جعجع يتصدّر مرشحي الدورة الأولى و8 آذار تلعب «الورقة البيضاء»
«كباش النصاب».. ينطلق
في مشهد جديد من مسلسل خيبة المراهنين على تشتت صفوفها، أثبتت قوى الرابع عشر من آذار أمس أنّ عقدها عصيّ على الانفراط بل هو لا ينفك يتماسك ويلتف حول المبادئ والقضية عند الاستحقاقات المفصلية. هكذا بدت الصورة في الدورة الأولى من جلسة انتخاب رئيس الجمهورية مع ذهاب تحالف 14 آذار إلى الجلسة بمرشح واضح وحيد بخلاف فريق 8 آذار الذي آثر التلطي خلف شبح «الورقة البيضاء». وتقاطعت مصادر نيابية عند التأكيد لـ»المستقبل» على أنّ هذا الفريق بصدد الانتقال من لعب «ورقة» الإقتراع البيضاء إلى الخوض في «كباش» نصاب الثلثين اللازم لانعقاد الدورات الإنتخابية اللاحقة بدءاً من الأربعاء المقبل، باعتبار أنّ تأمين هذا النصاب في الدورة الأولى أتى تحت وطأة رغبة قوى 8 آذار في حرق هذه المرحلة بضمانة عدم قدرتها على إنتاج رئيس جديد إلا بالنصاب عينه، تمهيداً للانتقال بعدها إلى مرحلة رهن مصير الدورة الثانية وما يليها بوصول مرشحها إلى سدة الرئاسة الأولى أو بحصول توافق «رئاسي» يسبق تأمين نصاب الثلثين اللازم لانعقادها، وهو نصاب شدد على وجوب تأمينه رئيس مجلس النواب نبيه بري في ختام جلسة الأمس مع تأكيده حاجة أي مرشح للفوز إلى الحصول على 65 صوتاً فقط.
إذاً، حصد مرشح قوى 14 آذار رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في جلسة الانتخاب الرئاسية الأولى 48 صوتاً وضعته في صدارة مرشحي هذه الجلسة الذين أعلن عن أسمائهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري بعد قرعه جرس انعقاد الجلسة بحضور 124 نائباً، بحيث نال أبرزهم مرشح «جبهة النضال الوطني» النائب هنري حلو 16 صوتاً، في مقابل وضع 52 «ورقة بيضاء» ومغلف فارغ في صندوق الإقتراع. وفي حين لفت الانتباه صوت ملغوم إقترع لإسم رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس أمين الجميل، إعتُبرت 7 أوراق ملغاة كُتب فيها أسماء كل من «رشيد كرامي، داني شمعون، طارق داني شمعون (ورقتان)، إلياس الزايك، وجيهان طوني فرنجية التي جاهر عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب زياد أسود إثر انتهاء الجلسة أنه من وضع إسمها. وفي حين غادر القاعة رئيس التكتل النائب ميشال عون مع بعض النواب من تكتله وكتلة كل من «الوفاء للمقاومة» و«الحزب السوري القومي» بالإضافة إلى النواب سليمان فرنجية وطلال أرسلان وعاصم قانصوه قبل انتهاء عملية فرز الأصوات، على وقع تعليق الرئيس بري «روحة مع رجعة»، وضع عون الإقتراع لأسماء من قبيل التي وضعها أسود في خانة «التعبير عن ذاكرة الناس»، مبرراً إنسحابه من الجلسة بالإشارة إلى أنه يأتي في إطار الدلالة على الحاجة إلى «انتظار تأمين الإجماع حول مرشح» معيّن.
وعن خارطة المقترعين للنائب حلو، كشفت مصادر نيابية لـ«المستقبل» أنّ النواب الذي صوّتوا لصالحه هم بالإضافة إلى حلو نفسه: وليد جنبلاط، غازي العريضي، أكرم شهيب، وائل أبو فاعور، علاء الدين ترو، نعمة طعمة، نجيب ميقاتي، أحمد كرامي، محمد الصفدي، ميشال المر، عبد اللطيف الزين، فؤاد السعد، نقولا فتوش، فريد الياس الخازن وسليم كرم.
جعجع
أما جعجع الذي واكب مباشرة على الهواء وقائع الجلسة من معراب بحضور سياسي وحزبي وشعبي وإعلامي، فلفت إلى أنها «المرة الأولى التي تكون فيها الانتخابات الرئاسية في لبنان، لبنانية وجدية»، وأردف: «كنت أتمنى أن يكون للفريق الآخر مرشح لتكون الانتخابات طبيعية». وإثر إعلان النتائج عقد مؤتمراً صحافياً شدد فيه على كون ما جرى «إنتصاراً كبيراً رغم محاولة البعض التشويه من خلال تصرفات غير مسؤولة»، مؤكداً في هذا السياق أنّ «14 آذار إستطاعت أن تلبنن الانتخابات الرئاسية»، وأشار إلى أنّ جلسة الأمس عكست «صورتين» إحداها لفريق يحمل «مشروع لبنان الوطن والدولة ذهب بكل قوته وبجدية لخوض المعركة»، في مقابل صورة «فريق تصرف وكأن هذا البلد ليس بلده»، متهماً هذا الفريق بأنه «حاول تعطيل الإستحقاق الرئاسي»، وأضاف: «نحن مستمرون بهذه العملية الانتخابية وصولاً لرئيس منتخب في لبنان كائناً من كان ولكن بالطريقة الديموقراطية وليس بالتسوية»، معتبراً في الوقت عينه أنّ «البعض يصف نفسه بالوسطي والوفاقي، بينما الأمور على أرض الواقع مغايرة لما يطرحه هذا البعض».
الجميل
ومساءً، أكد الرئيس الجميل أنّ نواب «الكتائب» الخمسة صوّتوا لجعجع، لافتاً إلى أنّ «قوى 14 آذار ستلتقي تباعاً لبحث المسار الانتخابي».
ورداً على سؤال، نفى الجميل علمه مَن وضع الورقة التي حملت اسمه في صندوق الاقتراع، وشدّد في حديث إلى «المؤسسة اللبنانية للإرسال» على أنّه كان يفضّل الالتزام بأخلاقيات معينة في عملية الانتخاب وعدم زجّ أسماء معينة فيها.
جنبلاط وحلو
وفي حين أكد رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط بعد انتهاء الجلسة أنّ النائب حلو سيبقى مرشح الجبهة، علّق حلو على مجريات العملية الانتخابية فرأى أنها «كانت ممتازة وديموقراطية من دون أي تدخل أجنبي»، معلناً استمراره في المعركة الرئاسية إستناداً إلى أنّ موقف الكتلة التي رشحته «واضح» في هذا الإطار.