IMLebanon

جنبلاط خرق جدار الشغور الرئاسي من دون اي تطور فعلي

جنبلاط خرق جدار الشغور الرئاسي من دون اي تطور فعلي مصادر نيابية: توافق المسيحيين لم ينضج بعد وبكركي تستعيد حراكها وتنبّه الى خطر احداث الموصل

ترتدي عودة الحراك السياسي حول محور الاستحقاق الرئاسي طابعا حربيا في المرحلة الراهنة كون هذا الحراك يشهد انقساما حادا على المستويات المسيحية في ضوء ما استجد من سجال بين بكركي و«التيار الوطني الحر» في الايام القليلة الماضية. ويصرف النظر عن الاختراق الواضح في جدار المراوحة في الساحة السياسية الذي حققه لقاء الامني العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط، فإن مصادر نيابية مطلعة على تفاصيل الحراك «الرئاسي» كشفت ان الجمود ما زال عنوان المرحلة على هذا الصعيد، معتبرة ان كل ما يطرح من مبادرات وتحركات واتصالات اضافة الى السجالات والحملات لا يحمل في طياته اي تطور فعلي على صعيد المواقف التي باتت ثابتة ازاء ملف انتخابات رئاسة الجمهورية. واوضحت المصادر ان الظروف الداخلية للوصول الى توافق حول شخصية الرئيس العتيد لم تنضج حتى الساعة كما ان الواقع الاقليمي المشتعل والحرب الاسرائيلية المستمرة على وبالتالي فإن المسألة لم تعد تقتصر على تعطيل النصاب او اكتماله في المجلس المحلية والخارجية والتي تحمل طابعا فرديا، على الاقل من ساعة بالنسبة للشخصية الاكثر حظوظا للوصول الى موقع رئاسة الجمهورية.

واضافت المصادر النيابية ان المؤشر الاول والبارز على عدم نضوج تسوية رئاسة الجمهورية يكمن في التوجه نحو التمديد للمجلس النيابي وللمرة الثانية وذلك بسبب الخلافات التي تحول دون التوصل الى قانون جديد للانتخابات من جهة وصعوبة اجراء انتخابات نيابية قبل انتخاب رئيس للجمهورية من جهة اخرى. وانطلاقا من هذه الصورة فإن اكثر من عنصر سياسي قد برز في الساعات الماضية على مستوى المواقف الداخلية في مواقف القوى الاساسية وخصوصا المسيحية من المرشحين المعلنين وذلك على الرغم من عملية خلط الاوراق التي بدأت تجري في كواليس الديبلوماسية الاوروبية وبشكل خاص الفرنسية في هذا الخصوص وذلك في ضوء التوجه العام المتعلق بمتابعة اوضاع المسيحيين في المنطقة بدءا من العراق وصولا الى لبنان حيث ان الشغور الرئاسي تحول الى خطر داهم يهدد الوجود المسيحي في اكثر من منطقة عربية وليس فقط في بيروت. ولفتت المصادر الى ان مواجهة موجة الاضطهاد التي يتعرض لها مسيحيو الشرق تبدأ من خلال الخطوات السياسية التي تعزز وجودهم وخصوصا في الدول التي يتمتعون فيها بدور سياسي بارز. وشددت على ان استمرار التأخير في انتخاب رئىس بسبب الخلافات داخل البيت المسيحي، يصب في سياق توجيه المزيد من الضربات الى الدور المسيحي في لبنان كما في المنطقة خاصة وان غالبية القوى السياسية تؤكد على وجوب واهمية التوصل الى تفاهم مسبق بين القادة والاقطاب المسيحيين كونه سيؤدي الى تسهيل العملية الانتخابية التي تتعثر منذ اشهر.

وكشفت المصادر النيابية نفسها ان تزامن الحراك السياسي حول استحقاقي خيار التمديد للمجلس سيرتب استمرار الفراغ الرئاسي او المراوحة على هذا الصعيد، لافتة الى ان بكركي تستعد لاطلاق جولة مشاورات في المرحلة المقبلة عنوانها الاستحقاق الرئاسي وذلك في اطار السعي الى عدم بقاء لبنان من دون رئيس فيما يتعرض اكثر من بلد في المنطقة لتهديدات عدة ليس اقلها تهديد الارهاب التكفيري الذي يضرب العراق وسوريا ولبنان على حد سواء. وخلصت الى ان دور بكركي لم يتوقف او يتراجع في الاشهر الماضية ولكن اصداء دعواتها ومناشدتها المعنيين السعي الى التوافق لانجاز الانتخابات في اسرع وقت ممكن لم تكن ايجابية كذلك استدركت موضحة ان تأثير احداث الموصل في العراق قد يشكل تحولا في الاتجاهات السياسية لدى كل من فريقي 8 و14 آذار على حد سواء ويستدعي تغيير المعادلات التي ما زالت حتى الساعة تحكم مواقفهم من رئاسة الجمهورية.