IMLebanon

جنبلاط الباروميتر

 

يستثمر وليد جنبلاط جيداً قدرته على الحركة، بل إنه يدرك كيف ينمّي ببراعة ذاك الاستثمار وتلك القدرة، ممتازاً بذلك عن السياسيين الآخرين.

ويقرّ اللبنانيون بذلك، سواء أعجبهم الأمر أم خالف مواقفهم ومبادئهم ومصالحهم، وسواء صدّقوا جنبلاط أم لم يصدّقوه.

وفيما كثيرون يسخرون من ذلك ويصفونه اختزالاً بالانتهازية السياسية، أو بالقدرة على الاستشعار وقراءة الأحداث، يغيب وسط البروباغندا والانقسامات المذهبية وخطاباتها ونسخها الشعبوية، أن وليد جنبلاط يتقن توأمة مصالحه مع المصلحة الوطنية، مثلما يتقن حماية خصوصيته المحدودة والمعقّدة، في خضم المتغيرات وصراع الكبار… ولعبة الأمم. ومثلما يتقن استعمال شارات السير عند تقاطعات المحاور وافتراقاتها.

والحق أن ذلك يتجاوز البراعة في تسويق مواقفه ببضع حركات وكلمات مشفّرة وواضحة في آن.

فبالرغم من محاولات تلافي مديحه، يجد المرء نفسه مضطراً إلى الاعتراف بدور في تهدئة اللعبة السياسية في الداخل.

وسواء اعترفنا بأن الحظ يحالفنا لكون استداراته وتنقلاته، تتقاطع منذ سنوات مع ما يسميه هو نفسه “السلم الأهلي”، أم لم نفعل، لا بد من مواجهة حقيقة أنه بناءً على خصوصيته وعلاقاته وتجربته وشخصيته، هو أكثر السياسيين سياسة، وهو الأكثر استقلالية وإدراكاً لمصالحه وللمتغيرات.

لهذا هو باروميتر السياسة في لبنان.