ماذا سيحصل من اليوم الى التاسع من حزيران المقبل الموعد الجديد الذي حدده الرئيس نبيه بري لانتخاب رئيس للجمهورية السعيدة؟
لن يحصل اي شيء يزعج الفراغ المستريح جداً في قصر بعبدا، فالجلسة لن تعقد بسبب عدم اكتمال النصاب، على ما حصل في خمس جلسات اسبوعية متتالية يرى الجنرال عون انها أسفرت عن فوز الورقة البيضاء، اي ان المقاطعة هي التي فازت وستفوز دائماً، ومن الواضح ان في هذا الكلام اشارة ضمنية الى انه هو البطل المضمر لهذه الورقة، وانها ستبقى دائماً بيضاء ما لم يتجرّع “تيار المستقبل” وجماعة ١٤ آذار كأس البرتقال ويكتبوا اسمه عليها بالحبر الأصفر !
يقول عون انه وحلفاءه لم يعطّلوا النصاب، وان تعطيله جاء بسبب تعطيل الفريق الآخر اي ١٤ آذار، الذي واظب على حضور كل الجلسات، لكن ليس من الضروري ان نسأل كيف او نحاول الفهم لماذا يناور عون ويتهم خصومه بالتعطيل، مشدداً على انه لا يمكن الدولة ان تستمر من دون رئيس للجمهورية “ونحن نريد رئيساً قوياً وقادراً يمثّل وجدان المسيحيين”، وليس معروفاً وفق أي معيار يمكن ان نفحص وجدانهم، هل طبقاً لمقياس ريختر مثلاً؟
يبدو ان عون لم يستمع الى خطاب السيد حسن نصرالله يوم الأحد، عندما سمّاه مرشحاً من دون ذكر اسمه، بالقول كان هناك مرشح تحد والمقصود الدكتور سمير جعجع، ومرشح جدي والمقصود الجنرال عون، على ما فهم الناس من الناقورة الى النهر الكبير، لهذا كان مستغربا قول عون “لم يسمّني احد وحتى انا لم اسمّ نفسي، وحين تبدأ المعركة الحقيقية أرى إن كنت سأترشح او أترك الترشّح للآخرين”.
وهذا يعني ان المعركة الحقيقية لن تبدأ اطلاقاً في نظره قبل ان تذهب جماعة ١٤ آذار الى الرابية رافعين لافتات تقول: ايها الجنرال الوفاقي خلّصنا، ولا تتركنا في بحر هائج، بينما تنشد جوقة المستقبل عونك جايي من الله، ويعقد وليد جنبلاط واعضاء اللقاء الديموقراطي على دربكة هنري حلو حلقات الدبكة من انطلياس صعوداً!
نصرالله يرى انه لا تزال هناك فرصة داخلية لانتخاب رئيس قوي لدولة يريدها ان تطمئنّ الى انها تنام قريرة العين محميّة في كنف المقاومة، رئيس يعرف الفرق بين الخشب والذهب ليحفظ الاستقرار والسلام، فهل هناك افضل من حليفه عون لشغل هذا المنصب؟
لكن عون المرشّح الجدي عند نصرالله هو مرشّح تحد عند ١٤ آذار، التي تستذكر دفاتره ومواقفه فلا تصدّق ان الأمور وصلت به الى درجة الاعتقاد انها يمكن ان تصدق فعلاً انه بات رجل وفاق لا يلاكم بالفولاذ بل يصافح بالمخمل … ولهذا تبقى الورقة البيضاء فائزة ويبقى الفراغ مستريحاً في بعبدا!