لم يتوقف «التنسيق الأمني» بين حزب الله ووزارة الداخلية. بعد تجارب الخطط الأمنية في الضاحية والبقاع، وبعد قافلة المساعدات الاولى إلى بلدة طفيل، استقبلت البلدة الحدودية امس قافلة جديدة
مرة جديدة ينجح التنسيق بين حزب الله ووزارة الداخلية في إيصال مساعدات إلى أهالي بلدة طفيل البقاعية. لكن هذه المرة، لم يعقد وزير الداخلية نهاد المشنوق اجتماعاً في الوزارة يضم مسؤولي كل الأجهزة الأمنية، إلى جانب رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب، وفيق صفا. فالغضب الذي واجهه به رفاقه في 14 آذار دفع وزير الداخلية إلى الطلب من المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم استقبال صفا في مكتبه، بدلاً من الوزارة، والتنسيق معه في شأن إدخال قافلة مساعدات جديدة إلى البلدة المحاصرة بجنود الجيش السوري من جهة، وحزب الله من جهة ثانية، ومقاتلي المعارضة السورية من جهة ثالثة.
وبحسب مصادر ميدانية في المنطقة، خرج مسلحو المعارضة السورية من البلدة، لكنهم يسيطرون على جزء من الجرود المحيطة بها، من الجهتين اللبنانية والسورية. وبعد عودته من طفيل أمس، ورداً على سؤال عمّا إذا كان ثمة وجود لمسلحين في البلدة أو حواجز لهم في محيطها وعند مدخلها، أكد مفتي بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي لـ«الأخبار» أن «لا وجود لحواجز للمسلحين، وإنما شاهدنا مسلحين في الجرود، وقد أومأوا إلينا بالعبور ومتابعة سيرنا دون الحديث معهم».
شهر مضى على قافلة المساعدات الأولى لطفيل، التي لم يصل إليها الزفت إلا من منطقة القلمون السورية. يوم أمس وصلت قافلة المساعدات الثانية إلى البلدة، عبر طريق ترابي يصل إليها من لبنان، في سيناريو مشابه لما حصل مع القافلة الأولى، لكن مع فارق وحيد لجهة تغيير المسار المعتمد لدخول البلدة. القافلة المؤلفة من سبع سيارات بيك ـــ آب محملة بألف حصة غذائية ولوازم طبية و250 فرشة و250 حراماً، ولوازم بئر مياه إضافة إلى ألف حصة نظافة، انطلقت من محلة عين بورضاي في بعلبك، وسط مواكبة أمنية مشددة من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأمن العام، وسيارات للصليب الأحمر، سالكة الطريق إلى جرود بريتال. وتعثر وصول القافلة إلى محلة رأس الحرف، بسبب «ضرورات أمنية» على حد تعبير مسؤول أمني من جهة، ومن جهة ثانية بسبب اعتراض القافلة من قبل عدد من أفراد عائلة المخطوف ياسر علي إسماعيل (من بلدة بريتال) الذي خطف منذ أكثر من سبعة أشهر في محلة رأس الحرف، حيث تعهد مفتي بعلبك ـــ الهرمل الشيخ بكر الرفاعي تقصي معلومات عن مصير ابنهم.
القافلة، بالنظر إلى «الضرورات الأمنية»، اضطرت مرغمة إلى تغيير مسارها واعتماد معبر حام ـــ طفيل، وهو المعبر الأكثر وعورة، للوصول إلى البلدة المحاصرة منذ أشهر.
في نقطة أدنى من محلة رأس الحرف تجمعت القوة الأمنية اللبنانية، واستحدث عناصر الأمن العام نقطة عبور، فدخلت القافلة «طفيل 2 الإغاثية» إلى بلدة طفيل، برفقة المفتي الرفاعي والشيخ حسام الغالي المنسق العام لاتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية، ومختار بلدة طفيل علي الشوم بالإضافة إلى سيارات للصليب الأحمر نقلت 11 جريحاً إلى البلدة، كانوا قد أخرِجوا منها إبان دخول القافلة الأولى إلى البلدة، حيث أنهوا علاجهم في مستشفيات البقاع الغربي، وهم نسوة وأطفال وشبان بعضهم مصاب بشظايا. القافلة ضمت أيضاً 21 نازحاً لبنانياً وسورياً، من بينهم نساء وأطفال كانوا قد نزحوا سابقاً عن البلدة بسبب القصف.
القافلة «طفيل 2» جاءت بهدف «التخفيف من معاناة أهل الطفيل واللاجئين السوريين فيها»، بحسب الرفاعي الذي أكد لـ«الأخبار» أنها أوصلت كمية كبيرة جداً من المساعدات لأهالي طفيل، وهي تفوق كمية القافلة الأولى «بثلاثة أضعاف». وأوضح أن أهالي طفيل ناشدوا المساعدة بتصريف موسم الكرز الواعد لديهم، فضلاً عن المساعدة في معالجة مشكلة بئر المياه. وأكد الرفاعي أن القافلة حملت إلى طفيل جزءاً من المعدات اللازمة لاستخراج المياه من البئر، على أن تُنقل معدات أخرى بعد يومين، عبر بلدة عرسال، هي قساطل خاصة للبئر ونقل المياه». ولفت الرفاعي إلى متابعته موضوع الشاب ياسر إسماعيل، وقد تلقى «وعوداً جدّية لكشف مصيره بعد لقاءات عدة مع الناس اللي لهم رأي في البلدة».
مختار البلدة علي شوم شكر كلاً من وزير الداخلية ودار الفتوى وهيئة الإغاثة الدولية والجمعيات الخيرية، مشيراً إلى أن المساعدات «شبه كافية»، وأن المطلب الأساسي للبلدة شق طريق «يربط طفيل بلبنان».