IMLebanon

بين الإنتخابات الرئاسيّة أو النيابيّة أولاً لبنان نحو المجهول !!

بين الإنتخابات الرئاسيّة أو النيابيّة أولاً لبنان نحو المجهول !!

أوساط وسطيّة : الحريري أطلق مُبادرة مُشتتة وطروحات مُتناقضة أضاع فرصاً ثمينة وجرّ البلاد الى أفق مسدود بحواره مع عون

لا آفاق لأي حلول في أي قضية من القضايا المعلقة والمرتبطة بالإستحقاق الرئاسي الذي بدوره معلق على أحداث وتطورات المنطقة بحيث أن الحلول المرجوة لا تزال غائبة وهناك مسحة تشاؤمية تسود كواليس الأروقة السياسية التي لم تعد متفائلة في الوصول إلى تسوية داخلية مقبولة من جميع الأطراف بخصوص مسألة التمديد لمجلس النواب أو اجراء الإنتخابات النيابية في مواعيدها وفق قانون الإنتخاب الحالي سيما أن ترك الأمور على حالها دون أي مبادرات انقاذية يعني بأن لبنان في ظل الأوضاع الأمنية التي يعيشها وفي ظل الوضع المتفجر في محيطه وجواره سيكون أمام وضع بالغ الخطورة على أمنه واستقراره وعمل مؤسساته ومرافقه العامة على النحو الذي يحفظ الإنتظام العام وصيرورة استمرار الدولة في القيام بالحد الأدنى من واجباتها تجاه الوطن والمواطنين الذين لا يستحقون المأزق الكبير الذي وصل إليه البلد بفعل ممارسات وسلوكيات الطبقة السياسية التي يغلب عليها طابع الفساد والإفساد ومسالك الهدر والصفقات وذهنية المحسوبية السلطوية التي تستبيح كل شيء من أجل الحفاظ على مكاسبها وامتيازاتها ضمن تركيبة النظام السياسي الطائفي والمذهبي المتخلف في لبنان.

وما يزيد عواقب الأزمة السياسية التي تعصف في لبنان تقول مصادر سياسية متابعة استمرار الهم الأمني في طرابلس والبقاع الذي يتصدر الاهتمامات والمتابعات السياسية والدبلوماسية في ظل تقارير أمنية تحذر من مخاطر عودة التفجيرات والإغتيالات السياسية إلى لبنان سيما أن هذه التقارير أتت معلوماتها مبنية على تقاطع اخباريات وردت إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية من جهات دولية وإقليمية تساند وتدعم لبنان وجيشه وأجهزته في الحرب على الإرهاب، مع ما كشفته بعض التحقيقات من معلومات خطيرة لجهة أن مشغلي هؤلاء الإرهابيين من خارج لبنان قد رسموا وخططوا لمزيد من العمليات التي تستهدف أمن لبنان الذي نجح لغاية اليوم من خلال التدابير والإجراءات العالية المهنية التي يتخذها الجيش وسائر الأجهزة الأمنية ومن خلال الدور البارز الذي يطلع به جهاز أمن المقاومة من تخفيف خطر الشبكات الإرهابية التي تلقت ضربات قاضمة من خلال العمليات الإستباقية التي نفذت ضدها من قبل الجيش اللبناني وفرع المعلومات والأمن العام.

إلى ذلك أكدت مصادر وسطية بارزة لـ «الديار» بأن بعض المسؤولين في لبنان ومن منطلقات أحلامهم الواهية ومآربهم السلطوية الضيقة لا يزالون يتعاطون مع المخاطر الداهمة التي تتهدد أمن لبنان واستقراره وسلمه الأهلي بخلفية وذهنية طائفية ومذهبية وحزبية عصبوية ضيقة غير مكترثة بمصلحة الوطن وهموم وشؤون شعبه خصوصا أن بعض زعماء الطوائف والمذاهب والأحزاب أثبتوا بأن ما يرفعونه من شعارات اصلاح وتغيير وتطوير وتقدم ليست سوى عناوين فارغة بعيدة عن أي ممارسة جدية وفعلية، سيما أن الوقائع والأحداث أثبتت بأن تلك الشعارات ليست سوى سبيلا للعبور نحو موقع أو سلطة. مضيفة بأن ما يجري على صعيد حالة الشغور المستمرة منذ حوالى الشهرين في الموقع الرئاسي ليس سوى دليلا ساطعا عن مدى فشل الطبقة السياسية في تحمل مسؤولياتها لحماية لبنان الذي يعيش وضعا مأزوما بسبب غياب الرأس عن جسم عمل المؤسسات الدستورية المعطلة بالتعطيل والشلل بسبب أزمة الشغور التي ليست سوى عنوان واضح عن مدى عمق الأزمة الداخلية المرتبطة بتطوارت وأحداث المنطقة المتسارعة والتي تتهدد بمخاطرها أمن واستقرار لبنان المستهدف من قبل التنظيمات الإرهابية.

