كم أصاب الرئيس الدكتور سليم الحص، أمدّ الله في عمره، عندما قال: أصبح الرقم وجهة نظر! وأكثر من ينطبق عليه هذا القول بشار الأسد وجماعة المطبّلين والمزمّرين للأرقام والنُسَب العالية التي يتحدّث عن أنّه نالها…
ويبدو أنّ بشار الاسد كان تلميذاً فاشلاً في علم الحساب منذ دروسه الابتدائية وما بعدها… ولم يحسن التعامل معها، فتوجّه الى لندن ليدرس طب العيون بعيداً عن الأرقام، ولكن بعد وفاة شقيقه المرحوم باسل اضطر الى الرجوع الى سوريا من دون أن يكون محضّراً لخلافة والده.
ونعود الى لغة الأرقام… ويبدو أنّه لا يكفي بشار أنّ الناس جميعاً يعرفون أنّ الأرقام والنسب التي يدّعي أنّه نالها في انتخاباته الرئاسية المهزلة يعرف الناس جميعاً أنّها مفبركة، وأنّ الحقيقة في مكان آخر.
يدّعي بشار أنّه حصل على نحو 88 في المئة من مجموع الذين صوّتوا وتجاوزت نسبتهم الـ80 في المئة من الشعب السوري!
فعلاً انّها مهزلة:
هناك 10 ملايين مهجّر… يبقى 13 مليوناً من الشعب السوري… فلو صوّتوا جميعهم لبشار (وطبعاً هذا افتراض وهمي) فهم لا يشكلون أكثر من 60%!
فمِن أين جاء بالـ80% اقتراعاً و88% له؟
ومعلوم أنّ نصف الـ16 مليوناً لا يصوّتون إذ بينهم مَن لم يبلغ بعد الـ18 من العمر وهم العدد الكبير، وبينهم المرضى والمسافرون (غير المهجرين)…
فمِن أين جاءت الأرقام المرتفعة؟
وأيضاً: مَن كان مرشحاً ضد بشار؟
وأين البرامج؟
وأين المراقبون الدوليون؟ وهل هم جماعة الحرس الثوري أو جماعة «فيلق أبو الفضل العباس»؟ أو هم المراقبون الصينيون؟
ثم انّ مليوناً و400 ألف مهجّر الى لبنان لم ينتخب منهم سوى 4 آلاف…
ولا يفوتنا أن نذكر «القاعدة الذهبية» التي اعتمدها النظام: انتخبني… وإلاّ أصادر بيتك.
والممارسة الذهبية لـ«حزب الله» مع النازحين الى الضاحية: هاتوا هوياتكم، واستردوها في السفارة بعد التصويت!
أهذه هي الانتخابات؟ وهذه هي الديموقراطية؟
وأخيراً: هل أُعيد انتخاب بشار ليواصل إنجازه المشهود في تدمير ما لم يُدمّر بعد من سوريا؟