طُويت صفحة ترشح رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع مرشحا وحيدا من «فريق 14 آذار» لرئاسة الجمهورية بعد جلسة مجلس النواب امس الاول، حتى لو استمر في ترشيحه للدورة الثانية، وفتحت الابواب مجددا امام المرشحين الآخرين من هذا الفريق ومن سواه، لا سيما الرئيس امين الجميل والوزير بطرس حرب وروبير غانم، على امل الفوز بأغلبية النصف زائدا واحدا من نصاب الحضور، وهو ما يفتح مرحلة جديدة من الاتصالات الداخلية والخارجية بصورة جدية، للتوافق على شخصية مقبولة، قد تكون عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب هنري حلو او من الشخصيات الوسطية المخفية اوراقها حتى الآن والتي يتوقع ان تبدأ الاسبوع المقبل تحركها الفعلي ولو خلف الكواليس.
وعلى رغم اعتقاد البعض من عارفي رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط ان ترشيح عضو اللقاء النائب هنري حلو هو مجرد موقف اعتراضي على ترشيح جعجع والعماد ميشال عون وللخروج من الإحراج امام الرئيس سعد الحريري، وانه ينام على مرشح آخر او ينتظر التسوية – الصفقة السياسية للاتفاق على مرشح واحد مقبول من كل الاطراف، الا ان جنبلاط حسم الموقف بتأكيد المضي في ترشيح النائب حلو حتى آخر السباق الرئاسي. لكن ثمة من يعتقد انه قد يلتزم بالمرشح التوافقي في نهاية المطاف، خاصة اذا كان مغطى بقرار اقليمي ـ دولي كبير. وبالتالي لا يُرتقب اتخاذ اي خطوات جديدة من قبل «اللقاء الديموقراطي» او سواه من قوى سياسية قبل ربع الساعة الاخير من الجلسة الثانية للمجلس النيابي، لأن جميع الاطراف لا تزال في مرحلة جوجلة وترقب بسبب غموض المعطيات الفعلية لاتجاهات المخرج.
وذكرت مصادر في «اللقاء الديموقراطي» ان النائب جنبلاط سيدعو الى اجتماع للقاء خلال اليومين المقبلين لتقييم الجولة الاولى من جلسة التصويت الرئاسية، ولتقدير الموقف العام في ضوء اتجاهات الكتل النيابية ومسار الامور والاتصالات المحلية والخارجية، واتخاذ القرار المناسب في ضوء الاتصالات التي يجريها جنبلاط خلال الايام الفاصلة عن الجلسة.
ورأت مصادر نيابية مطلعة على الموقف الجنبلاطي انه حتى اللحظة لا خيار ولا قرار غير المضي بترشيح النائب حلو، لضمان استبعاد المرشحين الآخرين الذين يمثلون الاصطفافات الحادة في البلاد والاتفاق على مرشح توافقي. وتوقعت ان تعقد اكثر من جلسة بلا نصاب قبل ان تقرر الاطراف السياسية الداخلية ماذا تريد، وخاصة «فريق 14 آذار» الذي بات ايضا محرجا ومحشورا بمرشحيه، وذلك حتى وصول جميع الاطراف الى هذا التوافق على مرشح واحد يفوز بالاجماع تقريبا.
وفي هذا السياق، قال المرشح الرئاسي النائب هنري حلو لـ«السفير» انه ماضٍ حتى الآن في ترشيحه، وأنه سيطلق دينامية الحوار والتلاقي والمشاركة بين اللبنانيين، بالتعاون مع كل المخلصين والغيارى على مصلحة البلد، «لأنه لا سبيل لانقاذ البلد من الازمات التي يعيشها الا هذه الطريق».
اضاف: «هذه قناعاتنا ومدرستنا التاريخية، ومستمرون فيها لانقاذ البلاد ولتلافي الفراغ في مقام رئاسة الجمهورية، وان لم يكن عن طريقي فعن طريق اي مرشح آخر يتوافق عليه الفرقاء السياسيون».