IMLebanon

جلسة لمبادرة الجنرال لا لانتخاب رئيس!

سطع نجم النائب ميشال عون أمس في مجلس النواب. مبادرته الداعية إلى انتخاب رئيس للجمهورية من الشعب، كانت محور أحاديث النواب الذين كانوا مدعوين لانتخاب رئيس في مجلس النواب امس. لا شيء تغيّر عن الجلسات السبع التي أرجئت سابقاً، باستثناء تغيّب رئيس مجلس النواب نبيه برّي عنها

أبلغ تعبير عن حال مجلس النواب جاء على لسان عضو كتلة المستقبل النيابية بدر ونوّس، الذي قال لمصوّرين كانوا يلتقطون صوراً له أثناء مغادرته ساحة النجمة أمس: «عذابنا وعذابكم عالفاضي». ولولا اغلاق الطريق في محيط الساحة وحضور بعض الصحافيين والمصورين، لما انتبه أحد أساساً الى أن جلسة ثامنة لانتخاب رئيس للجمهورية عقدت أمس، وانتهت الى ما انتهت اليه الجلسات السبع السابقة.

حتى الرئيس نبيه بري تغيّب للمرة الأولى، لأسباب أمنية، عن جلسة الأمس التي تميّزت بـ «الحضور الطاغي» للنائب ميشال عون. حامت ملائكة الأخير وشياطين خصومه فوق أرجاء المكان. وكانت مبادرته في مرمى التهديف. أول المصوّبين على المبادرة كان النائب أنطوان زهرا فور وصوله إلى ساحة النجمة، إذ اكّد أن القوات «مش قاريينا»، فيما رأى زميله إيلي كيروز أن الطرح العوني «يمثل في المنطق الدستوري تغييراً لشكل النظام الدستوري في لبنان». ومن جهته، رأى نائب المستقبل أحمد فتفت في المبادرة «محاولة للانفصال عن الواقع». ولم تسلم المبادرة حتى من تعليقات نواب من كتلة التحرير والتنمية.

النواب العونيون، من جهتهم، كانوا هنا أيضاً لمزاولة الهدف الأساس من نزولهم الى البرلمان، وهو رد الهجمات عن رئيس تكتلهم. الوزير الياس بو صعب قرّر حمل شعار «الشعب يُريد انتخاب الرئيس». النائب آلان عون عقد مؤتمراً صحافياً استغرب فيه «السلبية المطلقة التي ظهرت في ردود النواب، وخصوصاً المسيحيين منهم»، مؤكداً أن طرح الجنرال «عادل ووطني».

في انتظار عون، وقف نائبا كتلة «زحلة بالقلب» طوني بو خاطر وعاصم عراجي على باب الغرفة. سأل عراجي بو خاطر ما إذا كان النائب العوني «رح يطوّل». خلفهما وقفت النائبة ستريدا جعجع، ومعها النائب جورج عدوان متربصّين لإعلان موقف كتلة القوات الرافض للمبادرة. تمازح نائبة بشري عدوان قائلة إنها ستجد له عروساً تناسبه. أما نائب الشوف، فلن يقبل العروس إلا إذا كانت «من بشرّي ومن بيت طوق تحديداً».

القواتيون «مش

قاريين» المبادرة والمستقبل يراها

انفصالاً عن الواقع

وعندما يحين موعد «السياسة»، تقول للصحافيين إن «طرح عون محاولة غير موفقة لتغطية تعطيل الاستحقاق الرئاسي»، وفيما أكد نواب المستقبل أن «المبادرة انتهت»، قال أحدهم إن ما فعله عون «حقّ له، ومن حقنا أيضاً الاعتراض عليه ورفضه».

وبالعودة إلى موضوع رئاسة الجمهورية، الذي كان على الهامش، رأى عدد من النواب أن «ما يحصل في العالم العربي جعل الغرب يقتنع بضرورة انتخاب رئيس يجنّب البلاد الأخطار المذهبية». ورأوا أن «الصواريخ التي يملكها تنظيم داعش أهم عند الغرب من التمثيل المسيحي في لبنان». وكان لافتاً أن نواباً من المستقبل عبّروا عن ارتياحهم من «تراجع اتهامات حزب الله لتيار المستقبل بتشكيل بيئة حاضنة للإرهابيين»، مشيرين إلى أن «التباينات بين الأفرقاء، باستثناء عون، لم تعد كبيرة إلى هذا الحد»، فيما تحدّث أحد النواب البارزين في فريق 14 آذار عن «نقطة إيجابية» تتمثّل في «تراجع فكرة المطالبة بمؤتمر تأسيسي، سيعيد لبنان في ظل تقسيم المنطقة إلى ما كان عليه قبل اتفاق سايكس ــــ بيكو».