بوادر حلحلة في السلسلة.. والدخان الأبيض بعد لقاء السنيورة – خليل
جلسة نيابية قبل 14 آب .. والتمديد للمجلس قبل 20 أيلول
تراجعت الحركة السياسية، نسبياً، في عطلة الفطر السعيد، ما خلا الزيارات المرصودة للنائب وليد جنبلاط، على حلفائه في الساحة الاسلامية، لتقدم في مكان ما وراء «الشلل السياسي»، سلسلة الرتب والرواتب لموظفي القطاع العام، في اطار اطفاء النقاط الساخنة في الشارع، وفتح الطريق امام التحضيرات لانطلاق العام الدراسي الجديد، بعد الانفراج في ملفي الجامعة اللبنانية، بعد قرارات مجلس الوزراء باقرار التفرّغ وتعيين مجلس الجامعة.
تؤكد معلومات «اللواء» ان اجتماعاً سيعقد اليوم، يحضره الرئيس فؤاد السنيورة، بين وزير المال علي حسن خليل واعضاء اللجنة النيابية المكلفة بملف السلسلة، ووزراء الصحة وائل ابو فاعور، ويشارك فيه النائب جورج عدوان، لمناقشة مسودة اتفاق حول الارقام والايرادات لطرحه مع هيئة التنسيق النيابية، والاطراف المعنية تمهيداً للاتفاق على عقد جلسة نيابية قبل عيد انتقال السيدة العذراء في 14 آب المقبل.
وفي المعلومات التي يجري تداولها بين الاطراف المعنية:
1- حسم 10٪ من قيمة السلسلة الاجمالية.
2- صرف النظر عن فكرة فرض 15٪ قيمة مضافة على الكماليات والاتجاه الى اعتماد خيار 1٪، لان مردوده حسب خبراء اقتصاديين، مضمون، ومن شأنه ان يوفر ايرادات، تساعد على توفير الايرادات المباشرة والدائمة للتمويل.
3- اعادة النظر بتعرفة الكهرباء، بما يؤدي الى التقليل من اعباء المالية العامة، وتحميل الخزينة، ما لا طاقة لها، بعد ما تبين انها تدعم كهرباء لبنان بما لا يقل عن ملياري دولار سنوياً.
4- اعتماد سياسة التقسيط، فبعد احتساب 45٪ من الزيادات التي اصبحت جزءاً لا يتجزأ من رواتب الموظفين، يمكن زيادة ما مجموعه 40٪ على الرواتب من اصل 121٪ تطالب بها هيئة التنسيق، على ان تتعهد الحكومة بدفع الزيادة كاملة، على ان يعاد النظر بالزيادة المقترحة على قيمة الدرجات، ونسبتها للمعلمين والاداريين.
اما نقابياً، فالمصادر القريبة من هيئة التنسيق النقابية، تتحدث عن تباين جدي بين موظفي الادارة العامة (محمود حيدر) ونقابة المعلمين في المدارس الخاصة (نعمة محفوض) ورئيس رابطة التعليم الثانوي (حنا غريب)، حول حدود التنازلات الممكنة، بعدما اتخذت الكتل النيابية القرار القاطع، بإقرار السلسلة لموظفي القطاع العام من مدنيين وعسكريين.
وتُشير المصادر إلى أن نقيب المعلمين محفوض هدّد بالانسحاب من متابعة المعركة، ما لم تبد الهيئة ليونة، تساعد في الخروج من المأزق الحالي.
ووفقا للمصادر فان حيدر المدعوم من حركة أمل لم يكن بعيداً عن هذا التوجه.
وفي السياق عينه، قال وزير العمل سجعان قزي لـ «اللواء» أن هناك عملاً جدياً لإخراج سلسلة الرتب والرواتب من عنق الزجاجة، مؤكداً أن من بين الصيغ التي يجري تداولها تتعلق بتخفيض قيمة السلسلة، وزيادة T.V.A.
وفي السياق نفسه، قالت مصادر نيابية في كتلة المستقبل أن ايجابيات جدية، وعملية بدأت تظهر، تنبئ عن وجود حلحلة، بعد الاتصالات الجارية مباشرة أو عبر الوسيط الجنبلاطي بين كتلتي المستقبل والتنمية والتحرير.
