IMLebanon

بين سعد الحريري وميشال عون «فتش عن وليد جنبلاط»

بين سعد الحريري وميشال عون «فتش عن وليد جنبلاط»

أبو تيمور يزيد عقدة أمام طريق الجنرال الى قصر بعبدا

كما كان مقدراً للعلاقة بين سعد الحريري وميشال عون ان تزدهر وتنمو ولكن بدون ان تعطي ثمراً كثيراً او نتائج باهرة، بهذه الخلاصة وبتوصيف الشجرة التي تستمر بالحياة ولكن من دون ان تترك وراءها الكثير يشرح سياسي مطلع على الكثير من المحادثات الجانبية وفي الصالونات المغلقة لمطابخ المستقبل والتيار الوطني الحر، فما حصل حتى اليوم يقول من تقارب هو بحد ذاته انجاز كبير وخطوة في طريق الألف ميل بين الرابية وبيت الوسط، ولكن الطريق الى القصر لها حساباتها المختلفة كما لها ارتباطاتها المحلية والإقليمية، فإذا كانت العقدة الإقليمية لا تزال على حالها بالرفض السعودي لميشال عون مضافاً اليها التعقيدات الجديدة الطارئة مع التحول والتبدل في المشهد العراقي، فان العقدة المحلية ليست أقل شأناً وان كان اللاعبون المحليون تفصيل صغير في اللعبة الرئاسية التي لها تشعباتها الخارجية الكثيرة. ففي الداخل اللبناني وتحديداً بين الرابية وبيت الوسط فتش عن «وليد جنبلاط»، يضيف السياسي فصحيح ان الأخير مضى وقت طويل على عدم لقائه الحريري منذ انطلقت المحادثات الباريسية بين الحريري وعون وباتت طريق الزعيم العوني اقرب الى باريس من الصعود الى المختارة، وهو يستعد بعد وقت قليل للقاء الحريري بعدما مهد لذلك موفده وائل ابو فاعور ـ إلا ان لجنبلاط دوره وثقله ويده الطويلة التي تمتد الى كل الملفات والتي لا يمكن العبور منها الى الدولة إلا من بوابة الزعيم الاشتراكي.

وبانتظار ان يحصل لقاء الحريري وجنبلاط وعلى امل ان لا يحمل معه الزعيم الاشتراكي ما يمكن ان يكون «حربة» في خاصرة عون الرئاسية، فالواضح يشير السياسي ان الامور بين الرابية وباريس تسير على ما يرام ولا يعكرها اي اشكاليات مهمة، فالمستقبل لا يزال في الموقع الأول الذي بدأت فيه الاتصالات في موضوع الرئاسة الأولى، وموقفه مبني على جملة معطيات واجواء تجعل السير في خيار ميشال عون رئيساً للجمهورية حتى اليوم معقداً وصعباً حالياً، فالواضح من جهة ان المناخ الإقليمي للصفقة الرئاسية لم ينضج وان السعودية التي فتحت صفحة جديدة ومختلفة عن الماضي في العلاقة مع زعيم الرابية لم تصل بعد الى تتويج هذه العلاقة وتسييلها في الانتخابات الرئاسية، وان زعيم المستقبل كما هو معروف لا يمكن ان يسير بعكس الخيار السعودي.

من جهة اخرى فان الحريري يحسبها جيداً، يقول السياسي فهو لا يريد خلخلة بيته الداخلي، ولا يزال بحاجة الى ثورة الأرز في الوقت الراهن والى مسيحيي 14 آذار، وما جرى في الموضوع الحكومي لا ينطبق في كل الأحوال على الملف الرئاسي، وبالتالي فان الخروج من فريق 14 آذار وفك تحالفه به راهناً ليس ممكناً في المدى المنظور، وعلى اقله بدون الخروج بضمانات واثمان سياسية. وبالمحصلة فان الحريري يبدو غير قادر بعد على زعزعة علاقته بمعراب التي لم تخطىء يوماً مع المستقبل ودفعت في محطات كثيرة من رصيدها المسيحي، كما ان الحريري لا يزال يراهن على عامل الوقت الذي سينتج تسوية يسير فيها الجميع بمن فيهم الرابية وحزب الله ورئيس المجلس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط.

وإذا كان زعيم المستقبل يسعى بالدرجة ألأولى لنشر الطمأنينة في صفوف حلفائه بعدما مر هؤلاء بأصعب الأوقات قبل ان يحسم الحريري موقفه بعدم تبني ترشيح عون يضيف السياسي فان الحريري حريص على عدم زعزعة جسور التواصل التي بنيت مع الفريق الآخر او التيار الوطني الحر، والتي ارست تفاهماً في المواضيع الأمنية والملفات الخلافية، والتي جنى ثمارها المستقبل في الكثير من المحطات.

وتؤكد اوساط مطلعة ان العلاقة بين التيار الوطني الحر والمستقبل بلغت سقفها الأعلى، وقد وصل التنسيق بين المستقبل وحزب الله الى مرحلة متقدمة في الشق الأمني وانعكس ارتياحاً في البلاد وهو مرشح لان يتكثف مع المخاوف الجدية من استفاقة الخلايا الإرهابية النائمة. من هنا تقول الاوساط « ان التفاهم بين المستقبل وعون الذي يحظى برضى حلفائه في محادثاته مع المستقبل حدوده الحفاظ على الوضع الحالي وضبط الوضع الداخلي وليس اكثر ، اما الأمور الأخرى المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي فمتروكة للأحداث وما سيقرره الراعي الإقليمي في الكواليس الإقليمية والدولية.

يقول المتابعون للعلاقة بين باريس والرابية ان التنسيق لم ينقطع بين الطرفين في كل الملفات على طاولة مجلس الوزراء كما في سلسلة الرتب والرواتب، وباستثناء الملف الرئاسي المعلق فان الأمور هي على افضل ما يرام، فنادراً ما يسمع في كواليس الطرفين انتقاد للطرف الآخر على غرار الايام الماضية، فكتاب الإبراء المستحيل صفحة وطويت الى غير رجعة، والقول بان زعيم الرابية يدور في الفلك الإيراني والسوري لم تعد قابلة للتسويق ولا تجد لها مكاناً لدى المستقبليين، ولكن رغم كل ما قيل ويقال في شأن ما يجري بين الرابية والمستقبل ورغم المسافات الكثيرة التي قطعها التنسيق بينهما يبقى ثمة مساحة في كل ما يحصل لا يجب تجاهلها لوليد جنبلاط، ومن هنا فان اللقاء في باريس بين البيك والشيخ له دلالاته الرئاسية لأنه أولاً يأتي بعد مرحلة تعذرت فيها اللقاءات ولأنه سيحمل خريطة طريق للانتخابات الرئاسية ربما قد تقوم على التخلي عن ترشيح الأقوياء.