ناقش مجلس الامن في مراجعته التي يجريها كل أربعة أشهر للقرار 1701، مدى تقيد الاطراف ببنوده، وذلك في جلسة غير رسمية وغير منتجة، بمعنى ان تقرير الامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون الذي أعده المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، لم يخرج عن المواقف الروتينية التي يعلنها الديبلوماسي الاممي في بيروت، باستثناء التفجيرات الثلاثة التي نفذها انتحاريو “داعش” الشهر الماضي في ضهر البيدر والطيونة والروشة.
ولم يحمل التقرير الذي ورد الى بيروت من نيويورك عن نتائج المناقشات وطبيعتها أي جديد، فإسرائيل لا تزال تحتل الجزء الشمالي من بلدة الغجر منذ 2006، ولا تزال تراوغ على الرغم من المساعي الجدية التي بذلتها الامم المتحدة وقيادة “اليونيفيل” في الناقورة، والتي تلقت وعدا اسرائيليا بالانسحاب منها، وحنثت به الى الآن بذريعة تتبدل كلما تمت مراجعتها.
ولا تزال اسرائيل تحتل تلال كفرشوبا ومزارع شبعا خارقة القرار 1701 وقرارات أخرى سبقته. صحيح ان الخرق الجوي تراجعت وتيرته، لكنه لم ينقطع، وعلى الاخص فوق الجنوب. وما سمعه رئيس المجلس والاعضاء من نائب رئيس ادارة حفظ السلام في الامم المتحدة ادموند موليت هو ان الوضع هادئ عموما في منطقة عمليات “اليونيفيل” باستثناء خرق مدفعي اسرائيلي في اتجاه منزلين في كفرمى.
وحذر بلامبلي من استمرار التهديدات التي تطلقها اسرائيل ضد لبنان من حين الى آخر. ودعا بلامبلي القوة الدولية الموقتة في الجنوب الى تشديد الرقابة على الحدود نتيجة المواجهات العنيفة بين الجيش الاسرائيلي ومقاتلي “حماس”، وخصوصا بالمدفعية البعيدة المدى التي أصابت القدس وسواها من المدن الاسرائيلية، وينطوي كلامه على التنبه للجوء فلسطينيين الى القصف من الاراضي اللبنانية في اتجاه اسرائيل، كما يحصل كلما تعرض الفلسطينيون في غزة او غيرها لاعتداء اسرائيلي.
وكما في كل مرة، لا يقتصر تقرير بان عن القرار 1701 على تقويم الناحية التطيبقية له، بل يتناول القضايا المستعصية، كتعثر اتنخاب رئيس جديد للجمهورية بعد مرور 47 يوما على انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان.
ولفت المجلس الى البيان الذي صدر في أيار الماضي بعد شغور كرسي الرئاسة، وفيه دعوة الى النواب لانتخاب رئيس للجمهورية، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن.
أما بالنسبة الى قضية اللاجئين السوريين فلم يتخذ المجلس اي موقف يساعد لبنان على تحمل عبء هؤلاء، علما ان الجميع يقدرون استضافة لبنان حتى الآن مليونا و100 الف لاجئ، وان الدول المانحة لم تسدد إلا 25 في المئة مما تعهدت به في الكويت.
وقال بلامبلي الذي شرح لرئيس المجلس والاعضاء ما ورد في التقرير، ان ما يدعو الى القلق هو احتمال حدوث توترات بين عدد من اللاجئين السوريين ولبنانيين فقراء، وفقا لوصفه لهم، بفعل المنافسة التي يعتمدها اللاجئ السوري في بعض المهن.
وسأل أكثر من مسؤول لبناني عن جدوى هذه الرتابة في التقارير التي تصدر عن مجلس الامن كل أربعة أشهر من دون السعي الى تصويب الخلل الاسرائيلي في التقيد ببنود القرار. صحيح أن التقرير يدل على ان المجلس يتابع كل جديد أمني يجري في منطقة عمليات “اليونيفيل”، لكن منذ ثماني سنوات لا تزال اسرائيل على احتلالها لشمال الغجر وتلال كفرشوبا ومزارع شبعا وتخرق الاجواء ساعة تشاء وحجتها انها تراقب من الجو تحركات “حزب الله”.