وتوقع النائب في كتلة المستقبل عاطف مجدلاني أن تبصر نتائج الحلحلة النور أواخر الأسبوع المقبل، في ضوء لقاء الرئيس السنيورة والوزير خليل، بعد اللقاء الذي عقد بين الرئيسين برّي والنائب وليد جنبلاط، الذي نقل نتائجه الوزير أبو فاعور لرئيس كتلة «المستقبل»، على أن تأتي مصادر الإيرادات بعيداً عن التأثير سلباً على القوة الشرائية للمكلف اللبناني.
وتوقع نائب في كتلة التنمية والتحرير، إذا ما سارت الأمور على ما يرام، أن تتوج النهاية السعيدة بعقد جلسة نيابية خلال عشرة أيام على الأكثر من أجل إقرار السلسلة، والاجازة للحكومة باصدار سندات اليوروبوندز لتمويل الدين الخارجي، فضلاً عن قوننة زيادة الانفاق في رواتب موظفي القطاع العام، تمهيداً لإقرار موازنة العام 2014.
وكان النائب جنبلاط، الذي زار عين التينة أمس الأوّل، لتهنئة الرئيس برّي بعيد الفطر، أمل أن يتمكن مع الوزيرين خليل وأبو فاعور والجهات الأخرى، من أن «نخرج بشكل مدروس من عنق الزجاجة موضوع سلسلة الرتب والرواتب».
المشاورات الوزارية
ومع أن مجلس الوزراء لن يعقد جلسة هذا الأسبوع، فإن المشاورات بين رئيس الحكومة والوزراء مستمرة، لبلورة جدول أعمال يلبّي المطالب الحياتية والاجتماعية للمواطنين.
ولفتت مصادر وزارية لـ «اللواء» أن ما من شيء يحول دون قيام اتصالات قبيل جلسات مجلس الوزراء بهدف التمهيد لتفاهم تكرّسه أي جلسة حكومية تناقش موضوعاً خلافياً معيناً، وقالت إن هذا الأمر لا يتعارض مع المنهجية المتفق عليها، إذ أن أي انعدام في التوافق ستشهده جلسة مجلس الوزراء بما معناه عدم تمرير الملف الخلافي، في حين أن التفاهم سيولّد حكماً بتّاً أو إقراراً لمسألة ما.
الحركة الجنبلاطية
سياسياً، بقيت الحركة الجنبلاطية في واجهة الاهتمام، باعتبارها «تحريكاً للمياه الراكدة» بتعبير النائب مروان حمادة، أو حواراً بالواسطة بين الفريق الشيعي، وتيار المستقبل لتمرير سلسلة الرتب والرواتب تمهيداً للانصراف الى التمديد للمجلس النيابي في بحر الشهر المقبل، قبل حلول المهل في 20 أيلول، حيث يدور نقاش، ليس حول مبدأ التمديد للمجلس، بل حول المدة المقترحة بين سنتين و7 أشهر بحيث يصبح ولاية كاملة، أو ستة أشهر، لمعرفة مسار انفراج الظروف الإقليمية أو تعقّدها.
واعتبر مصدر نيابي مطّلع أن حسم الموضوع النيابي باتجاه التمديد خطوة ضرورية للانتقال الفعلي للبحث بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
ورحّب مصدر في تكتل التغيير والاصلاح بالنائب جنبلاط في الرابية إذا أراد زيارتها في إطار الجولات على القيادات السياسية في البلاد.
ولاحظ المصدر أن هناك أجواء تميل نحو التمديد للمجلس النيابي، وأن هذا الأمر لم يبحث جدياً داخل التكتل.
وبقيت زيارة النائب جنبلاط لحارة حريك ولقائه مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والذي دام ساعتين ونصف، قيد المتابعة الإعلامية والنيابية.
وفيما نقلت جريدة العهد الالكترونية المحسوبة على حزب الله عن النائب جنبلاط قوله أن اللقاء مع السيد نصر الله كان ممتازاً نقل عن قيادي في الحزب العبارة نفسها، معرباً عن ارتياح قيادة حزب الله لما تم التشاور حوله في اللقاء، لا سيما قول جنبلاط لنصر الله في الموضوع المتعلق بتنظيم «داعش» والمخاطر التي يشكلها على «التنوّع والتعددية في المشرق، والدروز منهم كأقلية»: معك حق في هذه النقطة.
وفي الموضوع السوري، قالت الصحيفة أن جنبلاط لم يتغيّر موقفه من النظام، لكنه اعترف أن الرئيس بشار الأسد انتصر في المواجهة وبقي في منصبه.. بعد صراع مستمر من ثلاث سنوات.