دلّت محاولات الساعات الاخيرة المتبقية من انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل منتصف هذا الليل. ان المعطيات على حالها. فقد ابدى مرشح 14 آذار سمير جعجع استعداده لاعطاء فرصة لمرشح سواه شرط ان يكون من قوى 14 آذار. الا ان التداول اللبناني بين ممثلين لـ”تيار المستقبل” وجعجع وتحرك سفير دولة كبرى التقى زعيماً في قوى 14 آذار لم يفض الى ترجمة عملية لانتخاب رئيس من عداد تجمع القوى السياسية الاخرى التابعة للثنائي جعجع – عون.
وحذرت مصادر التكتلات السياسية من استمرار هذا الوضع الذي ادخل البلاد في فراغ رئاسي مفتوح، علما ان هذا الامر سيقابل باجراءات سلبية مثل مقاطعة الجلسات التشريعية وأولاها في 27 من الجاري. كما تردد ان الوزراء العونيين قد يعمدون الى مقاطعة جلسات مجلس الوزراء.
وتوقعت المصادر ارباكات سياسية ستبدأ بالظهور كلما طال الفراغ الرئاسي، وقد تترجم بمواقف مذهبية وطائفية لن تكون لمصلحة الاستقرار السياسي ولن تشجع السياح العرب على المجيء الى لبنان لتمضية فصل الصيف، او المستثمرين الخليجيين على توظيف اموالهم. ولفتت الى ضرورة تخلي العماد ميشال عون عن النهج الذي يعتمده لانه يدور في حلقة مفرغة. والمطلوب وقف التجاذبات السلبية حول انتخاب رئيس جديد للجمهورية كل ست سنوات، بعيدا من المنافسة التي كانت تحصل منذ اكثر من ربع قرن وتكرست بصيغة التوافق منذ بدء السيطرة السورية على البلاد سياسيا، وليس فقط امنيا، بعدما دخلت قوات من الجيش لمنع الاقتتال الذي كان حاصلا. ومما زاد في خسارته على طريق بعبدا الطموح السياسي الذي اظهره، وحديثه عن قوة سياسية مثلثة الاضلاع تضمه وكلا من الرئيس سعد الحريري و”حزب الله”.
ولاحظت مصادر محايدة ردا على سؤال لـ”النهار” ان المرحلة الجديدة لاختيار مرشح جديد للرئاسة قد بدأت منذ يوم أمس قبل انتهاء الموعد الدستوري المتوقع، لاختيار بديل من جعجع ومن عون، على ان يكون لا ينتمي الى اي من القوتين السياسيتين الرئيسيتين، بعدما تبين ان ترشيح جعجع مرفوض من قوى الثامن من آذار، وان وصول عون غير وارد.
وافادت مصادر مواكبة لخريطة الاتصالات أن “تيار المستقبل” بدأ يبحث مع جعجع في البديل، وان احد سفراء الدول الكبرى بدأ يتحرك ايضا في العلن وفي الخفاء للتفاهم على البديل وابقاء الاختيار لبنانياً، تزامنا مع المحادثات السعودية – الايرانية في الرياض، وثمة رهان على الطرفين اللذين لهما مونة قوية على فريقي النزاع، وفي وسعهما الفصل في الخلاف لانتاج رئيس يعود بسرعة الى قصر بعبدا.
ورجحت ان لائحة باسمين بوشر تداولها بين معراب وكليمنصو وقريطم لجس النبض، في انتظار عودة البطريرك الراعي من الاراضي المقدسة، وهذا الحراك قد يقابل بردات فعل من عون وصفت بالسلبية. لكن المهم ان عملية اختيار البديل بدأت تشق الطريق الوعرة.