يقول العماد عون إنّ 17 نائباً فقط ينتخبهم المسيحيون والباقون يصلون إمّا بترجيح غير مسيحي وإمّا بالصوت غير المسيحي الأكثري.
نذكّره بأنّ نواب المتن ونواب كسروان يصلون بأرجحية الصوت الشيعي، ونذكّره أيضاً بأنّه نال ألف صوت زيادة عن منصور البون علماً أنّه نال 1500 صوت شيعي… ولولا هذه الأصوات الشيعية لما كان عون نائباً… فعلى ماذا هذه البطولات الشعبية؟
أمّا المناطق المسيحية الأخرى كالأشرفية وبشرّي وزحلة… فهو لا يصل، لماذا؟… لأنّه لا يوجد الصوت الشيعي بقوّة فيها.
فهذه النتائج تسقط أنّه الأكثر شعبية مع احترامنا له، فليته يورد الأرقام كما هي وليس كما يريدها، ولولا الصوت الشيعي لما حصل على ما لديه من نواب في تكتله… والبرهان أنّ صهره سقط مرّتين متتاليتين على الرغم من تعيينه وزيراً إثر كل سقوط وبالرغم ممّا لديه من إمكانات ونفوذ.
يقول ميشال عون إنّه رفض «الطائف» الذي حكّم سلطة الوصاية بلبنان، وهنا نذكّر العماد عون بأنّ سلطة الوصاية التي ينتقدها ما زالت مستمرّة من خلال حليفه «حزب الله»، وأكثر من ذلك… فهو شخصياً توجّه الى دمشق معززاً مكرّماً تحت ذريعة أنّ سوريا صارت خارج لبنان وبالتالي لم يعد له مشكلة معها، والواقع أنّ سوريا غادرت عسكرياً ولكنها بقيت نفوذاً عبر الحلفاء وأهمهم «حزب الله».
ببساطة وصراحة إذا كان الجنرال يريد حقاً إنتخاب رئيس للجمهورية فليتدخل مع حليفه «حزب الله» الذي يمنع حصول الانتخابات كما منع تشكيل الحكومة عشرة أشهر، ونسترجع هنا كلام صاحب السماحة السيّد حسن نصرالله الذي كان يقول 9+9+9 ونقطة على السطر. ويضيف: اقبلوا بهذا اليوم لأنّه لن يُعرض عليكم في المستقبل، فلماذا لا يتدخل الجنرال مع حليفه ليحل مسألة الرئاسة كما حل مسألة الحكومة؟
ثم نعود الى «الطائف» الذي يقول بتسليم سلاح الميليشيات الى الدولة، فهل سلّم «حزب الله» سلاحه أم استخدمه في الداخل باحتلال بيروت في 7 أيار بسبب موظف في مطار بيروت؟
في أي حال، لا أعتب على العماد ميشال عون لأنّه فعلاً رجلٌ مريض من ناحية، إضافة الى أنّ للعمر حقاً… فالرجل تجاوز الثمانين، وبالإنكليزية يقولون: he can not deliver وتعريبها «لا يستطيع أن يعطي»، أي لم يعد في سن العطاء.