IMLebanon

توقع قمّة للأقطاب الموارنة في بكركي بحضور فاتيكاني الحريري يُبلغ جوابه النهائي لعون خلال ساعات

 

يبدو ان البطريرك الماروني نجح في تحقيق خرق جزئي في جدار الازمة القائمة على صعيد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، خالقا ديناميكية جديدة تمحورت حول الطرح الذي حمله الى الرئيس نبيه بري عشية سفره الى الفاتيكان والقاضي بتسيير الرئيس ميشال سليمان اعمال الرئاسة. ضغط بطريركي، اثار اهتمامات كثيرة خصوصا في صفوف الثامن من آذار، فتحرك المفتي قباني باتجاه بكركي، بعدما افشلت الضغوط السياسية مساعي الاخيرة لعقد قمة روحية بداية ووطنية لاحقا، التي يتوقع ان يزورها خلال الساعات المقبلة وفد من حزب الله، بعد رسالة العتب والامتعاض التي وصلت اصداؤها الى حارة حريك، عارضا مسألة الانتخابات الرئاسية متطرقا عَرضاً لموضوع الزيارة الى القدس.

فالاستياء البطريركي ارتفع منسوبه، مع توافر معلومات لبكركي، بحسب مصادرها، عن اعتماد بعض الافرقاء الفاعلين في ملف الانتخابات الرئاسية وسائل تخرج عن الاطار المسموح به لضرب مرشحين معينين والتصويب على الحركة التي يقومون بها، والتي تطال شظاياها الصرح ، بعد وقوف هذه الجهات نفسها وراء الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الاعلام ، متناولة البطريرك بشخصه. واعتبرت مصادرفي 14 آذار في هذا الاطار ان زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية الى بكركي واعلانه استعداده للانسحاب من المعركة لمصلحة مرشح آخر من 14 آذار، قد يكون الرئيس امين الجميل او الوزير بطرس حرب، بعد اطلاق الاخيرين حركة اتصالات ناشطة، حرك الغرف السوداء، فعطلت شبكة الاتصالات الخليوية عمداً للاضرار بوزير الاتصالات بعد تسريب اسمه في لائحة ضمت مستفدين من بنك المدينة، كما سربت «ويكيليكس» برقية «مشبوهة» مؤرخة في 4 كانون الاول 2006 ، حول لقاء بين الرئيس امين الجميل والسيد حسن نصرالله ، وفيها معازم عن كراهية الاخير للرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، وكلام حول رجال الاستخبارات السورية في لبنان ، بحسب مصادر كتائبية، هدفها ضرب الجسور التي يحاول الجميل مدها، لتستتبع بزج مشبوه لاسم رئيس حزب الكتائب في ملف رجل المافيا اليطالي مرسيلو ديللوتري، القريب جدا من رئيس الوزراء الايطالي السابق سيلفيو برلسكوني، الذي استجويته المحامية العامة التمييزية، في حضور وكيله المحامي اكرم عازوري، الذي ترافع عن اللواء جميل السيد، حول الاتهامات التي اسندها اليه القضاء الايطالي والمتصلة بقضايا فساد مالي وارتباطه بمافيا ايطالية، وما نشر عن ان برلسكوني اوفده الى بيروت، لتوفير الدعم المادي للرئيس امين الجميل، المرشح للرئاسة اللبنانية مجددا بناء لطلب فلاديمير بوتين، مذكرة في هذا المجال بالحملة المشبوهة عقب اغتيال الشهيد بيار الجميل التي تحدثت عن وقوف المافيا وراء العملية.

غير ان مصادر بكركي لم تنف امكانية عقد لقاء للاقطاب الموارنة، في حال وصول المشاورات الى خواتيمها السعيدة، قد تشارك فيه شخصية فاتيكانية رفيعة بتكليف مباشر من قداسة البابا في اطار الجهود التي يبذلها الكرسي الرسولي الذي يرفض حتى الساعة استقبال اي من المرشحين او ممثلين عنهم، علما ان موفدين بابويين زارا لبنان سابقا واجريا سلسلة لقاءات غير سياسية ،رغم عدم حماسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لعقد هذا الاجتماع ما لم يحظ مسبقاً بضمانات قاطعة من شأنها ان تُنجِح الاجتماع في التوافق على مرشح يدعمه الجميع وهو امر يكاد التوصل اليه ان يكون مستحيلاً.

الا ان الاستحقاق الرئاسي الذي دخل غرفة العناية الفائقة، مع قرب شغور الموقع المسيحي الاول في لبنان والوحيد في العالم العربي، فتح الطريق وبحسب مصادر متابعة على احتمالات غامضة تجعل الانتخابات الرئاسية رهينة اللعبة الخارجية وبازار مساوماتها ومقايضاتها، عبر ربطه بالأزمات المتفجرة كما بمساعي سحب «فتائل» بعض القضايا الساخنة، التي بدأت تلوح افقها من الرياض مع الدعوة التي وجهتها المملكة لوزير الخارجية الايراني مبدية استعدادها للتفاوض، بعد الرسائل الايجابية التي وصلتها، في تطور له انعكاساته على لبنان وسوريا، رغم الكلام المسرب عن اولوية اليمن والعراق حاليا على جدول الاعمال.

