IMLebanon

جعجع يدافع عن استمراره بالترشّح .. وعبيد إلى السعودية

إستراحة الرئاسة: تعيينات المحافظين تتقدَّم .. والسلسلة قيد الإنجاز

جعجع يدافع عن استمراره بالترشّح .. وعبيد إلى السعودية  

«استراحة المحارب» في ما خص الرئاسة الاولى لم تحجب الضجيج حولها. إلا ان موضوعين بارزين قفزا الى الواجهة، بدءاً من يوم امس، امتداداً الى يوم الاربعاء في نهاية الشهر الحالي، وهما: دفعة جديدة من التعيينات في الادارة والمحافظين، وانهاء اللجنة النيابية – الوزارية المالية المتعلقة بسلسلة الرتب والرواتب من وضع تقريرها بشأن السلسلة الذي يتعين ان تسلمه الى رئاسة مجلس النواب منتصف الاسبوع المقبل، حتى اذا ما انتهت جلسة الانتخاب الثانية، صار بإمكان الرئيس نبيه بري اتخاذ القرار المناسب بشأنها، ووفقاً للمرجع الذي صدرت عنه – اي الهيئة العامة، حيث يتعين عليه ان يحيلها الى هذه الهيئة ويعين جلسة لمناقشتها واقرارها كما هو متوقع.

على ان استراحة المحارب هذه، لا تعني جموداً لا في حركة اللقاءات ولا في حركة الاتصالات، فكانت زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي لعين التينة، قبل سفره الى الفاتيكان، ليطلق من هناك سلسلة من المواقف محورها انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية، مشترطاً سيرة وخدمة وقبول من كل الاطراف، على خلفية شعاره الشهير «شركة ومحبة».

في هذا الوقت، كان وزير الخارجية جبران باسيل يجري محادثات في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بدا من التصريحات ان انتخابات الرئاسة في ضوء الجلسة الاولى ونتائجها كانت حاضرة في اللقاء.

ففيما حصر باسيل كلامه بالانعكاسات السلبية للازمة السورية، سواء على صعيد الارهاب او النازحين، اعتبر لافروف ان انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية سيساهم في تعزيز وحدة اللبنانيين، رافضاً ان يكون لبلاده افضليات في هذا الشأن، مشدداً على احترام خصوصية التركيبة اللبنانية.

واذا كان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع دافع عن استمرار ترشحه للرئاسة الاولى، معتبراً ان هذا الترشيح ليس موجهاً للعماد ميشال عون، محملاً الفريق الآخر، اي 8 آذار مسؤولية تعطيل النصاب، وبالتالي تهديد موقع الرئاسة، فإن النائب السابق جان عبيد توجه الى المملكة العربية السعودية في اطار البحث عن الناخبين المحليين والاقليميين الكبار، في احتمال ان يكون مرشحاً توافقياً تقبله كل الاطراف.

وتزامنت زيارة عبيد، مع ترويج مصادر تدور في فلك 8 آذار انه في حال تعذر الإجماع الداخلي والعربي على ترشيح العماد جان قهوجي للرئاسة الأولى، فان حظوظ عبيد يمكن أن ترتفع كمرشح تسوية، وعلى قاعدة «لا غالب ولا مغلوب».

ولا تستبعد المصادر عينها أن تحضر الانتخابات الرئاسية التي هددتها الورقة البيضاء في جلسة الأربعاء، إلى جانب الانتخابات العراقية، بحيث أن ترسم نتائج الانتخابات التشريعية العراقية معالم قد تكون إيجابية في ما خص الرئاسة اللبنانية، مع إحداث توازن في الحكومة التي ستتولى السلطة في العراق بعد الانتخابات وهذا يعني أن مصير الانتخابات الرئاسية اللبنانية سيبقى ينتظر الى ما بعد أواخر الشهر الحالي، موعد الانتخابات العراقية، في حال صدقت التوقعات، وحسنت نيات ابعاد شبح الفراغ مع نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان.

