IMLebanon

توقّعات ديبلوماسية غربية بإعادة تحريك ملف الإنتخابات الرئاسية في غضون الأسابيع المقبلة

توقّعات ديبلوماسية غربية بإعادة تحريك ملف الإنتخابات الرئاسية في غضون الأسابيع المقبلة

عودة واشنطن لقيادة الحرب على «داعش» يؤهّلها لدور مؤثِّر بإنتخاب رئيس الجمهورية

لا يمكن لأحد أن يتجاهل الواقع المستجد والدور البارز الذي تضطلع به الولايات المتحدة والذي يؤمل من خلاله أن يؤدي الى دعم ومساعدة لبنان

يتوقع ديبلوماسي غربي بارز في بيروت أن تتسارع الاتصالات والمشاورات خلال الأسابيع القليلة المقبلة بين كبار السياسيين لإنهاء الجمود الحاصل في ملف الانتخابات الرئاسية، برغم الأجواء التشاؤمية التي تظلل هذا الملف في الوقت الحاضر وانحسار الاتصالات المحلية والإقليمية والدولية الى الحد الأدنى، بفعل التعطيل المتعمّد لزعيم «التيار العوني» النائب ميشال عون الذي يتمسّك ويصرّ على أن يكون المرشح الوحيد لا يضاهيه أحد لمنصب الرئاسة الأولى بمساندة مكشوفة من حليفه «حزب الله» الذي يتلطى وراء عون لحسابات وغايات محض إقليمية تتعلق بالخطط والمشاريع التسلطية للنظام الإيراني في المنطقة العربية خلافاً لما يدّعيه الحزب علناً لذلك، لأنه وعلى مر التجارب يضمر غير ما يعلن أمام الرأي العام ويتحرك في إطار ما تمليه عليه السياسة الإيرانية العليا وليس مصلحة لبنان واللبنانيين.

ويستند الديبلوماسي الغربي في توقعاته هذه الى جملة تطورات ووقائع حصلت في لبنان والمنطقة العربية في الآونة الأخيرة، يؤمل من خلالها أن تؤدي الى إخراج ملف الانتخابات الرئاسية من هيمنة التعطيل المتعمّد بعد أن تبدّلت الظروف والمعطيات التي كانت تتحكم بهذا الملف خلال الأشهر الماضية خصوصاً ما جرى في العراق بفعل تمدّد تنظيم «داعش» الى مناطق واسعة وتهديده لكيان الدولة ككل وتوسعه في سوريا على حساب ثورة الشعب السوري وتهديده المباشر لجميع دول الجوار بشكل مباشر او غير مباشر، مما استوجب تحركات واتصالات على اعلى المستويات للدول المعنية بهذا التهديد الاستثنائي لاعلان مواقف متقاربة الى حدود التلاقي لمواجهة هذا الخطر المحدق واتخاذ ما يلزم من اجراءات احترازية وضرورية لتحقيق هذا الهدف الذي بات يتقدم على ما عداه من مشاكل وازمات تعصف بالعديد من الدول العربية.

ومن وجهة نظر الدبلوماسي الغربي، فإن القاسم المشترك بين معظم هذه الدول المتضررة من تعاظم قوة ونفوذ وانتشار هذا التنظيم الاصولي الارهابي، هو التوجه للولايات المتحدة الاميركية ومناشدتها التدخل بسرعة لمحاربته والقضاء على هذا التنظيم بمن فيهم ايران التي كانت تناهض واشنطن في كل مناسبة وتعلن العداء لها امام الرأي العام الايراني تحديداً لابقائه منشغلاً بهذا الشعور تجاه اكبر دولة في العالم منذ نشأة الثورة الايرانية، في حين ان الوقائع الملموسة تظهر تبدد هذه السياسة بالخفاء بعد سلسلة اتصالات جرت بين المعنيين من الدولتين على هامش حل مسألة الملف «النووي» الايراني توصلهما الى تفاهمات لفتح صفحة جديدة بينهما بدأت تظهر ملامحها بتحرير قسم من الاموال الايرانية المجمدة في الولايات المتحدة الاميركية منذ زمن، والتنسيق المستمر في الكثير من المسائل والقضايا ومن بينها حالياً الاستنجاد بالقوات العسكرية الاميركية لدحر داعش والقضاء عليها، بعدما عجزت القوات العسكرية العراقية المدعومة من حكومة طهران بالمليشيات والخبرات العسكرية والمستشارين المخضرمين عن تحقيق هذا الهدف، بل واكثر من ذلك انهارت كلياً وكأنها غير موجودة برغم كل الامكانات الضخمة التي تتمتع بها للقيام بالمهمات المنوطة بها.

ويعتبر الدبلوماسي المذكور ان تجاوب الادارة الاميركية مع الدعوات والمناشدات الموجهة لها واضطلاعها بدور رئيسي ومهم بمحاربة «داعش» من خلال الغارات الجوية التي احدثت تبدلاً تدريجياً لصالح القوات العراقية والتحركات التي بدأتها مع كل حلفائها الغربيين لحشد القوى العسكرية والسياسية لاستكمال الحرب المطلوبة على هذا التنظيم الارهابي، سيعطي واشنطن القدرة على القيام بالتحركات الفاعلة والأساسية لمقاربة المشاكل والملفات المطروحة، وقد تستغل هذه العودة بهذا الزخم الى الساحة العراقية ومن بعدها إلى سوريا لأنه لا يمكن القضاء على هذا التنظيم في العراق وحده دون سوريا، للعب دور فاعل في ملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية في القريب العاجل، لا سيما بعدما بدأت أضرار وتداعيات تمدد تنظيم «داعش» تطرق الباب اللبناني، إن كان من خلال الاعتداءات الارهابية التي شنها ضد مواقع الجيش اللبناني في عرسال وجوارها، او من خلال التهديدات المتواصلة التي توجه ضد لبنان على خلفية استمرار مشاركة «حزب الله» بالقتال الى جانب نظام الأسد ضد ثورة الشعب في سوريا.

وفي اعتقاد الدبلوماسي الغربي البارز انه لا يمكن لأحد ان يتجاهل الواقع المستجد والدور البارز والأساس الذي تضطلع به الولايات المتحدة في هذه المنطقة المضطربة حالياً، والذي يؤمل من خلاله أن يؤدي إلى دعم ومساعدة لبنان، ليس عسكرياً فقط من خلال المساعدات التي تقدّم وهي ضرورية لمحاربة الإرهاب، وإنما من خلال اعادة تحريك ملف الانتخابات الرئاسية بأسرع وقت ممكن، لأن بقاء لبنان من دون رئيس للجمهورية لوقت اطول مما كان متوقعاً وفي ظل الظروف الدقيقة والصعبة والخطيرة على حد سواء، سيعرضه لمخاطر غير محمودة، والدول الكبرى المؤثرة تعي ذلك تماماً.