IMLebanon

جمهورية النفايات!

كان الرئيس تمام سلام، منزعجاً جداً أن يلتئم مجلس الوزراء، تحت عنوان مصير جمهورية النفايات.

فهو يريد وطناً، يرعاه.

ولا يريد بلداً يرثيه.

والرثاء للأموات مطروح.

لكنه، لم يكن يتوقع أن يتحوّل من قائد سياسي، الى رثّاء والرثاء للأموات ليس مستساغاً.

إلاّ أن حكومته قد ينفرط عقدها الآن، أو قد تصبح ملهاة، في بلد لا يجد أبناؤه أمامهم إلاّ خيارين: البكاء أو الرثاء.

عقدة الحكم تبدو، وقد تجاوزها الحاكمون، سهلة.

ذلك، ان لا أحد يريد أن ينثر عليها أزاهير الوداع.

ولا أن يفتح عليها، الأحزان، ولا الأفراح…

ولكن، معظم الوزراء أصابهم مرض الطاعون.

بعضهم، يجد نفسه في فرصة قد لا تتكرر.

هل يفرِّط الوزراء، ب وديعة تمثيل ٢٤ وزيراً دور رئيس جمهورية.

… وليس في الأفق موعد، في المدى المنظور، لاختيار الرئيس الأول للبلاد!

كان الرئيس حسين العويني يردّد بأن تمثيل الكبار لا يتوافر للصغار في الشأن السياسي، والبلاد تبحث عن كبار.

هل البلاد في لعبة مطامر؟

مطمر الناعمة ذهب.

والمطامر الأخرى على الطريق نفسه.

هل يرفع مجلس الوزراء استقالته اليوم، أم يجمّد اللعبة، وكل شيء في البلاد سائر الى التجميد.

تخلّص اللبنانيون من حكم الوصاية.

تحرّروا من الوصاية السورية والتزموا وصاية التمديد.

***

من صيدا الى عكار.

ومن بيروت الى جبيل.

وجمهورية سوكلين ترخي بأعبائها على طرابلس وبيروت وصور وعلى حبالين وسواها.

عودة الى الموضوع.

ماذا سيصبح مصير النفايات؟

هل تتحول الى جمهورية من دون رئيس، كما هي حال البلاد؟

لا احد يعرف.

ولا احد يجيب اذا كان يعرف الجواب.

هذا البلد، غريب وعجيب.

ولا مخرج يخرج الأزمة من المصير القاتم، وربما الاسود، لتنفرج الأمور ويظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود.

الآن بات اللبنانيون يعيشون في جمهورية الزبالة.

لا في جمهورية النور.

كان بعض الوزراء يمارسون عملاً من نوع آخر.

كانوا يرددون بأنهم امام صلاحيات رئيس للجمهورية.

أو يحاولون اثارة الخلافات بين الرؤساء.

لكن غياب الرئيس الأول، أفضى الى دور غامض للرئيس الأول.

في العام ١٩٧٦، دفع الفلسطينيون ضابطاً الى اذاعة البيان رقم واحد.

وعندما انتهى مفعوله خلال ٤٨ ساعة، أصبح السياسيون يكتفون بالشتائم، ولا يعودون الى البلاغ رقم واحد!!

وكيف يعودون اليه، وليس في البلاد رئيس يحمل الرقم واحد، في جمهورية من عدة رؤساء!