IMLebanon

تلفون «Casse» بين عون والحريري ومعراب والمختارة تشوشان على الخطوط

تلفون «Casse» بين عون والحريري ومعراب والمختارة تشوشان على الخطوط «الوطني الحرّ»: جنبلاط يُريد أخذ الحريري الى حيث لا يجب وهو يُحاول إعادة رسم خطوط تماس جديدة في البلد

وسط موجات التطرف والارهاب التي تضرب بعض الكيانات في منطقة الشرق الاوسط، وتحديداً في دول الجوار، ضاع الاستحقاق الرئاسي وباتت اخباره ثانوية في النشرات ولم يعد موجودا في «الاجندات» الدبلوماسية للمبعوثين الدوليين الذين يتجولون في الشرق الاوسط، واقتصرت الانشطة المتعلقة بالانتخابات الرئاسية على مواعيد متباعدة زمنياً يحددها الرئيس نبيه بري وهي لزوم التشريع البرلماني، اضافة الى ذكر هذه الانتخابات في عظات البطريرك الماروني المصر على اجرائها من ضياع المركز الماروني وتقاسمه بين الشيعة والسنة في السراي الحكومي وساحة النجمة.

وفي ظل غياب اية بوادر جدية تؤدي الى انتخابات حقيقية تقول مصادر متابعة للملف الرئاسي تستمر الاتصالات بين القوى السياسية المحلية الفاعلة لتحقيق خرق بسيط ينهي الجمود الحاصل وعدم المبالاة بهذا الاستحقاق، فالرابية التي انتهجت سياسة التوافق تنظر بعين الريبة الى معراب والمختارة، فالاثنان شريكان رغم العداوة بينهما، الاولى تجسد دائما العداء الابدي والازلي للعماد ميشال عون، فيما الثانية تصر على ان تبقى بيضة القبان في هكذا استحقاقات، وبالتالي ترفع المختارة شعار «لا مكان للاقوياء في المراكز المسيحية»، فتعيين قائد للجيش مثلا لا يمر عادة الا بعد المعاينة الجنبلاطية التي لطالما فرضت المواصفات، كذلك في الانتخابات الرئاسية التي وضعت الشروط المسبقة عبر الاحاطة اللافتة والمميزة في وداع الرئيس ميشال سليمان وفي الترشيح المستمر للنائب هنري حلو.

العارفون والخبراء يعتبرون ان بين الرابية والمختارة تاريخاً حافلاً من الصراع, بدأ عسكريا في سوق الغرب واستمر سياسيا بعد عودة «التسونامية» للعماد عون وبالتالي فان لا «حيط عمار» في العلاقات مستقبلا بينهما، خصوصا ان الامزجة بين عون وجنبلاط لا تتطابق سياسيا او شخصيا، كذلك فان معراب التي امتهنت العداء مع الرابية لن تقف اليوم وتقدم لخصمها حلم العمر، وبالمقابل فان الرابية التي نجحت في فتح ابواب التواصل مع «تيار المستقبل»، لم تنجح بمثله مع القوات اللبنانية فالملفات الثقيلة والمشبعة بشتى الحروب والمعارك لا تسمح بمثل هذا الترف من العلاقات، ويتابع الخبراء بأن واقع الامر ينسحب على المختارة ومعراب لناحية «حيط العمار» الذي لم ولن يبنى بينهما في ظل غياب الكيمياء، الى حرب الجبل التي لا تزال آثارها وتداعياتها ظاهرة حتى الآن.

اذا في ظل التناقضات الواضحة اتي تعيشها المقرات الثلاث، الرابية معراب والمختارة، ينتظرالجميع جواباً نهائياً من الرئيس الحريري الذي بدوره ينتظر التطورات الاقليمية كي يبنى على الشيء جوابه، الى ان يحين الموعد فان المحاولات تجري على قدم وساق لانتزاع جواب من رئيس «تيار المستقبل»، ومعراب والمختارة اللتين جمعتهما الاهداف ذاتها، تريدان قطع الحوار والعودة مجدداً كل الى فريقه والى محوره، على ان يبقى ويستمر وليد بيك بيضة القبان في الاستحقاق الرئاسي حين تزف ساعته الاقليمية .

مصدر في «التيار الوطني الحر» اكد ان محاولة النائب وليد جنبلاط فك الارتباط والتفاوض القائم بين «التيار» و«المستقبل» هي ليست الاولى، ففي العام 2005 حاول عزل الجنرال عن طريق اقامة الحلف الرباعي وادخل بذلك الرئيس سعد الحريري في نفق مسدود، وخسره العلاقة مع «التيار» وافقده القدرة والامكانية على الحكم في هذا البلد، وعلى اثر ذلك وقع الجنرال ميشال عون «ورقة التفاهم» مع «حزب الله» لكف الحلف الرباعي في الدرجة الاولى ودفع ثمنها «تيار المستقبل» الذي كان يعتبر، ان لديه القدرة على استقطاب جميع الافرقاء، ولاسيما وان القوة المسيحية معه، ولكن جنبلاط حاول مراراً كسر الجنرال عون لانه لن يقبل بوجود شخصية مسيحية قوية، وهو امر ليس بغريب عنه، منذ تعاطيه الشأن السياسي، وبناء على ذلك دفع الحريري الى السير مع الفريق المسيحي الاضعف وعاد ونفض يديه من الامر.

واضاف المصدر عام 2008 اوصل جنبلاط البلد الى 7 ايار عندما هدد صديقه مروان حمادة الحكومة بضرورة اتخاذ القرار الذي يقضي بازالة كاميرات المراقبة من محيط مطار بيروت الدولي، وفك شبكة الاتصالات الخاصة بـ«حزب الله» والا سيقدم استقالته، فادخل حماده النائب جنبلاط في خيار ضد المقاومة حفاظاً على مصلحته الشخصية، الامر الذي انعكس على الحريري ودفع ثمنها في 7 ايار.

اليوم يضيف المصدر ان النائب جنبلاط يسعى الى اخذ الحريري الى حيث لا يجب، لا سيما وان هذا الاخير اذا كان لديه ايمان بأن تحالفه مع الجنرال سيؤدي الى وحدة البلد، فان «البيك» يحاول اعادة رسم خطوط تماس جديدة في البلد، وهذا يعني ان خياراته دائماً تنتج عنها الكوارث، لا سيما وان الحريري كان سائرا في خيار الاتيان بالمسيحي القوي وفقاً لخيارات المسيحيين، فان جنبلاط يدفعه بالاتجاه المعاكس لانه لا يريد لعون او للدكتور جعجع ان يصلا الى كرسي الرئاسة الاولى، وهذا الامر ان حصل فان المسيحيين سيدفعون ثمنها لا سيما وان مسيحيي 14 آذار غير مرتاحين لخيارات الحريري التي يتخذها بناء على ما يسره جنبلاط في اذنه وهو بذلك سيدفع الثمن لناحية خسارة ما اكتسبته الطائفة السنية من «اتفاق الطائف».