اذا صح ما نشر عن ان الرئيس نبيه بري نصح النائب ميشال عون بأن يذهب الى قصر النائب وليد جنبلاط في المختارة ولو سيراً على الاقدام، “لعل وليد بك يكتشف فيه ذلك الشخص الآخر غير الذي كان يوجّه اليه القذائف في حرب سوق الغرب”، فان ذلك يعني ان عون اصبح مطالباً بتحقيق استحالة جديدة لكي يثبت انه توافقي!
الاستحالة الاولى جاءت من الرئيس سعد الحريري الذي طالبه بأن يقنع مسيحيي ١٤ آذار بتأييده وعندها لن يتردد في دعمه، وهذا الإقناع من رابع المستحيلات إذ لم يبق زجاج بين عون وخصومه المسيحيين لم ينكسر، ثم ان الجنرال المرشح على طريقة الضمير المستتر لا يريد ان يعلن ترشّحه ولا يقبل ان يتبنى برنامج ١٤ آذار لتقبله مرشحاً، ولهذا تبقى ابواب الاستحقاق مغلقة بالتعطيل، الذي يمارسه نواب ٨ آذار، بعضهم لمسايرة عون ظاهراً بينما الهدف المضمر هو افلاس النظام وتدمير الدستور، تمهيداً لفرض المؤتمر التأسيسي الذي يلهج به البعض منذ محادثات “سان كلو”!
الاستحالة الثانية تعمّد بري هندستها لهدف واضح، وهو تيئيس عون لعله يقتنع بأن ابواب بعبدا ليست سالكة امامه بعدما أكل تفاحة ١٤ آذار المحرّمة، ويفك عقدة التعطيل التي يماشيها بري في اطار حرصه على حفظ التكتيك مع “حزب الله”، الذي بدوره يتعامل مع ترئيس عون على طريقة لعبة البلياردو، بمعنى انه يصوّب في اتجاهه ليصيب مرشحاً آخر أقل كلفة ومناكفة من عون، الذي يتوق لإثبات انه لم يغامر بوضع كل بيضه وبيض المسيحيين في سلة “حزب الله”!
وهكذا لأن بري يعرف ان الحوار بين الحريري وعون طبخة بحص، وان عون هو آخر مسيحي يمكن ان يقبل جنبلاط به رئيساً، وقد اعلن انه لن يسحب ترشيح النائب هنري حلو حتى لو توافق الحريري مع عون، ونصحه بأن يقوم برحلة “خفي حنين” الى المختارة لعل كيمياء سحرية تنشأ فجأة بينهما، وهو يعلم انه اذا قرر عون ان يعمل بالنصيحة الشاقّة، فلن يصل الى المختارة قبل ١٨ الجاري موعد الجلسة السابعة، وقد لا يصل ابداً باعتبار ان قصر المختارة يمكن ان يهرب او يبتعد، على قاعدة عين لا ترى قلب لا يوجع، اذا صح ما نسب الى عون من “لياقة الكلام” الذي قاله في جنبلاط امام الوفد الماروني!
الجلسة السابعة قد تصبح الـ١٧ وربما السبعين، ولا أدري ما اذا كان الله بشفاعة مريم العذراء سيدة لبنان، كما قال الكاردينال بشارة الراعي، سيحرك ضمائر بعض النواب وعقولهم وقلوبهم كي يخرجوا البلاد من الأزمة… لكن للسماء مشاغل كثيرة عليم الله!