IMLebanon

ثغرتان تُعرقلان هزيمة «داعش»

 

غداً يطلّ الرئيس الأميركي باراك أوباما ليعلن خطته التي طال انتظارها. لم تعد سياسة الإحتواء مُجدية، والضغوط على الإدارة الأميركية تتزايد من داخل الكونغرس ومجلس النواب والنخب الفكرية والسياسية في واشنطن مطالبة باستراتيجية لمواجهة «داعش».

لا استراتيجية حتى الآن على رغم تزايد الضربات الجوية الأميركية على بعض تحركات «داعش» وتحصيناتها في العراق في الفترة الأخيرة.

لا تستطيع الولايات المتحدة حسم المعركة ضد «داعش» في العراق وتركها طليقة في سوريا، تخطّط وتدرّب وتجنّد وتتمدّد في كل الإتجاهات، وبكل الأشكال.

وليس في يد واشنطن خيارات كثيرة في سوريا. فهي لا تريد تقوية النظام، ولا التورّط في الحرب الأهلية. تحسب خطواتها بدقة: إذا ضربنا «داعش» في سوريا وأطلق النظام صواريخه على طائراتنا، ماذا نفعل؟

إذا ضربنا أنظمة الرادار والرصد السورية لنكمل على «داعش»، قد نقوّض المفاوضات مع إيران، وهذا ما لا نريده. وإذا نسّقنا مع النظام إنهارت صدقيّتنا وتصدّعت العلاقات مع حلفائنا، وانهمرت الحملات داخل أميركا ضدنا.

أساساً، إن عدم وجود استراتيجية أميركية في التعامل مع النزاع الكارثي السوري عزّز فرص انتشار الحركات الإرهابية ولا سيما منها «داعش». وهناك من يأخذ على البيت الأبيض أنه لم يفعل شيئاً عندما كان السنّة يُذبحون في سوريا، ولكنه لم يتأخر عن التدخل عبر سلاح الجو الأميركي والمساعدات الطارئة عندما تعرّض الأزيديّون والمسيحيّون والأكراد في العراق لمذابح «داعش».

هذا الواقع يكشف ثغرتين في أي خطة لإنهاء «داعش»:

الأولى، ما لم تُحل الأزمة السورية لن تُحل «دولة داعش»، ولن يتوقف بطشها وتوسّعها وزيادة تهديداتها لدول المنطقة، وحتى أوروبا وأميركا. ثم مَن هي القوى البرّية التي ستهاجم «داعش» في سوريا؟

الثانية، ما لم يتم التوصل الى تسوية سياسية في المنطقة على قاعدة إعادة الإعتبار للثقل السنّي، وبالتالي إقناع العشائر السنيّة العراقية بمقاتلة «داعش»، فإن الضربات الأميركية الجوية والقوات الخاصة العراقية لن تكون كافية لهزيمة «دولة الخلافة»، خصوصاً أن عديد هذه القوات محدود نسبياً.

من هنا ترتكز خطة أوباما على تحالف دولي – إقليمي، تُضفي المشاركة السنيّة فيه مالياً وعسكرياً ومخابراتياً شرعية لمحاربة «داعش».

لن يبدأ الهجوم بعد إعلان أوباما غداً، لأنه بدأ أصلاً قبل التحالف.

فالطائرات الأميركية تقصف المواقع التي يهاجمها الجيش العراقي وخصوصاً القوات الخاصة «والألوية الذهبية» التي دُرِّبت في الولايات المتحدة الأميركية والأردن، والبشمركة والميليشيات الشيعية في العراق، و»داعش» بدأت تنكفىء ببطء. ومع ذلك تبقى المعركة طويلة وقاسية.

والسؤال: هل يستفيق اللبنانيون الغارقون في تبادل الإتهامات ويبحثون لماذا يتمّ تجاهلهم في التحالف ضد «داعش»، مع أن هناك خطراً كبيراً في أن ينسلّ الإرهابيون بثياب نازحين الى لبنان، وتحديداً الى داخل المخيمات عندما تتشتّت قوّاتهم وتنهزم كتائبهم؟