بعد خلوّ سدة الرئاسة في بعبدا، لا بدّ لـ150 مغترباً لبنانياً أو متحدراً من اصل لبناني دعتهم وزارة الخارجية والمغتربين الى المشاركة في مؤتمر “الطاقة الاغترابية اللبنانية” في 30 من الجاري، لتسليط الضوء على نجاحهم في مجالات عملهم والترحيب بهم في وطنهم الام، ان يسألوا اين رئيس البلاد؟ ولماذا لم ينتخب أليست الصلاحيات التي يتمتع بها مجمدة؟ فمن يجيبهم عن هذه الاسئلة؟ وهل يقنعهم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل اذا طرحتا عليه هذه الاسئلة؟ الى متى تبقى البلاد من دون رئيس جمهورية، ولو موقتا؟ من يطمئن بال المدعوين من المغتربين ويشجعهم على التفكير في العودة الى لبنان او الى الاستثمار فيه في ظل خلو سدة الرئاسة؟
وتصادف زيارة أول مسؤول اجنبي لبيروت بعد الفراغ في 30 من الجاري، وهو وزير خارجية المانيا فرانك فالتر شتاينماير، ليناقش مع المسؤولين موضوع النازحين السوريين ضمن جولة له على الدول المضيف، وكان ابلغ نظيره باسيل عن هذه الزيارة التي ستستغرق 48 ساعة. والتبرير الذي سمعه هو ان مجلس النواب عجز عن انتخاب رئيس جديد للبلاد ضمن المهلة الدستورية على رغم استعدادات رؤساء الكتل النيابية على ضرورة اجراء الانتخابات في موعدها.
وافاد مصدر ديبلوماسي “النهار” ان المانيا هي الدولة الاوروبية الوحيدة التي استضافت 5000 لاجىء سوري دفعة واحدة من اصل 25 الفا في مجموع دول الاتحاد. وأعرب المسؤولون الألمان في مناسبات عدة عن التقدير العالي للبنان الذي استضاف نحو ربع عدد سكانه من اللاجئين، واستمع الى شرح مفصل من نظيره باسيل لدى زيارته برلين منذ اسابيع قليلة، عما يشكل هذا العدد من مخاطر وعبء على مختلف الصعد الديموغرافية والامنية والاجتماعية والصحية، اضافة الى خسارة اقتصادية قدرت حتى الآن بـ7 مليارات دولار. واوضح له ان الدول المانحة لم تسدد للمفوضية العليا للاجئين ما كانت قد التزمته في قمتي الكويت اللتين خصصتا للاجئين السوريين، الا بنسبة لا تزيد على الثلث. كما ان الحكومة اللبنانية في حاجة الى مبالغ كي تتمكن من الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية والتعليمية وسواها، ولم تتلق اي مبالغ من اي دولة او جهة مانحة. ثم ان الاقتراحات التي طرحها المسؤولون لتخفيف عدد اللاجئين لم تلق اي تجاوب، كانشاء مخيمات داخل الحدود السورية القريبة من الحدود اللبنانية، رفضتها المفوضية العليا معتبرة انها تشكل خطرا على حياة اللاجئين. وهناك اقتراح آخر حاول المسؤولون طرحه هو اعادة اللاجئين الى المناطق الواسعة داخل سوريا، والتي لم تجر فوق ارضها اي اشتباكات. اما الاقتراح الاخر فهو ان تستضيف الدول الكبرى والعربية اعدادا من اللاجئين، وأتى التجاوب خجولا.
صحيح ان المانيا قدمت مبالغ مال للاجئين، لكن المطلوب منها سعي جماعي مع بقية دول الاتحاد الاوروبي نظرا الى المكانة التي تتمتع بها، لمساعدة لبنان فعليا على تخفيف وطأة اللجوء السوري الذي يزداد يوميا، علما ان اقنية الاتصال الحكومية متصلة بين بيروت ودمشق للتفاهم ربما على اجراءات ثنائية قد تفيد في هذا المجال. ومما يزيد صعوبة هذه المشكلة، أن أي مساع لوقف القتال، وتاليا تهجير الناس الى لبنان، لم تنجح ومفاوضات جنيف فشلت، والموفد الاممي والعربي المشترك استقال من مهماته، فيما البديل مختلف على تسميته بين الامينين العامين للامم المتحدة بان كي – مون وجامعة الدول العربية نبيل العربي.