IMLebanon

بكاء على الأطلال!؟

حتى يتحدث عن المؤامرة التي تستهدف بواسطة ما يسمّى بـ «داعش» إقتلاع مسيحيّي الشرق من ديارهم وإحلال شعوب أخرى مكانهم ولا يستثني مسيحيّي لبنان من هذه المؤامرة الكبرى من دون أن يؤشر ولو من باب الاحتمال أو التحليل الى الجهة أو الجهات التي تقف وراء «داعش» وتمدّها بالسلاح والمال وربما بالرجال أيضاً، لا بد وأن يكون رئيس التيار العوني العماد ميشال عون الذي وللمرة الأولى منذ تأسيس تكتل التغيير والاصلاح يعهد الى صهره لينوب عنه في تلاوة بيان التكتل تأكد من أن شعبيته في الشارع المسيحي اللبناني وربما غير اللبناني بدأت تتهاوى أو تهاوت بسبب الدور الأساسي الذي لعبه وما زال في تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية وترك الرئاسة الأولى شاغرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر وتجاهله النداءات المتكررة لبطريرك الموارنة في لبنان وسائر أنطاكية للقيادات المسيحية لكي تتحمّل مسؤولياتها تجاه مسيحيّي لبنان وتبادر الى النزول لمجلس النواب وانتخاب رئيس يسدّ الفراغ في سدة الرئاسة الأولى، ويبدّد هواجس مسيحيّي لبنان والشرق من سقوط آخر موقع لهم في الحكم في هذا الشرق الذي تحوّل كما جاء في بيان تكتل التغيير والاصلاح الى مقر للجماعات التكفيرية والارهابية الإسلامية أمثال داعش وأخواتها من النصرة وغير النصرة.

لقد مضى حتى الآن، ثلاثة أشهر ويزيد على الشغور بل الفراغ في رئاسة الجمهورية ولا يزال لبنان النموذج في التعدّد، والوحيد في هذا الشرق الذي يرأسه مسيحي من دون رئيس حتى كاد معظم اللبنانيين يعتادون على هذا الوضع ما دام هناك مجلس وزراء يمكن أن يحلّ محل رئيس الجمهورية ويتدبّر أمور الدولة والوطن من دون حاجة الى رئيس، والمسؤول الأول عن هذا الوضع ليس رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي بحّ صوته من النداءات التي وجهها الى العماد عون كذلك الأمر بالنسبة الى حزب الكتائب ورئيسه الشيخ أمين الجميّل وكل النواب المسيحيين المستقلين وإنما الذي يتحمّل مسؤولية هذا الشغور واحتمال ضياع رئاسة الجمهورية على المسيحيين هو العماد عون نفسه الذي يرفض ويمنع نوابه من النزول الى مجلس النواب لإكمال نصاب جلسة الانتخاب والانتهاء من هذه الوضعية النافرة بانتخاب الرئيس المسيحي لملء الفراغ في أعلى موقع في الدولة اللبنانية وإزالة هواجس عند المسيحيين من أن يكون هناك مؤامرة لاقتلاع مسيحيّي لبنان كما يحصل في الموصل العراقي ونينوى وغيرها من المناطق العراقية التي فيها أقلية مسيحية وكما يحصل منذ مدة بعيدة في سوريا أيضاً، ولهذا السبب تراجعت شعبية العماد في الشارع المسيحي فيما هو يحارب الجميع من أجل عدم التمديد لمجلس النواب وإجراء الانتخابات في العشرين من تشرين الثاني المقبل لكي يفوز بأكثرية مسيحية تمكّنه من فرض نفسه على الجميع ليكون الرئيس المقبل للمسيحيين ولجميع اللبنانيين فاستغل قضية «داعش» وتهجير مسيحيّي العراق وسوريا لكي يستعيد شعبيته المتهاوية كمدافع أول عن مسيحيّي الشرق، وعن وجودهم التاريخي في قلب هذا الشرق، فهل ينجح في ذلك.