في هذا الوقت، يبدو أن أنظار جميع الفرقاء متجهة إلى التريث والانتظار، تريث في تحديد المواقف الجديدة، في ضوء نتائج الجولة الأولى، والانتظار لما سوف تتمخض عنه الاتصالات الجارية على المستويين الاقليمي والدولي، ولذلك من المستبعد ان يبادر أحد من المرشحين إلى سحب ترشحه، أو أن تبادر اي كتلة من كتل 8 و14 آذار الى تسمية مرشحين جدداً، الأمر الذي يعني ان الانتخابات الرئاسية وضعت في الثلاجة حالياً حتى اشعار آخر.

وأبدت أوساط في 14 آذار تفهماً لكلام جعجع المصر على الاستمرار في ترشحه، على اعتبار انه من المبكر اتخاذ موقف آخر في فترة الوقت الضائع، وأن أي تطوّر جدي في مواقف جعجع سيتم عشية وصول «كلمة السر» أو عند انتهاء الاستعدادات الخارجية لاجراء الانتخابات الرئاسية.

وفي السياق، أبلغ نائب حزب الكتائب ايلي ماروني «اللواء» أن قوى 14 آذار ستنتخب جعجع في جلسة الأربعاء المقبل، في حال اكتمل نصاب الجلسة، نافياً وجود أي تطورات جديدة تحول دون تغير هذا الموقف.

وقال: «قلنا انه بعد كل مرحلة انتخاب سنجري تقييماً ونتحدث بصراحة عمن هو المرشح القادر على الفوز، وحتى أمس، ما زلنا عند قرارنا بانتخاب رئيس حزب «القوات اللبنانية»، وما بعد الأربعاء المقبل نبني على الشيء مقتضاه، إلا أن ذلك لا يمنع القول ان الرئيس أمين الجميل هو مرشّح أيضاً، وهو سيرى الوقت المناسب من أجل دخوله إلى المعركة.

الى ذلك، أكدت مصادر في 14 آذار أن الساعات الثماني والأربعين المقبلة ستشهد مشاورات بين هذه القوى من أجل توحيد القرار في ما خص جلسة الأربعاء، لافتة الى أن كل المؤشرات تدل، حتى الساعة، على أن جعجع هو مرشح هذه القوى.

وكشفت المصادر نفسها عن اجتماع سيعقده نواب هذه القوى في الساعات القليلة المقبلة لهذه الغاية، معتبرة أن التواصل بين تيار «المستقبل» وباقي القوى ا لسياسية أمر طبيعي في هذه المرحلة، في إشارة الى المعلومات التي ذكرت بأن التيار العوني ينوي تحريك اتصالاته مع «المستقبل».

ورداً على سؤال، استبعدت المصادر انتخاب رئيس جديد للبلاد قبل جلسة الحوار المقررة في الخامس من شهر أيار المقبل، علماً أن أي تغيير لم يطرأ على صعيد هذه الجلسة بالنسبة الى استمرار امتناع «حزب الله» وحلفائه عن حضورها، على غرار ما حصل في الجلسة الماضية.

الحكومة تملأ الفراغ

 ولم تستبعد مصادر وزارية أن تحاول الحكومة في هذا الوقت ملء الفراغ في مرحلة الانتظار، التي قد تمتد الى انتهاء ولاية الرئيس سليمان، وتوقعت أن تنشط المحركات الإدارية، من خلال إجراء وجبة من التعيينات الإدارية على مستوى المحافظين والمدراء العامين في الدولة.

وإذا كانت جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد اليوم في السراي ستخلو من إجراء أي تعيينات، بسبب غياب رئيس الجمهورية عنها بداعي السفر الى الفاتيكان، فإن الجلسة التي ستلي، والتي ستعقد حتماً في بعبدا، من الممكن أن تشهد حركة تعيينات في المحافظين، بحيث يجري تعيين زياد شبيب محافظاً لبيروت، وبشير نصر خضر أو عرين الحسن (وهما من الطائفة العلوية) محافظاً لبعلبك، وآخر أرمني لعكار من دون أن يعرف محافظ الجبل، وإن كان إسمه جاهزاً لدى دوائر السراي الكبير، ووزير الداخلية نهاد المشنوق، علماً أن هؤلاء خضعوا جميعاً لآلية ا لتعيينات التي تمّت بإشراف مجلس الخدمة المدنية.

