IMLebanon

تطورات العراق فاجأت تحالف «حزب الله» وعون وأعادت خلط الأوراق

تطورات العراق فاجأت تحالف «حزب الله» وعون وأعادت خلط الأوراق

إضعاف الإستقواء بإنتخاب الأسد وتقليص حظوظ عون الرئاسية

تمترس «حزب الله» و«التيار العوني» وراء «الإنتصارات» الوهمية في سوريا أصيب بنكسة كبيرة

قبل أيام معدودة كان تحالف «حزب الله» و«التيار العوني» يسوّق لمسرحية إعادة انتخاب بشار الأسد لولاية جديدة بالتزوير الموصوف وعلى جثث مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري، بأنها «إنتصار» موصوف لهذا التحالف علي خصومه العرب والخليجيين خصوصاً في معركة بقاء النظام الأسدي في سدة السلطة بسوريا بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على انتفاضة الشعب السوري ضده، يضاف إليها «الإنتصارات» التي حققها الجيش الأسدي بالتحالف مع الميليشيات الإيرانية المتعددة في انتزاع مناطق مختلفة من سيطرة الثوار السوريين، واعتبار هذه التغييرات الجديدة بمثابة عناصر قوة تضاف الى رصيد هذا التحالف في موازين القوى السياسية الداخلية لا يمكن تجاهلها أو التهاون فيها ولا بد من الارتكاز عليها وترجمتها عملياً في معركة الاستحقاق الرئاسي المفتوحة حالياً من خلال إيصال شخصية تنتمي الى هذا التحالف لمنصب رئاسة الجمهورية لتكريس هذا «الإنتصار» الموصوف للتحكّم بأعلى منصب في تركيبة السلطة بلبنان وإن كانت كل المؤشرات تدل على تسمية النائب ميشال عون كي يكون مرشحاً لهذا التحالف لمنصب رئاسة الجمهورية بالرغم من عدم ترشحه رسمياً في مواجهة مرشح تحالف قوى 14 آذار الدكتور سمير جعجع رسمياً.

ولا شك أن تمترس تحالف «حزب الله» و«التيار العوني» وراء هذه التطورات المسمّاة بالإنتصارات حسب «دعاياتهم» المفبركة أدخل عملية الانتخابات الرئاسية في حال من الجمود والمراوحة المؤذية، بعد التعطيل المتعمد لجلسات انتخاب الرئيس المتعددة، والانتقال في ما بعد الى تعطيل وشل جلسات الحكومة تحت عناوين مختلفة، تبدأ من معرفة كيفية اعتماد آلية عقد جلسات الحكومة ولا تنتهي عند طرح كيفية التوقيع على المراسيم وما شابه.

ولكن يبدو لمتتبعي وقائع جلستي الحكومة الاخيرتين ان الهدف من الغرق في تعريف صلاحيات الحكومة ومسؤولياتها الدستورية في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية هو ممارسة اقصى ضغط سياسي على خصوم «التيار الوطني» من هذا الجانب والتهديد بشل عمل الحكومة ككل، على امل ان يؤدي ذلك الى ارغامهم في النهاية على تأييد ترشيح زعيم التيار العوني لمنصب الرئاسة الاولى واسقاط كل الحواجز والاعتراضات التي تقف حائلاً دون ذلك حتى الآن.

إلا ان تمترس «حزب الله» و«التيار العوني» وراء هذه «الانجازات» او «الانتصارات» الوهمية في سوريا اصيب بنكسة كبيرة بعد ان تبين ان مسرحية اعادة انتخاب الاسد للرئاسة لم تلق الاستجابة من اكثرية دول العالم باستثناء الدول الداعمة لنظام الاسد ضد شعبه، في حين اظهرت التطورات العسكرية علىالارض استحالة القضاء على الثوار والثورة بالرغم من كل وسائل الدعم التي تقدمها روسيا وايران في هذا الخصوص.

اما المفاجأة التي لم تكن متوقعة وباغتت التحالف المذكور، ولم تكن في الحسبان، فهي التطورات العسكرية والامنية الدراماتيكية بالعراق وقيام العديد من القوى العراقية الثائرة وفي مقدمتها قوى اسلامية متشددة مثل «داعش» وغيرها بالانقلاب على حكومة نوري المالكي المدعومة من ايران والاستيلاء بالقوة على مساحات شاسعة من العراق احتجاجاً على سياسة التهميش والاقصاء والتمييز بين ابناء الشعب العراقي والتبعية العمياء للنظام الايراني، مما اوجد واقعاً جديداً ينتظر ان يكون له ترددات وتداعيات على المنطقة ككل ولبنان من ضمنها باعتبار وجود قوى محلية كحزب الله تتحرك بناء لأوامر القيادة الإيرانية التي تحتفظ بنفوذ قوي على معظم الاراضي العراقية منذ اجتياح الولايات المتحدة الأميركية للعراق في نيسان 2003 وحتى الآن.

هذه التبدلات غير المنتظرة على الساحة العراقية قلصت كثيراً مفاعيل إعادة انتخاب الأسد و«الانتصارات» الوهمية لتحالف «حزب الله – عون» وأعادت خلط الأوراق من جديد، ليس بالداخل اللبناني في اطار انتخابات الرئاسة فقط وإنما على مستوى المنطقة العربية ككل، الأمر الذي يتطلب من جميع الاطراف دون استثناء وفي مقدمتهم تحالف قوى 8 و14 آذار الاخذ بعين الاعتبار مؤشرات هذه المتغيّرات المتسارعة والعمل معاً قدر الامكان لتدارك أي تداعيات سلبية ناجمة عنها قد تصيب لبنان بشكل أو بآخر، لا سيما في حال اندفاع «حزب الله» للمشاركة بالقتال إلى جانب محور المالكي – طهران بالصراع الدائر هناك حالياً.

ولكن في الحصيلة النهائية، فان مقومات الاستقواء بمفاعيل التطورات السياسية والعسكرية بسوريا لصالح انتخاب النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية كما أعلن عن ذلك صراحة النائب سليمان فرنجية قبل أسبوع تقريباً قد ضعفت بفعل ما حصل بالعراق ولم تعد تفيد بتخويف الخصوم السياسيين، وبالتالي لا بد من البحث الجدي في التخلي عن هذه الأساليب الترهيبية التي لن تفيد الا في إطالة أمد الفراغ الرئاسي ولكن بالطبع لن تؤدي إلى وصول عون إلى سدة الرئاسة الأولى.