IMLebanon

ثورة البطريرك… لبيك مار بشارة!

صرخة البطريرك بشارة الراعي الغاضبة ستضيع مرة جديدة في البرية السياسية اللبنانية المتوحشة، التي تعطل السلطات وتشلّ الدستور وتحرّف القوانين وتدفع بالدولة الى الإنهيار الكامل لتضع البلد على حافة الدولة الفاشلة.

ليس هناك الآن يا سيدنا من يسمع، ربما لأن عدداً كبيراً من النواب الأكارم يعمل لترتيب السيناريو الفظ الذي يريد ان يصوّر “للخراف” اللبنانيين، ان التمديد للنواب مرة ثانية ولمدة عامين، ضرورة وطنية واستحقاق ملحّ يحولان دون سقوط لبنان في الفراغ الكامل، لكن، من يصدّق هذه الحيل والأحابيل يكن في الهبل الكامل!

ان المواطن اللبناني المقهور واليائس والخائف، والمحاصر بالذعر من حزام النار الذي يلف المنطقة، ومن حزام البؤس المتزايد الذي يخنقه، ومن أحزمة الوقاحة السياسية والفجور المتصاعد في ممارسات من أعطاهم حق تمثيله فنكّلوا به وائتمنهم على حقوقه فلهطوها، ليس في وسعه سوى ان يحيي دعوة بكركي الى الثورة على هذا الواقع الخطير الذي يعطل الحاضر ويدمّر المستقبل!

عندما تقول يا سيدنا ان “من المؤسف ان شعبنا اللبناني الذي يكرّم السلطة السياسية ويحترمها ولا يثور عليها في الشارع… لا يلقى منها إلا الاستهتار والاهمال والاستغلال وصم الآذان عن سماع أنينه وإغماض العيون عن الحال البائسة، فبات ضائعاً ومشرداً كخراف لا راعي لها”، ستجدنا في الألم والمرارة.

نعم، لأن ليس عندنا كما تعلم شعب بل شعوب او قبائل، ولهذا فنحن فعلاً “خراف” لا بالمعنى اللاهوتي بل بالمعنى الواقعي، خراف خانعة ويائسة ومستسلمة، فليس إلا الثغاء يعلو وهي تساق الى جز صوفها ان لم يكن رقابها، رغم انها تتحول غالباً ذئاباً شرسة في انقساماتها البغيضة على حد سكاكين الطائفية والمذهبية والاستزلام للخارج!

نعم، الواقع المأسوي تجاوز كل حدود الفظاظة، ليس في إذلال الناس بحرمانهم حقوقهم ومقومات الحياة الأساسية فحسب، بل في تدمير أسس الدولة والدستور وفي انتهاك هيبة القانون وفي تمزيق الميثاق الوطني!

وعندما تتساءل يا سيدنا، الى متى يهمل النواب واجبهم الدستوري في انتخاب رئيس للجمهورية، والى متى يخونون وظيفتهم الموكولة اليهم من ضحاياهم المواطنين، ولماذا يعطّلون النصاب، ومعروف من يعطّل النصاب بهدف شلّ الدولة واسترهانها لحسابات الخارج، ومن “يذكّر” طموحاته الرئاسية على سياسة التعطيل والمعطّلين، هل تعتقد يا سيدنا ان بخور كلامك والمزامير يمكن ان يصل الى عقولهم والقلوب، ومن أين لهم هذا في البلد الميتّم؟

أتعرف يا سيدنا بشارة، اذا كان الله على لسان حزقيال النبي قد وبّخ المسؤولين الذين يرعون انفسهم لا رعيتهم، فنحن في حاجة الى ١٢٨ حزقيال، لأن كثيرين عندنا يحسبون انهم الله سبحانه في خلقه!