دونه والرئاسة الاولى مجموعة عقبات وطنية ليس بوسعه ضبطها مع السوريين ومع حزب الله وبقايا الثامن من اذار، لاسيما ان بعض مؤسسات الدولة لم تعد قادرة على ان تقف جهارا ضد الانتخابات الرئاسية قياسا على مهزلة الحضور بما في ذلك التلاعب بالنصاب طال زمان الوهن السياسي ام قصر (…)

مشكور رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يتلاعب بالجلسات الانتخابية، فيما الظن السائد يرى ان النصاب يحتاج الى قرار سوري – ايراني الامر الذي يجعل من كل من له علاقة بالانتخابات الرئاسية يرفض اللعب على الواقع بدليل اقتصار عدد الحضور الى المجلس على خمسة وستين نائبا (…) والبقية تأتي عند الاعتراف بسقوط الهيبة السورية ومعها هيبة حزب الله وبقايا آخر زمان؟!