فبموازاة الآمال المعقودة على التقارب السعودي – الايراني ومفاعيله المرتقبة على ازمات المنطقة، يبقى الضغط الخارجي الدولي في اتجاه انجاز الاستحقاق الرئاسي قائما، اذ لم تفقد بعض المرجعيات تضيف المصادر الإيمان بإمكان حدوث تحرك دولي حاسم ينقذ الاستحقاق الرئاسي في الموعد المحدد ومعه لبنان، مستندة الى الظروف المماثلة التي حتمت تأليف الحكومة السلامية. يعزز هذا التوجه، المخاطر الجمة، الدستورية والاجرائية والأمنية والمطلبية التي ستعترض حكومة تصريف الأعمال، في ظل ما نقل عن مخاوف دبلوماسية من تدهور الوضع الأمني رغم وجود الحكومة الجامعة التي نجحت الى حد بعيد في التعاطي مع الملف الأمني الا أن الفراغ الرئاسي يشرّع الأبواب على كل الاحتمالات.

من هنا جاء الكشف عن الحركة الدبلوماسية الناشطة التي تشهدها الساحة الداخلية ،مع تشكيل سفراء الاتحاد الاوروبي في لبنان مع السفير الاميركي ديفيد هيل والممثل المقيم للامين العام للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، ومن خلفهم الدول التي يمثلونها، «خلية الأزمة» تجتمع اسبوعيا لمواكبةً التطورات الداخلية اللبنانية وسط معلومات عن ان بياناً سيصدر عنها في الساعات المقبلة وقبل الجلسة الرابعة للانتخابات الرئاسية يتلوه الاخير، فيما سربت مصادر دبلوماسية غربية في نيويورك عن معلومات تتردد في أروقة الامم المتحدة مفادها ان الامين العام بان كي مون، عازم على اصدار بيان في وقت لم يعد بعيدا، يضمنه موقفا من الاستحقاق اللبناني ، داعيا الى اعتبار توفير النصاب القانوني لجلسة الانتخاب امراً ضرورياً وان حصول الانتخابات أهمّ من الشخص الذي يمكن ان يصل، عشية وصول موفد فرنسي رفيع الى بيروت، بالتزامن مع دعوة سيوجهها صندوق النقد الدولي للاسرة الدولية لزيادة حجم مساعداتها للبنان، رابطا الامر بما اسماه دولة مكتملة المؤسسات، بما فيها مسألة الانتخابات الرئاسية.

يجمع اكثر من مراقب سياسي على وصف جلسة الخميس بالمفصلية، باعتبار ان ما بعدها لن يكون حكما كما ما قبلها، مع دخول الاستحقاق مرحلة الايام العشرة الاخيرة التي يتحول فيها المجلس النيابي الى هيئة ناخبة ويترتب عليه الشروع حالا في انتخاب رئيس دون مناقشة اي عمل آخر استنادا الى نص المادة 75 من الدستور، علما ان كل المعطيات حتى الآن تشير بحسب المصادر المتابعة للملف الرئاسي إلى ان لا تبدلات في المشهد الرئاسي، ما يعني أن الرابعة ستكون نسخة غير منقحة عن الثالثة والثانية، عشية الكشف أنّ جوابًا نهائيًا من رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري سيصل لرئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون خلال ساعات بشأن عدم السير بترشيحه لرئاسة الجمهورية، واعتبار مصادر سعودية ان وجود وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في الرياض هو للمشاركة في منتدى اقتصادي ولا علاقة له باي نقاش حول الملف الرئاسي اللبناني.

بين فتوى وزير الشباب والرياضة العميد الحناوي، وما طرحه النائب هادي حبيش، في ما خص استمرار الرئيس في ممارسة مهامه، يبدو ان هناك جوا بما تبقى من أيام لولاية رئيس الجمهورية، يوحي بشيء ما يطبخ في الكواليس؟ فهل تصح رؤيا البطريرك الذي بادر عند استقباله الرئيس الجميل الى القول «اهلا بباني الجسور، لماذا لا ينتخبونك رئيسا؟»، لتكتمل بذلك رسالة برلسكوني ويتحقق مطلب بوتين، فتكون التسوية امين الجميل رئيسا باتفاق اميركي-روسي؟ ومن المستفيد من تسريبات «ويكيلكس» في هذا الوقت بالذات؟ ومن يقف وراء الحملات الاعلامية في الخارج؟