لم تتوقف قوى الثامن من اذار سياسة واعلاما عن التشكيك بتفاهم رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، على دعمه المطلق من دون سواه في معركة رئاسة الجمهورية، فيما شذ عن هذا المشهد رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الذي اعلن صراحة ان «الحريري لن يعطي اصواته لرئيس التيار الوطني الحر رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد المتقاعد ميشال عون»، وزاد فرنجية على ذلك انه في حال اختلفت حساباته ومعلوماته فانه سينزل اليوم الى مجلس النواب مع كتلته، وهذا ما سيتضح في جلسة اليوم، خصوصا ان اعلام حزب الله لم يتوقف عن التشكيك بمعلومات فرنجية لانه يشدد على ان الحريري لن يخذل عون مهما اختلفت الاعتبارات!
وفي اعلام حزب الله ما يؤكد ان «جعجع سيفتح بابا للحريري للتنصل من تفاهمهما»، لان اجواء المعركة باتت تتجه نحو عون ولان الحريري يفضل الف مرة ان يخسر معركته مع عون من ان يربحها مرة مع جعجع، فضلا عن ان التحولات باتت تشير الى ان الحريري قد اعطى تعهدات «لمن يهمه الامر» بأن ينتخب كما كان كلام على ان رئيس تيار المستقبل قد تفاهم من رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط على ان من الافضل لكليهما بناء جسور علاقة مع عون، على امل ان ينسحب الاخير من علاقته التحالفية مع حزب الله؟!
وفي مقابل هذا الكلام، هناك من يجزم بأن الرئيس الحريري في غير وارد التنصل من علاقته الوطيدة مع جعجع، بعدما اكدت التجارب احترام الاخير لكل ما سبق تفاهمهما عليه سياسيا واستراتيجيا، بدليل عدم قدرة الحريري على تحمل تصرفات حزب الله في سوريا وفي علاقته مع قيادة ولي الفقيه في ايران، ما يعني ان على عون ان يبحث عن تفاهم مع الحريري قبل ان يقطع علاقته مع حزب الله، فيما يبدو عون وكأنه بصدد توطيد العلاقة معه، كونه يعرف انه لا شيء من دون الحزب وقوى 8 اذار، فيما يبدو ان المستقلين يفضلون جعجع على «الجنرال» كونه لا يملك سياسة ثابتة، اضافة الى ان طريقة تصرف صهره الوزير جبران باسيل لا تشجع احدا على مد يد التفاهم الى عون؟
واذا كان من مجال للحديث عن مرشح غير جعجع وغير عون، فان اعلام حزب الله لم يتوقف عن «بخ» معلومات متناقضة في هذا السياق ينسبها تباعا الى عدد من السفراء الاجانب ومنهم سفير اميركا وسفير فرنسا، الى حد اقحام سفير السعودية الذي ينسب اليه كلاما على ان المملكة باتت تفضل البحث عن مرشح غير المرشحين الاقوياء، اي غير جعجع وعون، فيما تجزم اوساط سياسية من قوى8 اذار بأن السفير الاميركي ابلغ ذلك الى رئيس مجلس النواب نبيه بري من دون ان يصدر عن رئيس المجلس ما يؤكد ذلك او ينفيه!
وفي رأي مصادر مطلعة في قوى 14 اذار ان اعتبار الساعات الفاصلة عن الخامس والعشرين من هذا الشهر بمثابة «تاريخ لا يرحم من لا يستوعب مهلة او يعطل آليته او يبدد نتيجته الدستورية الوحيدة لجهة انتخاب رئيس الجمهورية». اشارة في هذا السياق الى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يضحك في سره بالنسبة للذين لم يتوقفوا عن الحديث عن رغبته بالتمديد، فيما تأكد لهم متأخرا ان لا مجال لثني الرئيس عن رغبته بالذهاب الى بيته بعد آخر يوم عمل له في قصر بعبدا، بحسب ما سبق له القول انه «ينتظر ساعة الصفر للخلاص من تبعات سياسة العداء المصطنع القائم بين اللبنانيين»!
اللافت اكثر من كل ما عداه، في هذا الوقت بالذات هو «زيارة الدولة» التي قام بها رئيس الحكومة تمام سلام الى المملكة العربية السعودية واجتماعه هناك بكبار المسؤولين، حيث لا بد وان يكون البحث قد تطرق الى الاستحقاق الرئاسي في لبنان، وما تردد عن ان السعودية ليست في وارد التخلي عن حلفائها. والمقصود هنا هو ليس العماد ميشال عون الذي لم يكن في مرة من المرات على علاقة وطيدة مع المملكة(…).
والقصد الاخر والوحيد الذي عنته السعودية بالنسبة الى عدم تخليها عن حلفائها فهؤلاء الذين عنتهم ليسوا غير قوى 14 اذار ممن يهمهم استقرار لبنان وسيادته وابتعاده عن المحاور الاقليمية والدولية اضافة الى ان السعوديين عندما تعهدوا بالسماح بالسياحة الخليجية في لبنان يعنون تجنب الزوار ما يخالف الذين دأبوا على الخطف والسرقة والنهب من غير ان يحسبوا حسابا لسمعة لبنان ومصالح شعبه، وهذا بدوره من ضمن ما ليس منه بد بالنسبة الى البقية الباقية من دول الخليج العربي التي تهمها سلامة رعاياها في لبنان بمعزل عن مقايضتهم بأمور سياسية وشخصية لا طائل منها؟!