IMLebanon

تسوية وترقيع

التسوية: حل طويل الأمد بعد انفجار.

الترقيع: حلٌ مؤقت لتأخير الانفجار.

تركتنا فرنسا سنة 1943، فئة منا تتطلع الى الشرق وفئة تتطلع الى الغرب، فقمنا بتسوية سميت الميثاق الوطني دامت لمدة وإن تخللتها ترقيعات لا تحصى، إلى أن حدث الانفجار سنة 1958 فقمنا بتسوية جديدة حملت شعار «لا غالب ولا مغلوب» و«ستة وستة مكرر»، ولا داعي لتكرار الترقيعات بين هذين التاريخين فذلك يتطلب مطولات وشروحات ووجهات نظر مختلفة.

ومنذ سنة 1958 ولتاريخ توقيع تسوية اتفاق الطائف سنة 1989، يعلم الله عدد الترقيعات التي حملها الجسم اللبناني، من دون ذكر «خازوق» اتفاق القاهرة الذي ساهمنا بشحذه. وكوننا لم ننفذ ما اتفقنا عليه بالطائف ولحَسنا إمضاءاتنا، ها نحن نعود الى الترقيع ونرفع الأيدي وننزلها حسب انسجام الرقعة مع ثوبنا اللبناني المهلهل، هذا والكل يزعم انه يبحث عن وطن، ولكن كما يتمنى وليس كما يجب أن يكون.

وبما أننا ضد الترقيع والتسوية في آن، فإن التعقيدات الواقعية الحاصلة تفرض علينا اختيار أقل الشرّين.

ولذا علينا ان نعترف أن معظم المسؤولين عن سياسة بلدنا منذ نشأته قد فشلوا في تكوين وطن وإقامة دولة.

وخوفاً من وقوع الانفجار الذي قد يطيح بنا جميعاً، لنلجأ الى الترقيع عله يطيل حالة الاستقرار الواهية ويبعد ما أمكن الانفجار الذي بدأت ملامحه تطل برؤوسها الشريرة.

ومن يدري.. لعلّ الغيم ينقشع وتحصل المعجزة، ونعود معاً لنبدأ بناء وطن كما يجب.. وليس كما يهوى كلّ منا.