لن يميز الجلسة العاشرة التي دعي مجلس النواب الى عقدها اليوم لانتخاب رئيس جديد للجمهورية سوى انها ستكون الاولى في ظل عودة أحد الاقطاب السياسيين الرئيس سعد الحريري الى لبنان والذي لم يعرف ما اذا كان سيحضر الى ساحة النجمة ويشارك نواب “كتلة المستقبل” وقوى 14 اذار و”اللقاء الديموقراطي” وبعض نواب آخرين في محاولة تأمين نصاب لا يزال هائما ومفتقدا بفعل قرار تعطيل الانتخابات الثابت والمحصن حتى اشعار آخر.
وعلمت “النهار” ان الاسبوع الجاري سيشهد لقاءات لاقطاب وقيادات داخليين كبار لكنها لن تخرق جدار فقدان نصاب جلسة الانتخاب. وهذه الاجواء غير المشجعة عكس جانباً منها رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط الذي كانت له جملة لقاءات شملت الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ورئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون والرئيس سعد الحريري أمس. وكشفت مصادر مواكبة ان اطرافا داخليين وخارجيين توسطوا لدى النائب عون لكي يخرج من السباق الرئاسي لكنهم لم يفلحوا في مسعاهم، كما ان “حزب الله” رفض من جهته ان يقوم بجهد في هذا المجال.
وصرّح جنبلاط عقب زيارته مع وفد من “اللقاء الديموقراطي” بيت الوسط مساء أمس: “اعتقد ان الشيخ سعد وكلنا نحرص على انتخاب رئيس”. لكنه ذكر بأن النائب هنري حلو هو مرشح “اللقاء الديموقراطي الثابت والمبدئي فقط لئلا يقال اننا على استعداد للتسوية”. وحذر من ان الفراغ في مجلس النواب “يضرب كل مؤسسات الدولة، فلا يجوز ان نذهب الى حالة شبيهة بالحالة العراقية ولا أتصور ان أحداً يرغب في الفراغ”. ودعا “بعض الافرقاء الذين لم يعطونا أصواتهم في المرة الماضية الى ان يصوتوا لهنري حلو، أما اذا ارادت المكونات الكبرى شخصا آخر فلتكن مسألة أصوات”.
وعشية الجلسة النيابية نقل وزير العمل سجعان قزي عن رئيس مجلس النواب نبيه بري تشديده على اجراء الانتخابات الرئاسية قبل النيابية. وقال لـ”النهار” في هذا الصدد: “ان الرئيس بري، حرصاً منه على دور رئيس الجمهورية، اعتذر عن الدعوة الى هيئة حوار جديدة لئلا يقال إنه اغتاب الرئاسة الاولى على رغم حاجة البلاد الى الحوار أكثر من أي وقت مضى سواء لانتخاب رئيس جديد للبلاد أو للحفاظ على الامن والاستقرار”.
في غضون ذلك، تواصلت الحركة الكثيفة في بيت الوسط أمس لليوم الرابع منذ عودة الحريري وتركزت بشقيها الديبلوماسي والرسمي على استكمال الاستعدادات لاحتواء تداعيات احداث عرسال وتنفيذ الهبة السعودية. واعلن الرئيس الحريري لدى استقباله وفداً من عرسال انه سيتبرع بمبلغ 15 مليون دولار للبلدة تخصص لبناء المدارس والمستشفى ومشاريع ضرورية، وشدد على ان “المخطط المرسوم لعرسال انكشف وعلينا ان نحمي البلدة بكل ما أوتينا من امكانات ونحن نعرف أنكم جميعاً مع الدولة والجيش”.
مجلس الوزراء
وعلمت “النهار” ان عدداً من الوزراء سيطرح في جلسة مجلس الوزراء بعد غد الخميس مواقف من هبة المليار دولار التي قررتها المملكة العربية السعودية لتلبية حاجات الجيش وقوى الأمن، مع العلم ان جدول أعمال الجلسة الذي يتضمن 130 بندا ليس بينها موضوع الهبة، منها بنود مؤجلة من الجلسة السابقة ولا سيما منها ما يتعلق بانشاء جامعات وكليات جديدة. وتغلب على معظم البنود الصفة العادية.
على صعيد آخر، يقيم رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ظهر اليوم مأدبة غداء في السرايا على شرف سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري في مناسبة انتهاء مهمته في لبنان. وقد وجهت الدعوة لحضورها الى عشرات الشخصيات الرسمية والنيابية والسياسية والديبلوماسية.
الصدام التربوي
الى ذلك، بلغت ازمة تصحيح المسابقات الرسمية ذروتها أمس في الصدام العلني بين وزير التربية الياس بو صعب وهيئة التنسيق النقابية التي مضت في قرار الامتناع عن تصحيح المسابقات، فيما دعا الوزير لجان التصحيح الى الشروع اليوم في التصحيح كفرصة اخيرة قبل ان يطلق اشارة اصدار الافادات بناء على نتائج الامتحانات المدرسية. وتحول الكباش بين الوزير والهيئة مبارزة مكشوفة عقب تمرد مندوبي عدد من الاحزاب على قرارات احزابهم بالعودة عن الاضراب في تصحيح المسابقات. وفشل اجتماع بين بو صعب والهيئة في اقناع الهيئة بالموافقة على التصحيح فأعلن كل من الفريقين قراره.