IMLebanon

تنبيه قيادي من نتائج مواجهة أميركا لـ”داعش”: لا بد من تحصين الحدود منعاً لتسرّب مسلحين

استغرب عدد من السياسيين “الصحوة المفاجئة” للولايات المتحدة الاميركية وفرنسا على ضرورة التصدي لـ”داعش” عندما وصل مسلحو هذا التنظيم الى ابواب اربيل. لم يتأخر الرئيس الاميركي باراك أوباما في اعطاء الاوامر الى المقاتلات بالتوجه من حاملة الطائرات، “جورج بوش الابن” الى الموصل لقصف التجمعات العسكرية للتنظيم قبل دخوله عاصمة اقليم كردستان حيث التوظيفات الاميركية، للدفاع عنها وحمايتها، مع التذكير بان واشنطن لم تتجاوب مع طلب وزير الخارجية العراقية السابق هوشيار زيباري بقصف مقاتلي “الدولة الاسلامية” عندما كانوا يجتاحون الاراضي العراقية من دون مقاومة عسكرية فيما العسكر يسلمون اسلحتهم الى المهاجمين.

وأشاروا الى ان “صدور قرار التصدي متأخراً خير من الا يأتي ابداً”. ولاحظوا تسابقا اميركيا وفرنسيا على طريقة انهاء ظاهرة هذا “التنظيم” من اجل وضع استراتيجية كفيلة بضمان القضاء على هذه الظاهرة التي ترتكب جرائم ضد الانسانية بذبح الخصم الشيعي والعلوي وارغام السني على التقيد بتعليماته، او لقى المصير نفسه وارغام المسيحي على تغيير مذهبه واذا رفض فإما تصفيته او تصنيفه من أهل الذمة وفرض خوات عليه او طرده الى خارج البلاد واحتلال منزله وممتلكاته. وقفز الى واجهة الاعلام ذبح الصحافي الاميركي انتقاما للضربات الجوية التي تستهدف مواقع “داعش” وفرقه العسكرية والتي أخرت تقدمه واعطت زخما لقوات البشمركة الكردية للتغلب على داعش وطرده من مواقع عسكرية. ولفتوا الى ان اوباما لا يزال عند موقفه بمساعدة القوات المحلية البرية من خلال قصف جوي في العراق لدحر مقاتلي “داعش”، وسيعتمد الاسلوب نفسه بتوجيه ضربات جوية الى المناطق التي يتمركزون فيها. وأفادوا بان “قوننة” جرت وستجرى لمحاربة هذا التنظيم الذي صنفوه من اخطر التنظيمات الارهابية ويجب القضاء عليه بكل السبل المتاحة وبسرعة، وقد رفعت في سبيل ذلك الاجراءات الامنية الاميركية لحماية المصالح الحيوية في كل من لبنان وسوريا والعراق والاردن وبعض الدول الخليجية بعد اعلان “داعش” الحرب على اميركا في العراق وخارجه. وتبلغوا معلومات من ديبلوماسيين ان هناك استراتيجية متكاملة يجري الاعداد لها في واشنطن وتحاول باريس المشاركة بها، فالقيادة العسكرية ترى ان انهاء “داعش” يجب ان يتم من الاماكن التي يسيطر عليها في كل من سوريا والعراق، فيما الديبلوماسية الفرنسية تشجع على حصر القتال في المعارضة السورية التي لا تضم غرباء ومد مقاتليها بالسلاح في سوريا لمقاتلة قوات النظام. وكشفت للمرة الاولى انها زودت تلك المعارضة اسلحة وذخائر في الاشهر الماضية وتوقعوا تقديم دعم لتلك القوات لاستهداف داعش في مناطق واسعة من سوريا.

وايد خبير عسكري رداً على سؤال لـ”النهار” توجه القيادة العسكرية المشتركة للجيش الاميركي، لافتا الى ان “خزان التنظيم “داعش” هو في سوريا، وقد انتقلت قوته العسكرية من هناك الى العراق ويجب استئصاله نهائياً”. ونبه الى ضرورة احكام اقفال الحدود لمنع تسرب الكثير من الداعشيين، لا سيما الاجانب منهم بعدما تبين للجهاز الامني الاميركي ان بين هؤلاء اميركيون اعطيت اسماؤهم لسلطات الحدود اللبنانية للافادة عن دخولهم الاراضي اللبنانية. كما ان بريطانيا ودولا اوروبية اخرى حذت حذو اميركا في هذا الاتجاه.

ونصح احد السياسيين الذي كان يقود قوة عسكرية في ما مضى اكثر من مسؤول التقاه اخيرا بضرورة عدم تكرار غلطة عرسال ايا تكن الظروف لانه “ليس كل مرة تسلم الجرة” وامام الجيش الكثير من المهمات الامنية، من دون ان يعني ذلك ترك الحدود الشرقية والشمالية في وجه اي تسرب للارهابيين.