وتوقّع المصدر الوزاري نفسه، أن يتم تعيين القاضية ميسم النويري مديراً عاماً لوزارة العدل، خلفاً للقاضي عمر الناطور الذي أحيل الى التقاعد، وتعتبر القاضية النويري، والتي رشحها وزير العدل اللواء أشرف ريفي أعلى رتبة في سلك القضاء لدى الطائفة السنّية، وهي تشغل حالياً رئيس أول لدى محكمة الاستئناف، وتملك كل الكفاءة والتراتبية المطلوبة لهذا المنصب.

تجدر الاشارة الى ان مجلس الوزراء سيحيل اليوم الى المجلس العدلي، جريمتي التفجير اللتين استهدفتا مسجدي «السلام» و«التقوى» في طرابلس، والتفجيرات التي حصلت في الضاحية الجنوبية، الى جانب تفجير السفارة الايرانية.

واشار الوزير ريفي لـ«اللواء» الى انه مصر على وجوب احترام توقيع 70 الف مواطن، وقعوا عريضة باحالة تفجيري طرابلس الى المجلس العدلي، وكذلك الامر بالنسبة الى تفجيرات الضاحية، لكي تبقى الامور متوازنة، لافتاً الى ان التقرير الذي وضعه في هذا الصدد لاحظ اضافة جرائم اخرى مماثلة، مثل الجرائم التي تم اكتشافها او احباطها، مثل كشف السيارة المفخخة في كورنيش المزرعة، وغيرها من الجرائم الارهابية.

  السلسلة

 أما بالنسبة الی سلسلة الرتب والرواتب، فقد كشف عضو اللجنة النيابية – الوزارية المكلفة من المجلس النيابي اعادة درس السلسلة، النائب غازي يوسف لـ«اللــواء» ان اللجنة باتت قريبة جداً من انهاء مهمتها، متوقعاً ان يتم هذاالأمر منتصف الأسبوع المقبل، بالتزامن مع انتهاء المهلة المعطاة لها وهي اسبوعان.

وأوضح ان اللجنة اتفقت على كل البنود الإصلاحية التي تنعكس على السلسلة مع اضافة بنود جديدة على تقرير اللجنة الفرعية لتطال جميع الفئات، مشيراً إلى ان اللجنة ستبدأ اليوم إعادة نظـر في الإيرادات المحققة، لكي تكون كل الواردات حقيقية وليست وهمية.

تزامناً، ستكون الساحة الداخلية على موعد مع موجة من التحركات الشعبية والعواصف المطلبية والنقابية التي يرتقب ان تغزو الشارع مجددا في انتفاضة على محاولة فرض ضرائب اضافية من جهة ورفضا لسياسة المماطلة في اقرار مشروع السلسلة من جهة ثانية. ويفتتح اسبوع الاعتصامات مع تظاهرة اتحادات ونقابات النقل البري قبل ظهر الاثنين المقبل على ان تنطلق من مستديرة الكولا في اتجاه مستديرة رياض الصلح بالتزامن مع اخرى من مستديرة الدورة الى ساحة رياض الصلح، واعلنت الاتحادات عزمها على تنفيذ اضراب عام في كل لبنان يحدد موعده لاحقا.

من جهتها تنفذ هيئة التنسيق النقابية اضرابا واعتصاما الثلثاء دعا الى الالتزام به نقابة المعلمين في المدارس الخاصة واساتذة التعليم الثانوي والتعليم الاساسي الرسمي على ان يتوج باضراب تحذيري الاربعاء للاتحاد العمالي العام، في كل المناطق اللبنانية.