واشارت المصادر الى أن من دخل في حوار سري مع الحريري للوصول إلى سدة الرئاسة ومن راهن على هذا الحوار لإقصاء الآخرين حين راح يتحدث عن ثلاثية تتناسب مع تطلعاته السلطوية هو من أضاع فرصة ثمينة على لبنان كانت تتيح التمديد لرئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان لتجنب حالة الشغور المتمادية في الموقع الماروني الأول سيما أن كل المعطيات المحلية والأحداث المحيطة في لبنان كانت تشير بأن بلورة تسوية مقبولة من كل الأطراف في ظل المناخ الإقليمي والدولي المتوتر في المنطلقة هو أمر شبه مستحيل. وكذلك أن هذا الفريق يتحمل مسؤولية إضاعة الفرصة التي اتيحت للبنان لإنجاز الإستحقاق الرئاسي في فترة الشغور التي سبقت أحداث التطورات الأمنية الخطيرة في العراق بفعل اجتياح تنظيم داعش الإرهابي لأراضى شاسعة واسعة من الأراضي السورية، إلا أن تعنت ذلك الفريق الذي كان ولا يزال يتعاطى مع الإستحقاق الرئاسي من ضمن معادلة أنا أو لا أحد في قصر بعبدا وكذلك أن قلة الخبرة السياسية عند الرئيس سعد الحريري الذي دخل بحوار مع العماد عون وكاد يخسر بسبب هذا الحوار الغامض وغير الواضح الرؤية والأهداف حلفائه المسيحيين في فريق 14 آذار، أما الضرر الأكبر في كل ذلك هو أن الحريري في حواره الطويل والعقيم مع العماد عون قد أضاع فرصا ثمينة وجر البلاد إلى أفق مسدود خصوصا أن هذا الحوار قد أهدر عملياً الكثير من الوقت الثمين الذي كان يمكن في خلاله انجاز الإستحقاق الرئاسي إلا أن هذا الأمر لم يحدث بسبب المشاورات والإتصالات المعلنة والسرية التي أجراها الحريري مع العماد عون الذي لم يكن يوما يكترث لما يعرضه عليه الحريري من مقترحات سوى أنه كان يريد فقط مطلبا واحدا غير قابل للمساومة وهو أن العماد عون يريد دعم وتأييد كتلة الحريري النيابية كي يصل إلى قصر بعبدا ونقطة على السطر.

المصادر اشارت الى انه بين مقولة الرئاسة أولا والإنتخابات النيابية أولا لبنان ذاهب نحو مجهول قاتم مفخخ بالفراغ والشلل والإنكشاف الأمني والسياسي. مضيفة بأنه ما كان يجب أن نصل إليه منذ حولي الشهرين وصل إليه الحريري منذ حوالي الأسبوع حين أطلق مبادرته المشتتة والمربكة نتيجة ما تضمنته من أفكار وطروحات متناقضة أحدثت نقزة سلبية وأثارت قلقل وهواجس كثيرة عند العديد من القوى الوطنية الإسلامية والمسيحية على حد سواء.خصوصا أن طروحات هذه المبادرة التي لم تعجب العماد عون كون رياحها أتت على عكس ما كان يشتهي من تأييد حريريّ له للوصول إلى الرئاسية، قد أعاد العلاقة بينهما إلى نقطة الصفر وهذا يعني جر البلاد مجددا إلى خانة الخلافات والمناكفات والسجالات العقيمة التي سبق للبلاد أن دفعت فيها خلال الفترة الماضية تعطيل وشلل واهتزازات أمنية على أطلاقها.