IMLebanon

تدهور الوضع في العراق هل يطال لبنان؟

تدهور الوضع في العراق هل يطال لبنان؟

الأمن ما زال ممسوكاً في غياب القرار السياسي

حتى اشعار اخر… تتقاطع معلومات دبلوماسية مع تاكيدات قيادات لبنانية ممانعة رفيعة المستوى حول حتمية تحول رئيس الوزراء نوري المالكي الى «بشار اسد» اخر لجهة التمسك به ودعمه دعما كاملا اذا استمرت مقاربة الملف العراقي بهذه الطريقة، فالايراني اوحى لمحدثيه باستحالة الرضوخ لاي ابتزاز ارهابي.. وزيادة الضرب على وتر تاجيج الخلافات المذهبية في العراق او غيرها سيدفع الى اطالة امد الحرب ولن يحصل اي مكاسب ايرانية على غرار التنازل عن المالكي او المساومة عليه…

حتى اشعار اخر…تتقاطع المعلومات ذاتها حول عدم المساس بثبات الاستقرار الامني والسياسي في لبنان…في فلسفة اصحاب القرار الدولي فان بقاء لبنان منطقة امنة هو اولوية في زمن الفجور «الداعشي» على امتداد المحيط العربي، اما في فلسفة محور المقاومة فيجب عدم نسيان هذه المعادلة « الازمة العراقية لن تصيب لبنان انما ستضرب في عمق الخليج»…فما يحدث هناك هو مغامرة كبرى وسيؤدي اذا ما استمر الى ادخال المنطقة في طور جديد من التعقيدات السياسية غير المحسوبة النتائج…

وتشير المعلومات الى ان التطور من لغة السيارات المفخخة الى «فلش الداعشيين» على بقعة جغرافية حدودية مع اكثر من دولة عربية هو صولد سياسي يلعب على ارض العراق باعصاب محروقة، في مقلب الازمة هناك لن يخسر الايراني او الاميركي شيئا من رصيد التفاهم المحسوم بينهما… وعلى الوقع ذاته لن يذهب حلفاء الايراني في لبنان الى مستنقع التوتر وتسليم الاوراق، فالتهديد بويل التفجيرات وعظائم الامور السياسية ليس عنصرا جديدا على اجندتهم… اثبتت التجربة التي عايشها لبنان مع الازمة السورية تفوقا كاد ان يطيح بالنظام السياسي القائم حاليا… ولا يمكن التغافل عن هذه النقطة في اية مرحلة لاحقة يفكر فيها اي طرف اقليمي بقلب طاولة الاستقرار الحالي…

وفي هذا السياق تحديدا، يعقب بعض اهل السياسة العاملين في مطبخ القرار الى ان ما تضج به اروقة محور المقاومة حاليا هو تبيان حقيقة التوتر الامني الذي زنر مستشفيات الضاحية الجنوبية مؤخرا:

هل جاء ذلك في سياق الخطوة الفردية للتنظيمات التي تنطوي تحت راية داعش ربطا بما حققه هذا التنظيم في العراق ام انه جاء على ايقاع تعليمات سياسية من جهات اقليمية ودولية لاعادة خلط الاوراق مجددا في لبنان؟

 وقع هذه التساؤلات واهمية معرفة الاجابات الواضحة عنها لا يلغي الحقيقة التي تشير بوضوح الى عدم تخوف هؤلاء من اي ردة فعل على اي مستوى اتت سياسي كان او امني، فالتجارب السابقة اظهرت جهوزية شعبية وسياسية لبنانية غير مسبوقة لتجاوز المطبات المختلفة وافرزت فلسفة واضحة عند اصحاب القرار الدولي لعدم المس بتاتا بالاستقرار في لبنان..

لكن مهلا…لقد اثبتت التجارب ايضا ان لبنان لا يتاثر بطريقة ردة الفعل على اي تطور في محيطه انما بالقرار السياسي فقط…فهل هناك من اوعز لبعض الفرقاء في الداخل او سوف يفعل لاحقا لاعادة توتير الوضع اللبناني، واذا صفينا النيات هل هناك مصلحة لاي طرف باعادة اشعال الساحة اللبنانية بناءا على التطورات العراقية ؟