IMLebanon

جعجع لـ«المستقبل»: «داعشيّو» التعطيل يقطعون رأس الجمهورية

«المستقبل» تحذر من مغبة «تعديل النظام» ومن «مخططات» لتوريط الجيش بمعارك «حزب الله»

جعجع لـ«المستقبل»: «داعشيّو» التعطيل يقطعون رأس الجمهورية

 

تربوياً، قُضي الأمر بموجب رأي مجلس شورى الدولة فأوعز وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب بالبدء بمنح الإفادات إلى مرشحي الشهادة الرسمية عبر المصادقة على صور إفادات قيد طلاب المتوسط والثانوي والمهني والتقني. أما رئاسياً، وأمام استحكام قيد الشغور بمفاصل الانتخابات الرئاسية، فقد شدد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على ضرورة استنفار واستنفاد كل الجهود الآيلة إلى كسر هذا القيد في أسرع وقت ممكن، وقال لـ«المستقبل»: «داعشيو» التعطيل يقطعون رأس الجمهورية، بينما نحن نسعى بكل ما أوتينا من قوة لإقصاء سيف التعطيل المُصلت على عنق الرئاسة الأولى».

جعجع أكد أنّ «قوى 14 آذار تسعى جاهدة لإخراج الاستحقاق الرئاسي من «عنق الزجاجة» وهي استنفدت في سبيل تحقيق ذلك كافة السبل والأساليب الديموقراطية والحضارية لإنجاز هذا الاستحقاق»، إلا أنه أبدى أسفه في المقابل لكون «كل ما يُبذل من جهود في هذا الصدد لا ينفك يصطدم بتصلّب الفريق الآخر الذي يأسر انتخابات رئاسة الجمهورية ويأخذها رهينةً لمزاج شخص واستراتيجية مجموعة متحالفة معه»، مؤكداً العمل إزاء ذلك على «درس كافة الخيارات الممكنة تحت سقف الدستور والقانون لتحرير الرئاسة الأولى من أسر التعطيل والشغور».

وفي معرض تشخيصه لظاهرة «داعش» المستفحلة في المنطقة، شدد جعجع على كونها «ظاهرة مَرَضية 100% غير مرتبطة بعقيدة ولا دين»، موضحاً أنّ هذا التنظيم هو عبارة عن «مجموعة منحرفين بسيكولوجياً تتملكهم النزعة الجرمية ذات الميول التدميرية والانتحارية». ولفت الانتباه في هذا المجال إلى أنّ «نظامي بشار الأسد ونوري المالكي هما من يقفان وراء إطلاق وتغذية «داعش» وتغطية تمدده في المنطقة»، مؤكداً في المقابل وجوب تكاتف كل الجهود في سبيل التصدي لهذه الظاهرة والقضاء عليها في أقرب وقت، مع رفضه في الوقت عينه كل أشكال وأنماط الأمن الذاتي والتسلّح خارج إطار الدولة ومؤسساتها الشرعية، وإشارته إلى أنّ ما أقدمت عليه فصائل «داعش» في الموصل والعراق أدى إلى «تغيير موازين القوى» وخلق حلفاً غربياً – عربياً في مواجهة هذا التنظيم الخارج عن السيطرة.

بري

في غضون ذلك، برز أمس استدعاء رئيس مجلس النواب نبيه بري سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، للتحذير من «المخاطر التي تهدد لبنان، ومن (إمكانية) تكرار ما تعرضت له منطقة عرسال من قبل المجموعات الإرهابية وانتقال ذلك إلى مناطق أخرى»، مطالباً المجتمع الدولي في المقابل «بالإسراع في دعم الجيش والقوى الأمنية وتجاوز الآلية التقليدية والبروتوكولية لتلبية هذه الحاجات الملحة بالسرعة اللازمة».

وإثر الاجتماع، شدد السفير الأميركي ديفيد هيل على أنّ «الرد الواضح على سعي المجموعات المتطرفة لإحداث الفوضى في المنطقة يكمن في التصميم والوحدة بين اللبنانيين وبين أصدقاء لبنان»، وأشار إلى أنه نقل «هذه الرسالة إلى الرئيس بري» لافتاً في الوقت نفسه إلى أنّ «هذه الوحدة تبقى مفقودة من دون رئيس للجمهورية».

«التغيير والإصلاح»

وفي السياق الرئاسي، جدد تكتل «التغيير والإصلاح» خلال اجتماعه الدوري أمس برئاسة النائب ميشال عون التذكير باقتراحه «تعديل الدستور لانتخاب الرئيس مباشرةً من الشعب» وأشار إلى أنه لا يزال ينتظر «أجوبة موضوعية وعلمية على هذا الاقتراح»، من منطلق اعتباره أنّ وصفه «بالاقتراح المدمر وغير الميثاقي والداعشي» لا يأتي في إطار الأجوبة المنتظرة. كما جدد التكتل موقفه «المبدئي والثابت» في رفض التمديد لولاية المجلس النيابي الحالي.

«المستقبل»

أما على ضفة كتلة «المستقبل» فبرز مساءً جواب مباشر وواضح في التعبير عن رفض السير في اتجاه «تعديل النظام اللبناني برمته» من خلال اقتراح «التيار الوطني الحر» تعديل الدستور بغية انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب. وأوضحت الكتلة إثر اجتماعها الدوري أمس برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة أنها لا ترى في هذا الاقتراح «حلاً مناسباً في هذه المرحلة لا بالشكل ولا بالمضمون»، مشددةً على أنه «بحاجة، عندما تكون الظروف ملائمة، إلى نقاش مستفيض وهادئ وإلى إجماع كل اللبنانيين» مع إشارتها إلى أنّ «ذلك لا يكون إلا بعد تطبيق ما لم يُطبّق من دستور الطائف».

«المستقبل» تطرقت إلى «الجرائم ضد الإنسانية» التي يرتكبها تنظيم «داعش» فأكدت أنّها أفعال «لا علاقة لها بالإسلام والمسلمين»، وذكّرت في معرض توقفها عند بعض الدعوات الدولية والإقليمية إلى التعاون مع إيران والنظام السوري في مكافحة «داعش» بأنّ نظام الأسد «لجأ إلى السلاح الكيماوي وإلى البراميل المتفجرة لقتل العباد وتدمير البلاد ونشر الميليشيات الطائفية في كل المنطقة وتسعير الفتنة الشيعية السنية التي أفاد منها «داعش» وسائر المتطرفين».

وإذ نبّهت إلى أنّ «ما جرى ويجري على عرسال، وبيروت وصيدا من قبل، وبغداد والفلوجة، وربع مليون قتيل في سوريا بإعانة من الميليشيات الطائفية من لبنان والعراق، إنما يدل بما لا يدع مجالاً للشك على أنّ الإرهاب لا يُكافح بالإرهاب والتطرف والطائفية (…) بل بمواجهة وطنية عن طريق دعم الدولة ومؤسساتها»، حذرت «المستقبل» من مغبة «العودة إلى تجربة الميليشيات التي ثبت فشلها»، ومن «أصحاب النيات والمخططات المشبوهة للضغط على الجيش في سبيل توريطه في حرب النظام السوري ضد شعبه وفي معارك يخوضها «حزب الله» لحسابه وحساب هذا النظام»، منبهةً في هذا السياق إلى أنّ ذلك من شأنه «فتح الباب للإطاحة بالاستقرار النسبي في لبنان»، مع تشديدها على أنّ «الأولوية الوطنية في هذه المرحلة هي لفك أسر المحتجزين من الجيش وقوى الأمن الداخلي».