IMLebanon

تحذيرات أمنية حالت دون نزول بري الى مجلس النواب ومسؤولون عززوا مواكبهم

تحذيرات أمنية حالت دون نزول بري الى مجلس النواب ومسؤولون عززوا مواكبهم

اعتقال شبكة إرهابية في الطريق الجديدة وإجراءات أمنية بين الناعمة وصيدا

مليونا نازح سوري ومخيمات في عكار بدعم خليجي ودون موافقة الحكومة

الهاجس الأمني ما زال يتقدم على كل الملفات الرئاسية والمعيشية، والمخاطر الامنية هي التي حالت دون توجه الرئيس نبيه بري الى المجلس النيابي لترؤس جلسة انتخاب الرئيس بعد تحذيرات أمنية تمنت على الرئيس بري اخذ اقصى درجات الحيطة والحذر وعدم النزول الى المجلس النيابي خصوصا ان كل التقارير المحلية والعربية والدولة تتحدث عن سعي هذه القوى الى استهداف الرئيس بري. كما ان تحذيرات وجهت الى مسؤولين بالتخفيف من تحركاتهم. وعلم ان معظم المسؤولين عززوا الاجراءات الامنية خلال تنقلاتهم بسيارات جديدة مصفحة واجهزة لكشف المتفجرات وزيادة العناصر، وحصر تحديد المواعيد بشخص او شخصين فقط، وهذه التحذيرات لبعض المسؤولين ايضا تلقتها الاجهزة اللبنانية من اجهزة مخابرات عالمية ودعتهم الى اخذ اقصى درجات الحيطة.

وعلمت «الديار» ان رئيس المخابرات الفرنسية زار بيروت والتقى عددا من المسؤولين الامنيين واطلع على التحقيقات مع الموقوفين الفرنسيين. وزود الاجهزة الامنية بمعلومات وافية.

وفي اطار الاجراءات الاستباقية، نفذت مخابرات الجيش اللبناني عملية دهم في الطريق الجديدة وسط قطع طرقات وانتشار عسكري، وتم توقيف امرأة تحمل الجنسية الاردنية في الطابق السابع من مبنى الحلبي في شارع عفيف الطيبي وتم تفتيش سيارتها، وهي متأهلة من مواطن خليجي تردد انه سعودي واعتقل ايضا، وان مخابرات الجيش اللبناني احضر معه موقوفا تولى ارشاد مخابرات الجيش الى المكان، ووصف العماد قهوجي العملية بأنها تأتي ضمن الحرب الاستباقية لاعتقال هذه الشبكات، واكد ان الامن ممسوك.

وكذلك بقي سجن روميه ومحيطه موضع اجراءات امنية مشددة طالت الطرقات الرئيسية والاحراج، بعد معلومات عن عملية ارهابية حيث لا تهمل الاجهزة الامنية اي معلومة تصل اليها.

وتشير المعلومات ايضا الى متابعة خلايا منتشرة بين حارة الناعمة والناعمة والجية وصيدا ربما تخطط لعمل ما، وحسب المعلومات، فان القوى الامنية ما زالت تتابع ارضيا وفضائيا عبر دعم من مخابرات خارجية بعض السيارات المفخخة وشاحنة محملة بالمتفجرات تملك الاجهزة اوصافها الكاملة.

واشارت المعلومات ايضا الى ان حزب الله قام بعملية تمشيط واسعة لجرود عرسال والسلسلة الشرقية وتفتيش المغاور والاودية، بحثا عن سيارات مفخخة بعد ان تم طرد المسلحين الى خارج المنطقة بالتعاون مع الجيشين السوري واللبناني.

المجموعات الارهابية متنوعة

وقالت مصادر متابعة لملف الشبكات الارهابية «ان الاوضاع الامنية خطيرة جدا، والمواجهة مع القوى الارهابية في بدايتها، رغم الضربات التي تعرضت لها هذه القوى، لكن المجموعات الارهابية في لبنان متنوعة ومتعددة من «جبهة النصرة» الى «داعش» الى «كتائب عبدالله عزام» الى «القاعدة» وهؤلاء يعملون ضمن مجموعات متفرقة وصغيرة لا تعرف بعضها البعض وليس لها رأس واحد يقودها، بل رؤوس متعددة وتملك حرية الحركة وتحديد الاهداف والتخطيط، مستفيدة من ظروف كثيرة لجهة البيئة الحاضنة في بعض الاحياء والمخيمات والتمويل المتوافر.

وتشير المصادر الى ان تفجير ضهر البيدر هو الاخطر ويؤشر الى رفع وتيرة عمل القوى الارهابية وبنك اهدافها باستهداف مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم وهذا يعني ان هذه المجموعات لديها القدرة على الاختراق والمراقبة وربما تملك معلومات عن تحرك قادة الاجهزة الامنية بشكل مسبق.

واضافت المعلومات ان القوى الارهابية تعمل ضمن اجندة سياسية وفي رأس اولوياتها احداث الفتن الطائفية وتفجير خطوط تماس سنية – شيعية، وهذا هو الهدف الاساسي لتفجير الطيونة.

وتابعت المصادر ان التحقيق مع الموقوف «الفرنسي» كشف عن شخص مدرب يتقن فن التعامل والتمويه مع المحققين ولم يعط الا معلومات معروفة ولم يكشف عن اية اسرار ولا يعرف المتصلين به، وكان ينتظر اتصالا لتسليمه السيارة المفخخة وتحديد الهدف له.

