بعدما اشتد الخناق على المجموعات المسلحة في جرود القلمون وعرسال، قررت نقل المواجهة الى الداخل اللبناني، مستغلة عنوان النازحين الانساني، ذلك بأن لبنان لم يقفل حدوده بوجه النازحين وكذلك الجرحى من المسلحين ممن كانت تتزايد أعداهم يوميا وتخصص لهم مستشفيات ومستوصفات ميدانية في عرسال.
في هذا السياق، قرر قائد ما يسمى «لواء فجر الاسلام» عماد احمد جمعة («ابو احمد جمعة») استغلال عملية نقل الجرحى السوريين الى بلدة عرسال للمعالجة ودخل معهم بهدف استطلاع مراكز الجيش اللبناني، تمهيدا لتنفيذ عمل أمني يستهدفها، بتكليف من تنظيم «داعش» الذي أعلن مبايعته له منذ شهر، منهيا كل صلة له بـ«جبهة النصرة».
ووفق المعلومات فان تقاطعا حصل نتيجة جهد امني مكثف للجيش اللبناني افضى الى كشف تحرك الارهابي «ابو احمد»، حيث تم توقيفه من قبل مخابرات الجيش، وجاءت التطورات التي أعقبت «الكمين» لتؤكد خطورة هذا الارهابي، اذ عمدت المجموعات الارهابية المسلحة الى مهاجمة مراكز الجيش في المنطقة وتحديدا في المعيصرة وحميد والحصن، فاستبسل العسكريون في الدفاع عن مواقعهم حتى وصول تعزيزات متعددة من الجيش اللبناني.
وتضيف المعلومات ان الجيش اللبناني الذي خاض ولا يزال حربا شرسة في مواجهة الارهابيين، تمكن من استرجاع مركزين عسكريين من اصل ثلاثة، وهو يخوض معارك ضارية لاسترجاع الثالث.
وفي الوقت ذاته، عمد مسلحون من داخل عرسال الى تطويق فصيلة درك البلدة واقتحامها والسطو على الاسلحة والعتاد والآليات فيها واختطاف العسكريين، حيث تم تركيب فيدو مصور لهم يعلنون فيه انشقاقهم عن قوى الامن. وتقول مصادر معنية أن المضحك المبكي في هذا الشريط «هو اعلان انشقاقهم عن حزب الله»، وتضيف أن زعم المدعو «ابو طاقية» (مصطفى الحجيري) ان العسكريين ضيوف لديه، هو تأكيد لا يقبل الشك على انغماسه في الاعتداء على الشرعية اللبنانية وعلى بلدة عرسال التي سقطت ضحية بأيدي الارهابيين».
وتشير المصادر الى «ان بعض الطروحات المسربة عن وقف لاطلاق النار او غيرها هي مجرد ذر للرماد في عيون الحقيقة الساطعة، وبالتالي هناك سقف لكل الطروحات، وايضا هناك سقف لأي كلام حول من اين يجب ان تبدأ المعالجات، اذ لا يتوهمنّ احد ان بامكانه تمييع الامور والمساومة على قطرة دم واحدة سقطت من العسكريين الابطال».
وختمت المصادر ان المؤتمر الصحافي الذي عقده قائد الجيش العماد جان قهوجي، حدد مسار الامور وفق مرتكزات ثلاثة هي: طمأنة اللبنانيين الذين عبروا بكل الوسائل عن احتضانهم للجيش، التأكيد على استمرار العملية العسكرية حتى اعادة فرض الامن وفق منطوق الشرعية اللبنانية، الالتفاف الوطني العارم حول المؤسسة العسكرية التي تخوض مواجهة دفاعا عن كل اللبنانيين. لذلك فان مواقف العماد قهوجي اكدت علو يد الجيش بما يجعل اللبنانيين متيقنين من ان النصر سيكون حليف الجيش في هذه المواجهة».
عماد احمد جمعة
قيادي بارز في «لواء فجر الإسلام» الذي أعلن مبايعته لزعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي في الأيام الماضية.
واللواء المذكور هو أحد الفصائل التي نشطت في معركة القصير، ومن بعدها في معارك القلمون.
ويقول ناشط سوري مقيم في عرسال إن جمعة يتنقل بشكل مستمر بين البلدة والجرود.
جمعة في العقد الرابع من عمره، وعمل بشكل وثيق مع «جبهة النصرة» حيث لم يكن في الإمكان الفصل بينها وبين فصائل وألوية صغيرة مقاتلة في المعارضة السورية، خصوصاً خلال معركة القصير.
وتوضح تغريدة على «تويتر» لأحد الناشطين السوريين أن «أبو جمعة، القيادي في فجر الإسلام، طور مؤخراً صاروخاً حرارياً، وتم ضرب طائرة به بالقرب من مطار كويرس العسكري».
ومن المنتظر ان تكشف التحقيقات مع الموقوف مدى اهميته القيادية والأدوار التي قام بها، بحيث يرى مراقبون ان ردة فعل المعارضين السوريين في عرسال على اعتقاله تثبت انه ليس قيادياً عادياً.
وتقول المعلومات إن أبو أحمد جمعة انتمى في البداية إلى «جبهة النصرة» وشارك في معارك في ريف حمص وفي منطقة القلمون، وأخيراً أعلن مبايعته لأبي بكر البغدادي وانضم إلى تنظيم «داعش» وكان مع مسلحين تابعين له يتنقل بين القلمون وحمص.