IMLebanon

توريط بكركي من خلال مزاعم؟!

اعلن النائب سيمون ابي رميا ان «مطارنة موارنة اعتبروا طرح الجنرال ميشال عون انتخاب رئيس الجمهورية بواسطة الشعب ذكيا» من غير ان يأتي على ذكر اي اسم من هؤلاء الذين زعم انهم وجدوا «الطرح ذكيا»، الى درجة  دفعت اعلاميين الى القول انهم راجعوا «سعادة النائب» من غير ان يحصلوا على اسم واحد من المطارنة المزعومين، مع الاخذ في الاعتبار ان المتسائلين قد حشروا ابي رميا على امل ان يفصح لهم عن اسم اي مطران ممن قصدتهم، عن خطأ او ربما لاقناع الجنرال بانه مستعد للدفاع عن وجهة نظره ليس الا؟!

البطريرك الماروني بلغه النبأ وقيل عن اوساط مقربة منه انه فهم القصد من وراء الخبر على اساس ان احدا من الشخصيات المارونية السياسية او الروحية لم يبارك لعون اجتهاده الدستوري والا ما معنى الصمت الذي رافق رد الفعل الذي صدر عنه، بما في ذلك الرد القائل «ان مطارنة موارنة اعتبروا طرح عون انتخاب رئيس الجمهورية بواسطة الشعب تصرفا ذكيا» وهذا القول الهدف منه تغطية مزاعم ابي رميا، كي لا نقول كذبته الفاضحة التي اطلقها على امل ارضاء الجنرال بما في ذلك الحصول على رد فعل يجر بعض رجال الدين الى القول ان «طرح عون ذكي» فيما كان اجماع على ان الطرح مقطوع منه الامل، حتى من جانب من اطلقه طالما انه غير مؤمن به؟!

هل من الضروري ان يصدر بيان عن بكركي  ليس لنفي كلام ابي رميا، بل لتصحيح وجهة النظر المارونية التي اقتصرت حتى الان على جماعة عون، وهي قلة من ضمن الاطار النيابي الواسع الذي يتمتع به عون وبعض من يعنيهم امره بالنسبة الى الانتخابات الرئاسية التي كرسها عون بصورة مفضوحة، وزايد عليه نائبه سيمون ابي رميا، مع العلم ان مجلس المطارنة الموارنة هو المخول الكلام على الموضوع من غير حاجة الى مقاربته بمطلق وسيلة متاحة، الا في حال كان المقصود بــ «المطارنة الموارنة» احد «خوارنة» منطقة معينة من شمال لبنان مشهود له بالاستعداد للتضحية بتوبة الكهنوني مقابل ارضاء الجنرال (…) ومقابل اغضاب خصمه السياسي – الماروني رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع؟!

ويخطئ من يعتقد او يتصور ان الجماعة الشمالية المعترضة على ترشح جعجع راضية عن الكلام الذي نمي الى الخوري المقصود ليس لانه قال كلاما لا يعبر عن الحقيقة بل لانه قال ما معناه «النطق الخاطئ بمزاعم ليس لها محل من الحقيقة» الى الحد  الذي يستدعيه الى طلب الاعتذار من البطريرك الراعي قبل ان تتطور الامور الى ما فيه اسوأ مما هو مرجو عونيا المدعو شخصيا الى تصحيح مزاعم نائبه قبل ان يطالب بفعل ليس مكانه موضوع رئاسة الجمهورية، اقله لان بكركي غير مستعد لان تدعم عون اكثر مما قصده بالنسبة الى توريطها جريا على عادته منذ اوفد جماعته الى بكركي اواخر الثمانينات للاعتداء على البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، من غير ان يصحح الخطأ الذي وقع فيه لحظة سماعه بان البطريرك الماروني حذره من «الحرمان الكنسي» في حال لم يوقف حربه على الموجة المسيحية مع خصومه القوات اللبنانية (…)

هل تتطور مزاعم النائب سيمون ابي رميا الى حد صدور بيان تكذيبي عن بكركي، في حال لم يكذب عون مزاعمه «لان ما قاله يجافي الحقيقة والواقع، اضافة الى انه يكذب ما ليس فيه اي وجه للحقيقة، الى درجة اقحام المطارنة الموارنة في قول لم يصدر عنهم!

رب قائل ان من واجب بكركي تصحيح ما ورد على لسان ابي رميا، كي لا تظهر وكأنها مع ما اقترحه عون وليس في اية مسحة من الحقيقة، لاسيما ان ما نسب كذبا الى «مطارنة موارنة» يحتاج اقله الى التصحيح، كي لا تتطور الامور الى اجتهادات من شأنها توريط الطائفة ككل في ما ليس له من نصيب من الحقيقة، اضافة الى ان ما قاله «الخوري الشمالي» لا يعبر صراحة عن رأي بكركي التي وجدت نفسها محرجة بين ان تصحح الخطأ وبين ان ترفض مقولة عون مهما اختلفت الاعتبارات حتى ولو وصل الامر الى حد تكذيبه علنا!

ان كلام النائب سيمون ابي رميا بلغ ذروة التحدي الماروني، لانه لا ينطبق على الواقع، بقدر ما يحتاج الى دحض كي لا تظهر بكركي انها مع ما زعمه للتستر على حقيقة ما اراده الجنرال من وراء طرحه الدستوري مع العلم ان المآخذ عليه اكثر من ان تحصى، حيث كان من الواجب القول ان عون اطلع البطريركية المارونية على ما هو بصدده، كي لا تظهر الكذبة، وكأنها اكبر من الحدث بحد ذاته، فضلا عن ان الذين بلغتهم المزاعم شعروا بامتعاض بمستوى شعورهم بوجود رغبة بتوريط البطريرك الراعي واقحامه بما يرفضه في المطلق!