بدت الصورة في الساعات الماضية جد ضبابية، فالاستحقاق الرئاسي بات مملا امام الحدث الكروي في بلاد السامبا حيث النجوم يتأهبون لانطلاق المونديال واشعال الفرحة في قلوب سكان الكرة الارضية، وحتى اهل السياسة لا حديث لهم الا عن الكرة المستديرة بعيدا عن هموم الانتخابات الرئاسية وسلسلة الرتب والرواتب والانتخابات النيابية وقانون الانتخاب وكل عدة الشغل السياسية امام الملفات المتراكمة والتي تثقل كاهل المسؤولين واللبنانيين لما تشكله من وجع رأس لا بل «قرف» عند الناس لما آلت اليه الاوضاع من ترد لم يسبق له مثيل وحيث تعالج الاوضاع كافة على طريقة «كيفك يا خال».
من هذا المنطلق الجميع يترقب «المونديال» الآتي من وراء المحيطات ليعطي فسحة امل للبنانيين على امتداد شهر صاخب وحافل، بينما «الماتش» الرئاسي عالق في ظل الخلافات السياسية والانقسامات العمودية بين طرفي الصراع قوى 14 و8 آذار، وما زاد الطين بلة في اطار تنامي الانقسام تمثل بيوم الانتخابات الرئاسية السورية في اليرزة الذي يصفه احد نواب 14 اذار بانه سابع من ايار في 28 ايار ورسالة سياسية تحمل الكثير في طياتها وقد وصلت الرسالة وربما لاحقا، وهنا المخاوف من ان تفتح من جديد صفحة الاغتيالات السياسية والتفجيرات الامنية، يقول النائب لأن المعلومات التي تأتي الى المعنيين وعبر اقنية ديبلوماسية غربية الى بعض الاجهزة الامنية، توحي بامكانية اعادة احياء هذا المسلسل الدموي على خلفيات كثيرة تتصل بالاستحقاق الرئاسي ولاحقا الانتخابات النيابية ربطا بما يجري في سوريا والمنطقة وصولا الى ضرب الاستقرار في لبنان بعد نجاح «الميني» خطط امنية من طرابلس الى بيروت.
واشارت مصادر متابعة لملف الاستحقاق الرئاسي الى ان الصورة في لبنان ستتوضح معالمها خلال اسابيع معدودة، اذ علم ان اتصالات اميركية – فرنسية ستبلغ ذروتها في الايام المقبلة كذلك للامم المتحدة، حيث بدأت المخاوف تدب داخل اروقة المنظمة الدولية الخائفة على لبنان من فراغ رئاسي قد يطول ويطول وما يسببه من انتكاسات وتفجيرات امنية وترهل المؤسسات الدستورية، ناهيك عن الاوضاع الاقتصادية التي لا تبشر بالخير في ظل التقارير الصادرة عن مؤسسات مالية ومصرفية عالمية. فالبعض يرى ان الفراغ باق الى ايلول وثمة من يشير الى مفاجآت نتاج تسوية اقليمية، ما يعني أن كل الاحتمالات واردة والشيء المؤكد انه لا انتخابات رئاسية في المدى المنظور بحسب البعض ممن كانت لهم لقاءات في دول عربية وغربية، اذ يرون ان الاهتمام الدولي في مكان آخر وهنالك تفويض اميركي ودولي لفرنسا لتسوية الملف الرئاسي ولكن فرص نضوج الحل لا زالت بعيدة المنال.