وتشير المعلومات الى ان التحركات الاخيرة للعناصر الاصولية، كشفت عن قدرة هؤلاء على جلب الانتحاريين من الخارج واوروبا وجنسيات اخرى. وهذا ما يؤكد ان التخطيط للعمليات خارجي وداخلي ودقيق. وهناك تعاون احيانا بين التنظيمات الاصولية لجهة تبادل المعلومات، في حين ان رموز تنظيم عبدالله عزام في لبنان يعرفون التفاصيل والارض اللبنانية والفلسطينية.

وحسب المصادر، فان الخطر الارهابي ما زال كبيرا والقوى الامنية تلاحق هذه العناصر ووجهت ضربات لهم وتعرف اماكن انتشارهم، ولكن ذلك لا ينفي وجود خلايا بعيدة عن المراقبة الامنية خصوصا ان هذه القوى تريد تعميم الفوضى في لبنان عبر ضرباتها، حيث الخطر ايضا يطال قوات الطوارئ الدولية التي تلقت تحذيرات بوجوب الانتباه خصوصا ان المعلومات تتحدث عن خلايا لهذه القوى في منطقة العرقوب.

وحسب المصادر فان التحقيقات ستكشف المزيد من المعلومات، لكن لا مبالغة في المحاذير الامنية ومهما كانت التسريبات، فان ذلك لا ينفي وجود انتحاري في فندق «نابوليون» وتفجير سيارتين في الضاحية والطيونة وتفجير سيارة في ضهر البيدر ووجود خلايا متحركة وليست نائمة وسيارات مفخخة وقد اشار القيادي في كتائب عبدالله عزام جمال الدفتردار اثناء التحقيق معه عن وجود عدة سيارات مفخخة تم اكتشاف سيارة في موقف في منطقة المزرعة وهناك سيارات اخرى وشاحنة محملة بأطنان من المتفجرات. كما تحدث الدفتردار عن بنك من الاهداف.

الوضع في طرابلس

اما على صعيد الوضع الامني في طرابلس الذي ما زال يشهد حوادث امنية يومية واشكالات متفرقة، وكان اخره تفجير عبوة بدورية للجيش اللبناني منذ ايام، فيما عثر امس على قنبلتين موصولتين ببطارية وساعة تحت جسر الخناق في منطقة محرم بطرابلس ووصل الخبير العسكري وعمل على تفكيكها مع الاشارة ان العبوة التي انفجرت قبل يوم تبعد عشرات الامتار عن القنبلتين اللتين كانتا معدتان للتفجير.

على صعيد آخر، ألقى مجهولون قنبلة على مقهى كان يتناول رواده فطور الصباح، وافيد ان هذا العمل هو رد على مجاهرة هؤلاء بالافطار خلال شهر رمضان واعتباره مخالفا للعادات الاسلامية، علما ان مدينة طرابلس تشهد للمرة الاولى هذا النوع من التفجيرات.

اللاجئون السوريون

على صعيد اخر، فان ملف اللاجئين السوريين سيكون بندا ساخنا على طاولة جلسة مجلس الوزراء حيث التقرير الاخير للامم المتحدة اشار وحسب الاحصاءات الرسمية الى وجود مليون و650 الف نازح باستثناء غير المسجلين وبالتالي يصل العدد الى مليوني نازح وأكثر.

واشارت المعلومات الى ان المقاربة بين الوزير جبران باسيل وحلفائه مختلفة جذريا عن مقاربة الرئيس تمام سلام وحلفائه حيث يرفض الرئيس سلام اي تواصل مع الحكومة السورية في هذا الملف، واذا تم التواصل مع الحكومة السورية او السفير السوري من المفترض التواصل مع المعارضة السورية. في حين يؤكد الوزير باسيل انه لا يمكن البدء بحل لهذا الملف دون البحث مع الحكومة السورية، حيث استدعى باسيل امس العديد من السفراء الاجانب والعرب ووضعهم في خطته لمعالجة الملف والتي سيعلنها الجمعة في مؤتمر صحافي.

لكن اللافت ان جمعيات خليجية بدأت بتقديم المساعدات لجمعيات عكارية ولسوريين لاقامة مخيمات، خلافا حتى لرأي الحكومة اللبنانية، وقد بدأت عملية بناء مخيم كبير في خربة داوود في عكار وبتمويل خليجي وباشراف جمعيات واشخاص محليين. كما بدأت الاستعدادات لاقامة مخيم اخر في تل عباس في منطقة تعرف باسم تل الزفير. وتم استطلاع اراض في وادي خالد لاقامة مخيم عليها، علما ان مخيم بلدة المحمرة اقيم منذ فترة ويضم اعدادا كبيرة من اللاجئين، وهذه المخيمات لا تخضع لسيطرة الحكومة اللبنانية.

الجلسة الرئاسية

اما على صعيد الجلسة الرئاسية، فان السيناريو تكرر امس لجهة عدم اكتمال النصاب، حيث حدد الرئيس نبيه بري جلسة جديدة في 23 تموز، وشهدت الجلسة تكرارا للجلسات السابقة عبر «حرب تصاريح» بين القوى المسيحية حول رئاسة الجمهورية ومن المسؤول عن التعطيل.

فيما طغت مبادرة العماد ميشال عون بالانتحاب من الشعب على معظم النقاشات وتركزت «حرب التصاريح» بين مؤيد ومعارض ومتحفظ، حيث شن نواب 14 اذار هجوما عنيفا عليها ورد نواب التيار وحلفاؤه، فيما نواب اخرون كانوا «بين بين» بانتظار انقشاع الصورة.