بطاركة الشرق يطالبون المسيحيين من أربيل بالتشبث بـ «الجذور» والمجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته
جنبلاط لـ«المستقبل»: لَوْ يستخلصون عٍبَر الماضي
بعدما أحالت الحكومة مسؤولية «إجراء أو إرجاء» الانتخابات إلى ساحة النجمة بتوقيعها مرسوم دعوة الهيئات الناخبة على قاعدة أنّ أهل «التمديد» أدرى بشعابه، تلقّف رئيس مجلس النواب نبيه بري المرسوم الحكومي بتجديد موقفه الرافض لتمديد ولاية مجلس تشريعي معطّل مع تشديده على حاجة هذا المرسوم «إلى صدور قانون يطابق المهل». أما على صعيد خارطة مواقف الكتل البرلمانية بين مؤيدة ورافضة لمبدأ التمديد، فقد تميّز رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط بموقف وسط بين التأييد المطلق والرفض المطلق من خلال ربط موافقته على التمديد «بالمدة المقترحة له»، موضحاً لـ«المستقبل» أنه يؤيد «تمديداً تقنياً لمدة أقصاها سنة ومرتبطة بانتخاب رئيس» وسط تأكيده أنّ الحل في مسألة الانتخابات الرئاسية هو في عهدة «الـEstablishment المارونية»، متمنياً في هذا السياق «لو أنهم يستخلصون عِبَر الماضي».
وإذ آثر عدم إبداء أي انطباع في ما يتصل بخلاصة جولته على القادة الموارنة، قال جنبلاط: «أفضّل جوجلة انطباعي بعد استكمال الجولة» التي تشمل رئيس «حزب الكتائب اللبنانية» الرئيس أمين الجميل ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وعن الصيغة التي يقبل بها لتمديد ولاية المجلس النيابي، قال جنبلاط: «يجب أن تكون مدة مقبولة «مش إلى الأبد» بحيث يكون تمديداً تقنياً مرتبطاً بانتخاب الرئيس حتى لا تبقى رئاسة الجمهورية معلّقة»، واضعاً في هذا الإطار سقفاً زمنياً للتمديد «سنة كحد أقصى.. وإذا أقلّ أفضل».
وعما إذا كان يرى إمكانية لانتخاب رئيس للجمهورية خلال هذه المدة، أجاب: «لا أملك أي فكرة «أنا ما ببصّر» إسألوا الـEstablishment المارونية»، متمنياً «أن يتذكروا مرحلة انتخاب سليمان بك فرنجية رئيساً، حينها كان من غير الممكن انتخاب كميل شمعون، وهو كان مرشحاً، لأنه كان مرفوضاً من المسلمين بينما كان العميد ريمون اده لا يمتلك الحظوظ الرئاسية الكافية، فتم انتخاب فرنجية لأنه يتمتع بحيثية وطنية عريضة»، وأردف: «كان هناك أناس ينظرون إلى البعيد، فعندما ترك الرئيس صبري حماده مكتبه خلال عملية انتخاب فرنجية مطالباً بفارق صوتين (لاحتساب أكثرية النصف زائداً واحداً) اتصل به الرئيس فؤاد شهاب وقال له «يا صبري بك اعترف بنتيجة الانتخابات كي لا تكون فتنة في البلد»، لا سيما وأنّ بوادر هذه الفتنة «وخرطشة السلاح» كانت قد بدأت بالظهور». وختم جنبلاط حديثه لـ«المستقبل» قائلاً: «حبذا لو أنهم يستعيدون الماضي ويستخلصون العبر منه».
بطاركة الشرق
في الغضون، برزت أمس زيارة وفد بطاركة الشرق الكاثوليك والأرثوذكس بمشاركة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي إلى أربيل حيث عاينوا أحوال المسيحيين النازحين من بلداتهم وقراهم في العراق والتقوا عدداً من المسؤولين في إقليم كردستان وفي مقدمهم رئيس الإقليم مسعود البرزاني.
المشاركون في هذه اللقاءات نقلوا تأكيد المسؤولين الكردستانيين للبطريرك الراعي «التمسك بالمسيحيين والدفاع عنهم ورفض الدعوات لتوطين النازحين منهم في الخارج»، في حين أوضح الراعي خلال تلاوته خلاصة ما اتفق عليه البطاركة في مؤتمر صحافي عقده في أربيل أنّ هذه الزيارة «تحمل ثلاثة أبعاد» الأول يجسد «إعلان التضامن الروحي والمعنوي والإنساني والمادي مع اخوتنا المسيحيين الذين هُجّروا وطُردوا من أرضنا، ولنقول لهم لا تفكروا بالهجرة بل حافظوا على جذوركم». أما البعدان الثاني والثالث للزيارة فلفت الراعي إلى أنهما يتمحوران حول ضرورة «لقاء السلطات المسؤولة ومطالبة الأسرة الدولية بتحمل مسؤولياتها».
وشدد الراعي في هذا المجال على أنه «من غير المسموح أن يسيطر تنظيم إرهابي مثل «داعش» على شعوب آمنة وأن يستولي على أملاكها في حين أنّ المجتمع الدولي يقف متفرجاً»، وأضاف: «هذا الأمر نرفضه، فنحن كنيسة واحدة ونؤكد أننا صوت واحد وجسم واحد، وسنستمر في تحركنا على كل المستويات»، مطالباً «المجتمع الدولي والأمم المتحدة بمكافحة التنظيمات الإرهابية وبحماية الأقليات لئلا يكونوا مكسر عصا لغيرهم».