IMLebanon

جنبلاط عاد بخفي حنين من لقائه الحريري فشل في تسويق حلو وفي استكشاف سرّ الانفتاح بين «البرتقالي» و«الأزرق»

لم يتوقع رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط ان يعود بخفي حنين من اللقاء الذي انتظره طويلاً مع الرئيس سعد الحريري، لا بل حرص على اخفاء انزعاجه من النتيجة، وهو الذي كان يأمل ان يكون الحريري غفر له كافة زلاته مع فريق 14 آذار منذ انتقل الى مربع الوسطية ووزع دوره بين الضرب على الحافر والضرب على المسمار، فجنبلاط وفق اوساط 14 آذار كان يراهن على عامل الوقت لفتح بازار كبير مع الحريري معولاً على ان تقاطع مواقفه من الاحداث السورية مع مواقف «تيار المستقبل» حيالها كفيل بمسح الشوائب التي سادت العلاقات منذ انقلابه على الحريري والركوب في مركب واحد مع الرئيس نجيب ميقاتي فقد «ننجح معاً وقد نغرق معاً وفق كلام الزعيم الدرزي عشية ايصال ميقاتي الى رئاسة الحكومة.

وتضيف الاوساط ان الحريري الابن تعلم الكثير من الدروس والعبر من العلاقة التي جمعته مع جنبلاط، فهو لم ينسَ له وقوفه الى جانب العائلة اثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري، معتبراً ان جميل جنبلاط في عنقه وانه سيرد له الجميل طالما هو حيّ، ولكن السياسة اذا دخلت الجنة افسدتها، لم يكن الحريري يظن ان جنبلاط يقدّم مصالحه على كافة الصداقات لانه يتعامل مع الاشخاص كما الدول حيث «لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة انما مصلحة دائمة»، ولا ينسى كيف انقلب جنبلاط على «الحلف المقدس» الذي جمعه بوالده عندما اقتضت مصلحته ذلك، لقد راكم الحريري كثيراًمن الخبرات في علاقته مع جنبلاط التي ورثها عن والده الشهيد، فهو يحفظ «المليحة» ولكنه ايضا يحفظ «السيئة» لقد تعلم من التجارب ولن يلدغ من جحر مرتين.

وتشير الاوساط الى ان جنبلاط منذ انقلابه على الحريري حاول الحفاظ على شعرة معاوية في العلاقة بينهما، فهو انتظر مناسبات عدة للتواصل معه على الهاتف، ومن ثم عبر المراسيل حيث لعب الوزير وائل ابو فاعور هذا الدور من خلال الزيارات المكوكية التي قام بها الى السعودية وباريس ليلتقي الحريري والتمهيد لجمع الرجلين في لقاء «غسيل قلوب»، وحصل اللقاء الباريسي حيث حفل باللياقات التي لا تطعم خبزاً على موائد السياسة على الرغم من الضيافة التي اسبغها الحريري على جنبلاط عبر العشاء الذي اقامه له في دارته الباريسية، فالزعيم الدرزي حاول استكشاف السر الذي ادى الى الانفتاح بين الرابية ودارة الوسط ورأي الحريري في رئيس وسطي ولكنه سمع جواباً غير متوقع وله دلالات فهمها سيد المختارة جيداً اذ ابلغه الحريري بوضوح «انه يرفض ان يلعب ولن يلعب في الملعب المسيحي»، لقد ادرك جنبلاط بحسب الاوساط من خلال هذا الكلام ان الحريري لجأ الى التورية ومعنى القول «انه يرفض ان يلعب جنبلاط في الملعب السني وقد اكثر من اللعب فيه لدى الاستحقاقات الحكومية، وان الحريري يحفظ جيداً ان الزعيم الدرزي وقف وراء سيناريوهات رئاسة الحكومة ايام ميقاتي وحاول ذلك ايضاً عشية الاستشارات الملزمة التي اوصلت رئيس الحكومة تمام سلام الى السراي.

وتقول الاوساط ان جنبلاط الذي عاد خالي الوفاض من اللقاء الذي عوّل عليه كثيراً حقق امراً واحداً في ذلك وهو انه كسر الجليد مع رئيس «تيار المستقبل» واذا كان اعرب في اوساطه عن «ارتياح محدود» للقاء وانه توافق معه على التعاون لادارة الازمة باقل الخسائر الممكنة، فانه ادرك في سره ان الحريري مع مقولة «الرئيس القوي» وهذا ما يزعج جنبلاط الذي يستقتل لمنع انتخاب شخصية مسيحية قوية وجامعة، كون دور «بيضة القبان» واللعب على التناقضات في الملعب المسيحي ستصبح من الماضي اياً كان «الرئيس القوي» المنتخب، فجنبلاط يرفض وصول الجنرالات الى بعبدا، كما انه يرفض انتخاب رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي ذكره الحريري في اللقاء انه مرشح فريق 14 اذار، فالزعيم الاشتراكي يريد رئيساً مارونياً يفتقد الى القواعد الشعبية ما يسهل عليه فرض شروطه على الحلبة السياسية والحفاظ على حجم اكبر من حجمه في الميزان السياسي.