IMLebanon

بري حذر من آليّة تطبيق صلاحيّات رئاسة الجمهوريّة سلام يخشى من الانعكاسات الخطيرة في حال سقوط الحكومة

الاغنية التي اطلقها الاخوان الرحباني «بهلبلد كل شي بيصير» لم تكن تنبؤاً لواقع الحال السياسية في لبنان، بل يؤكد المضمون ان البلد لم يتقدم خطوة واحدة باتجاه الرقي في العمل السياسي انما تراجع خطوات الى الوراء الى حد ان اطلاق «عصر الانحطاط» على الواقع المعاش يصح حفراً وتنزيلاً، في ظل القحط السياسي الذي يعصف بالحلبة وسط صراع الديوك المضحك المبكي لا سيما ان البلد بات في قلب الهاوية وقد يفقد كل مقومات الحياة، خصوصاً وان رأس الجمهورية في خبر كان وحتى اشعار آخر وربما هذا الامر هو ما دفع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لمحاولة تسويق رئيس جمهورية تصريف اعمال على غرار الواقع الحكومي خشية ان يخسر الموارنة الموقع الاول في الدولة الذي طالما تباكى اقطابهم على جرم صلاحياته فاذا بهم اليوم بلا رئيس ولا صلاحيات .

ولعل اللافت وفق مصادر نيابية ان الاستنسابية في تطبيق «الطائف»، او بعضه كونه لم يطبق لا تزال معتمدة حتى ما بعد مرحلة الوصاية، اضافة الى الخروج الواضح على الدستور لجهة الآلية المعتمدة في تطبيق صلاحيات رئاسة الجمهورية وهذا ما دفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الى قرع جرس الانذار آسفاً على الطريقة التي اتبعت في الحكومة ولا تترجم الآلية التي يلحظها الدستور في ممارسة مجلس الوزراء صلاحيات رئيس الجمهورية بالوكالة، حيث يفترض ان يحل مجلس الوزراء مكان رئيس الجمهورية وبالتالي فان القرارات التي يتخذها , انما تصدر اما بموافقة اكثرية النصف زائداً واحداً من الوزراء واما بأكثرية الثلثين وفق بري الذي تساءل، لماذ نرهن توقيع هذه القرارات بموافقة جميع الوزراء، لكن الرئيس تمام سلام ولحرصه الشديد على الوفاق قبل بآلية التوافق على كل شيء وكانت النتيجة ان الحكومة صارت مكبلة .

وتشير المصادر الى ان الخروج عن الدستور في مسألة صلاحيات رئيس الجمهورية وكيفية تطبيقها وربطها بالاجماع بحيث يكفي ان يعترض وزير من الوزراء على موضوع او مرسوم او قرار يسحب من التداول، فبات كل وزير رئيساً للجمهورية واصبح الوزراء ملوكاً وفق توصيف بري وربما هذا الامر انعكس شللاً على الحكومة التي كبلت نفسها بنفسها وسط لعبة المصالح الشخصية وصراع الرؤوس الحامية وهذا ما حذر منه سلام الذي اشار الى الانعكاسات الخطيرة على الوضع الامني والخطط الامنية في حال بقيت الحكومة في خانة الشلل.

وتقول المصادر نفسها انه بموازاة هذه المهزلة السياسية يبدو ان الواقع الميداني لا يبشر بالخير، ففي عاصمة الشمال طرابلس لا تزال النار تحت الرماد في موضوع توقيف قادة المحاور واذا لم تحصل تسوية لقضيتهم فبلا شك ان الفيحاء ستعود الى ما كانت عليه سابقاً من جولات عسكرية بين التبانة وجبل محسن ولكنها اليوم قد تتحول استهدافاً للخطة الامنية من خلال التعرض للجيش اللبناني الذي يحاول بكل قدراته حماية الفيحاء من بعض الموتورين لا سيما وان ظهور احمد الاسير في شريط مصور كفّر به «تيار المستقبل» سينفخ النار في الرماد خصوصاً ان النشوة في الشارع السني التي جاءت نتيجة لاجتياح «داعش» كافة المحافظات السنية في العراق زاد ايضاً من رفع منسوب الاحتقان الطائفي.

واشارت المصادر الى ان المعارك على قمم السلسلة الشرقية بين المسلحين السوريين التابعين لـ «داعش» و«للنصرة» وبين «حزب الله» ترددت اصداؤها خلال اليومين السابقين. هذا من جهة اما من البوابة الجنوبية فحدث ولا حرج عن اطلاق بعض الصواريخ على المستعمرات الاسرائيلية بهدف توريط لبنان في حرب غزة، علماً ان الساحة الداخلية غير مستعدة لاي مغامرة في عصر لعبة الامم حيث بدأت تظهر تضاريس تقسيم المنطقة من ادناها الى اقصاها.